الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المربد  الأب الروحي  لكل المهرجانات الشعرية تحتضنه أم المدن

بواسطة azzaman

دورة أحمد مطر تتسلّق الرقم 35

المربد  الأب الروحي  لكل المهرجانات الشعرية تحتضنه أم المدن

 

االبصرة -حمدي العطار

 شهدت مدينة البصرة صباح يوم الاربعاء 7/شباط الجاري في المدينة الرياضية ، مهرجان المربد الشعري بنسخته الخامسة والثلاثين بمشاركة عربية وتستمر فعالياته أربعة أيام تهدف في مضمونها الى ديمومة مفهوم الشعر ديوان العرب.ويعد مهرجان المربد من اهم الفعاليات الثقافية في العراق، وتحتضنه سنويا محافظة البصرة إحياء لسوق المربد التاريخي . وهو الاب الروحي لكل المهرجانات الشعرية وتحتضنه ام المدن البصرة!.

ادباء المهجر

انطلقت فعاليات الدورة 35 من مهرجان المربد الشعري الذي ينظمه اتحاد أدباء والكتاب في البصرة  بدعم من رئاسة الوزراء ، ووزارة الثقافة والسياحة ، ومحافظة البصرة، بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين  المركز العام.

وبحضــــور 350 مدعــــــــوا منهم أكثر من  130  أديبا بينـــــهم أدباء عرب وعدد من أدباء المهـــــــجر وفنانين من المهجر .وعلى مدى 4 أيام يستمر الابداع الشعري والجلسات النقدية الغنية.

وايد الجميع أن ( مربد هذا العام يبدو أكثر رونقا ويتميز بسعة المشاركة) وأكد وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور» أحمد فكاك البدراني» في حفل افتتاح المهرجان «استعداد  وزارته لتقديم دورة متميزة من المهرجان ، تليق بالأدب العراقي الرفيع، بوصفه مثالا لأمم المتقدمة، وتجسيدا لحدث ثقافي كبير يواكب ما احتضنته البصرة الفيحاء من فعاليات كبيرة وهامة، وللدور الفاعل الذي يقوم به الادب دعما للتوجهات الوطنية للبلاد، قررت اللجنة أن تحمل الدورة اسم الشاعر القدير أحمد مطر، الاسم العراقي والعربي المعروف بقصائده وموقفه الراسخ في الدفاع عن حقوق الشعوب، كما قررت اللجنة أن تكون فلسطين ضيف شرف لهذه الدورة، تضامنا معها وشعبها  وأدبها، ودفاعا عن حقها المسلوب ظلما وجورا»

محافظ البصرة المهندس «أسعد العيداني» أكد على «تسهيل مهمة الاتحاد، وتوفير الدعم اللازم للمهرجان ، وتذليل الصعوبات كافة ، فضلا عن تشكيل لجنة مشتركة بين الاتحاد العام للأدباء والكتاب والمحافظة»

«عمر السراي» الامين العام لأتحاد الادباء والكتاب العراقيين اشار الى أن «المربد بدورته الخامسة والثلاثين هو تظاهرة وطنية تليق بما وصلت إليه الثقافة من رقي وإبداع، فمهرجان تقيمه البصرة يجب أن يكون بمستوى نخيلها سموا وارتفاعا وشموخا، هذه الدورة متفردة حقا، من اسم صاحبها القدير احمد مطر، شاعر الموقف والمفارقة والسخرية اللاذعة ، ومن مدعويها ومحاورها. ووضح الناقد علي الفوز رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق ان « مهرجان المربد رهان ثقافي على المستقبل ، ليس بوصفه الاحتفالي فحسب، بل بفاعلية البصرة المدينة التي علق بها التاريخ حيث يكون التجاوز خيارا واعيا ومسؤولا لصناعة أسئلة مغايرة، تدس اصابعها في ذاكرة الماء وفي الواقع وفي الخطاب، وباتجاه تحفيز العقل الشعري العربي على فتح حوار ثقافي يتسع للجدل والاختلاف ومغامرة البحث عن طرق أخرى ، تتيح شغف الدخول إلى عصر القصيدة الجديدة.

واكد « فرات صالح « رئيس اتحاد ادباء البصرة بان المهرجان «يتضمن جلسات شعرية ونقدية بمعدل جلستين شعريتين نقديتين في اليوم وحفلات فنية ومعارض للكتاب ومعارض فنية وتشكيلية وعرض أفلام سينمائية، كما يرافق المهرجان إصدار مطبوعات وكتب من نتاجات أعضاء الاتحاد وإصدار عدد من مجلة اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة «فنارات» مع كتاب ملحق بها. وتصدر جريدة بأسم المهرجان بشكل يومي على مدى أيام المهرجان لتغطية فعالياته .                                    

ويأتي مهرجان المربد بنسخته الخامسة والثلاثين فرصة استثنائية تجمع أصوات شعرية لامعة ، وتجارب نقدية رائدة، وفنانين متميزين مثل (بيدر البصري) ، كما يعد محطة للوقوف على مدى تجديد المشهد الشعري في العراق والوطن العربي، ويعد المربد الشعري من أكبر وأشهر المهرجانات الشعرية العربية ، وهو تظاهرة ثقافية تسهم في بث روح التجديد ، والتلاقح الفكري

وعلى هامش المهرجان تم اللقاء برئيس اتحد الادباء والكتاب في العراق « علي حسن الفواز»

نقلة نوعية

الناقد «فاضل ثامر» تحدث عن المهرجان وعن اهمية طبع مخرجات  مهرجان المربد قائلا : «النقد في الدورة الحالية لمهرجان المربد وهي تحمل اسم الشاعر أحمد مطر دورة متميزة في كثير من جوانبها فقد توافرت لها الكثير من المقومات التي ساعدت على نجاحها وتتميز بدقة التنظيم وسعة تمثيل المدعوين من العديد من البلدان العربية والاهتمام بأثارة القضايا الثقافية والسياسية الساخنة التي توجه  العالم العربي ومنها قضية فلسطين،، وعلى المستوى الفني واللوجستي اذ كانت هناك نقلة مهمة في الفضاءات الفنية التي وظفت ومنها فضاء الدينة الرياضية الذي شهد ولأول مرة جلسات افتتاح الدورة 35 لمهرجان المرب لهذا العام ،، كما شه المهرجان مجموعة من العروض الفنية والمسرحية والموسيقية ومنها معارض الكتاب والفن التشكيلي ونظمت ايضا رحلة نهرية الى كرمة علي قدمنا فيها مهرجانا شعريا في الهواء الطلق على ضفاف شط العرب، واستقبلنا بحفوة بالغة تركة أثرها العميق في نفوسنا، وبشكل عام يمكن القول أن مهرجان المربد هذا العام سيدخل تاريخنا الثقافي بوصفه مهرجان للأبداع والتواصل والجمال وهو يتحضن البصرة مدينة التاريخ والحضارة والشعر، ومن المقرر طبع جميع الابحاث الخاصة بالمهرجان كما أن قصائد المهرجان ستجد طريقها الى المجلة التي يصدرها اتحاد ادباء البصرة فضلا عما تستقبله الصحف والمجلات الثقافية العراقية والعربية من هذه النتاجات.

*الشعر والشاعر من منظور سكولوجي

كان أ.د» قاسم حسين صالح» في ضيافة مهرجان المربد التقينا به في صالة الفدق واوضح لنا  المنظور السيلولوجي للشعر والشاعر قائلا:»الشعر يمنحنا الشعور بأننا أقل وحدة، والقدرة على إعلام الاخرين عن حقيقة شعورنا، وبهما ما يمكن للشعر أن يجمع ما بين الناس. والشعر الذي فيه عمق سيكولوجي يدعونا (للتصالح مع انفسنا) ويعلنا نشعر بالترابط القوي معها، ويصبح لنا رفيقا بغض النظر عما تشعر به. والشعر يمتاز بقدرة استثنائية على طرح الأسئلة ، وتقليب الأمور بما يجعلنا ننظر إليها بطرائق جديدة ما كانت تخطر على بالنا» وعن علاقة الشاعر بالذكاء يقول قاسم صالح «الشاعر يمتاز بنوعين من الذكاء :

الاول : الذكاء اللغوي: ويعني امتلاكه لمخزون ثري من المفردات، والقدرة على استخدام الكلمات بطريقة مميزة توضح ما يعنيه

الثاني: الذكاء العاطفي : ويعني القدرة على تشخيص مشاعره  ومشاعر الاخرين وتوظيفها في تعديل المزاج والسلوك.

هذا النوعان من الذكاء هما اللذان يميزان ابداع شاعر عن شاعر آخر..مشروطان بذكاء ثالث هو « الذكاء النفسي ، ويعني قدرتك كشاعر على تحديد اهدافك، وما تريده، ومحاسبة نفسك لبناء احترامك لذاتك، وتعزيز ثقتك بنفسك»

على قاعة» فندق الميلينيوم» هناك نوعان من النشاطات الادبية القاعة الكبيرة تعقد فيها الجلسات الشعرية ، اما القاعة الصغيرة فتعقد فيها الجلسلت النقدية صبحا ومساء ، وجدول الجلسات النقدية المتنوع شكل حضورا مهما في مهرجان المربد ، وكان لتفاعل كبيرا بين الباحثين وجمهور المتلقي ، واشارت الدراسات النقدية الى ان النقد استعداد طبيعي مثل استعداد الابداع الأدبي ، وتضمنت الجلسات النقدية المتنوعة في مواضيعها .

مسك الختام

أسدل الستار على فعاليات مهرجان المربد 35 بجلسة شعرية رائعة وكرم رئيس اتحاد الادباء والكتاب دولة فلسطين ضيف الشرف لمهرجان المربد  متمثل برئيس اتحاد أدباء فلسطين .وكان مسك الختام حفل غنائي بدون فرقة موسيقية وبصوت ملائكي وأداء رائع مميز للمطربة  «بيدر البصري « وفاجأت الجمهور    شوقية العطار عندما اشتركت في الغناء  مع  ابنتها  ليقدموا اغاني لن تغادر الذاكرة الجمعية ( يا عشقنا) . وحقق الجمهور التفاعل مع هذا التألق والابداع والفن الاصيل.

وسوف نغادر البصرة إلى بغداد ومعنا اجمل الذكريات لفعاليات وشخصيات مهرجان المربد 35.

 


مشاهدات 1163
أضيف 2024/02/16 - 11:01 PM
آخر تحديث 2024/11/07 - 10:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 172 الشهر 3164 الكلي 10046308
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير