تساؤلات مُلحّة

عبد الحكيم مصطفى

يقول رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية الدكتور عقيل مفتن أن خطة عمله للفترة المقبلة ستشهد التركيز على هدف وحيد وهو حصد وسام أولمبي في دورة الألعاب الأولمبية للعام 2028 وتكرار الإنجاز اليتيم للراحل عبد الواحد عزيز الذي تحقق قبل أكثر من نصف قرن ..

 لم يحدد رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية في تصريحه لوسيلة الاعلام المحلية ، الفعالية الرياضية المؤهلة لتحقيق ميدالية في دورة الألعاب الأولمبية للعام 2028، وهل هناك ميزانية مرصودة لهذا الانجاز المنتظر ، ومن هي الجهة التي ستمول مشروع الانجاز الاولمبي الذي اطلقه ، خاصة وان الاتحادات الرياضية المركزية غير مرتبطة ماليا باللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .. ولم يشر رئيس الأولمبية الى اسم الرياضي او الفريق الرياضي المرشح لتحقيق الميدالية الاولمبية الثانية للعراق ، ونوعها هل هي ذهبية ام فضية ام برونزية .. هل قدم احد الاتحادات الرياضية المركزية برنامجه لتحقيق الحلم القديم ام ان تصريح رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية هو لاستنهاض همم الرياضيين وحسب ، ولا يستند الى معلومات دقيقة متوفرة على الورق على اقل تقدير .. ثم ان اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية لا تملك جهاز فني رفيع المستوى مؤهل لمتابعة وتقييم وتقويم مراحل اعداد اي رياضي متمكن او فريق رياضي مؤهل لتحقيق الانجاز العالي ، وهذه ثغرة واضحة لا تعمل الاولمبية الوطنية على ردمها .

و يقول رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية إن التصدي لمهمة قيادة الأولمبية مسؤولية كبيرة جداً لاسيما أن التركة ثقيلة ويصعب تحمُّلها في ظل التخبُّط والفوضى التي رافقت أغلب مفاصل العمل خلال الفترة الماضية .. و لا احد يختلف مع رئيس اللجنة الأولمبية في هذا التقييم ، ولكن هل ان الفوضى كانت مقتصرة على ادارة الرئيس السابق للجنة الاولمبية ، ام ان الفوضى كانت عامة وتشمل معظم الاتحادات .. و رئيس اللجنة الأولمبية يعرف أيضاً ان عدد كبير من الاتحادات الرياضية ليس لها منشات متطورة ، وخطط عمل استراتيجية لمدة اربع سنوات ، والبرامج تدريبية للمنتخبات غير مؤهلة لانتاج فرق متمكنة فنياً ..ومعلوم للجميع ان ادارات الاندية والاتحادات تمارس عملها بعقلية غير محترفة ، فكيف ستنتج هذه البيئة الفقيرة جداً ، انجازاً عالمياً بمستوى ميدالية اولمبية .. تصريح رئيس اللجنة الأولمبية بصدد التخطيط للفوز بميدالية في دورة الالعاب الاولمبية 2028، يحتاج الى تطمينات للرياضيين الواعدين .. ويقول متعمقون في الشأن الاداري ان الاولمبية يجب ان تستفاد من اخطاء الحقبة السابقة , و لا تكررها مجدداً ، وعلى سبيل الحصر فان الاتحاد العراقي للساحة والميدان لم تستثمر الطاقة النجفية الهائلة بطل القفز بعصا الزانة منتظر فالح الذي كسر الرقم العراقي (5.35م) وفاز بالميدالية الذهبية في دورة الالعاب الاولمبية للشباب ،وفي بطولة اسيا للشباب، وبطل العرب وقبله لم تدعم بطل اسيا في 800م عدنان طعيس لتحقيق انجاز عالمي .

 والتساؤل الاهم هو ، هل تتخذ اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية خطوتها المقبلة باتجاه الميدالية الاولمبية على اساس علمي وواقعي ومتكامل ، وتتابع عن كثب عمل الاتحادات الرياضية ، ام انها ستكتفي باطلاق الوعود .