الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
طنجة وإيقاعات سحر البورتريت من حسن بيريش

بواسطة azzaman

طنجة وإيقاعات سحر البورتريت من حسن بيريش

نعيم عبد مهلهل

ولد طنجة من رحم اغماضة للنبي نوح عليه السلام ليصل سواحلها بأمان ، ويبدو أن كل الذين يصلون الى عطر مودة السفر اليها سيهنئون بسحر الامان في تخيل رومانتيكي لمدينة تتلون فيها الحياة ، وفي النهاية ستحصل على مدينة رسم ماتيس من خلال شرفتها الضوء والبحر والبحر ومرايا كل اميرات الامازيغ اللائي عبر مع سحرهن القائد طارق بن زياد الى الاندلس ،ومع دموعهن عاد احفاد الملك ابي عبد الله الصغير بعد ان ضاعت الاندلس في خبر كان .

اكتب هذا كمقدمة مختصرة لمديح مستحق لمبدع أحب طنجة ورسمها كتابة ورؤى لتقصي احلامها وما يكتب عنها ، الكاتب والذي يصور لنا النثر فوتغراف روح المكان واحلامه ، انه صديقي وابن طنجة حسن بيرش الذي نحتفي به وقد اظهر لنا كتابا مهما في الانطولوجيا لمئة كاتب سكنتهم روح طنجة وعشقوها كما يعشق قيس ليلاه ، وكما الخبز الحافي في رواية شكري ، وكما عشق البحرين لمدينة قاد ابن بطوطة خطوته منها ليقرأ العالم في اشبار وجفن وامصار.

هذه الانطولوجيا التي احتاجت من هذا البورتريهي الكبير حسن بيرش اعوما من البحث والاستقصاء والتقصي والفهرست والمراسالات أنما هي جهد لأرخنة مهمه في الحياة الثقافية للمدينة إذ نجح حسن في جمع كل الذين شعروا أن طنجة واحدة من ملهمات العيش والكتابة ومنهم انا حيث كتبت عنها ثلاثة كتب ، وقد حسبتها قريبة الى جنة دلمون السومرية التي انتهت اليها احلام نوح بأزل الوصول فكانت طنجة وحمامتها وهذه الانطولوجيا التي اظهر فيها حسن بيرش ابداعا وصبرا ودقة في التوثيق ليكون واحد من متمني الابداع في هذه المدينة التي يحبها كما تحب الحدائق ازهارها.

انجز صديقي كاتب البورتريه الساحر ، أبن المغرب وطنجة ( حسن بيريش ) كتابه الاستقصائي والارشيفي عن كل من كتب عن مدينته طنجة ، وهو بذلك ينوب عن طنجة في تقديم الشكر الى كل الذين سكنهم سحر المدينة وركبوا بغلة ابن بطوطة وتجولوا في حارات المدينة القديمة وكورنيش البحر او انحدروا صوب المغارة الاغريقية لهيركليس ثم عادوا الى مقاهي طنجة ليشربوا شاي النعناع ويعودون لرسم الملامح الحادة لروائيها الشهير محمد شكري وهم يستعيدون متعة قراءة روايته الشهيرة الخبز الحافي.

انجاز صديقي حسن بيريش هو لحظة مفصلية في مسيرته الابداعية فقد كان جهدا كبيرا عشت معه بعض محطات هذا التقصي وفرحت كثيرا حين وجدت نفسي ومنجزي فيها وانا الذي كتب عن طنجة اربعة كتب والخامس في الطريق الى المطبعة.

هذا الوفاء هو صفحة ملونة بوداعة وخجل وتواضع هذا البورتريهي الكبير ( حسن بيريش ) الذي يستحق الثناء والتصفيق من طنجة واهلها وكذلك من اولئك المبدعين الذي وضع اسمائهم وابداعاتهم في انطولوجيته المهمة.

شكرا حسن بيريش...فأنت تستحق ان تنال تصفيق من نبض قلب طنجة قبل ان تنال التصفيق من اكفنا .

 


مشاهدات 412
أضيف 2024/02/11 - 4:32 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 3:06 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 269 الشهر 11393 الكلي 9361930
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير