الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شاعرة الجزائر سمية دويفي : مهرجان الشارقة حلّم شعري يتحقق بسحر وجمال فائقين

بواسطة azzaman

شاعرة الجزائر سمية دويفيمهرجان الشارقة حلّم شعري يتحقق بسحر وجمال فائقين

زهير بن جمعه الغزال

 

كان الشعر ولا يزال ديوان العرب ومصدر المعرفة، والفكر ومنبع الحكمة ومن الوسائل الهامة لتهذيب النفوس وتربيتها، كما انه الوسيلة الأولى لحفظ اللغة، وفصاحة اللسانز

وشاعرتنا اليوم متعددة المواهب تنقلت بين حدائق الشعر والأدب فقطفت من زهورها وتشبعت برحيقها  إنها ابنة الجزائر الأبية الشاعرة سمية دويفي:

شاعرة، كاتبة، مترجمة وباحثة في النقد المعاصر، ولدت في السابع من أبريل عام 1996 بالجزائر العاصمة، تكتب الشعر الفصيح والرواية والقصة القصيرة باللغتين العربية والانجليزية، حصلت على شهادة الماستر 2 من جامعة الجزائر 2 سنة 2020 وتواصل دراستها كباحثة دكتوراه بجامعة وهران في تخصص النقد المعاصر، اشتغلت كأستاذة في اللغة العربية بالتعليم الثانوي ونصبت مترجمة خبيرة بالمجلس الأعلى للغة العربية عام 2019،

نيل الجائزة

 عملت في المجال الإعلامي لمدة قصيرة وأجرت العديد من الحوارات مع كتاب وشعراء ونقاد وفنانين عرب وجزائريين في برنامجيها «حوارات أبوليوس الثقافية» و»غوايات»، فازت بجائزة علي معاشي للمبدعين الشباب سنة 2021 عن ديوانها « في المرآة وجه آخر» الذي صدر سنة 2022 عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وجائزة قسنطينة للشعر النسوي سنة 2022 عن قصيدتها «نظرة أخيرة في مرايا الروح»...

 تهتم بالكتابة والنقد السينمائيين وتحصلت على عدة شهادات من السفارتين الأمريكية والبريطانية بالجزائر، تعمل حاليا أستاذة جامعية في جامعة الجزائر 2.

لقاؤنا معها يتناول الأدب بجميع فنونه والإبداع الأدبي والشعري

-لكل شاعر امتداد ونقطة ميلاد، هل كان في مسقط رأسك أو بيئتك أو في عائلتك من كنت له وريث المشاعر ومحكم للشعور لتكون شاعرا؟

 كل عائلتي كانت القصيدة الأولى في حياتي، أنا ابنة أم عظيمة كانت تعلمني حفظ الشعر وتحببني في الكتابة منذ سن السادسة، أما والدي فهو رجل قارئ مثقف، كان يعلمني التثقف ويمنحني مكتبته لأتبحر فيها منذ سنوات مبكرة في حياتي، لا واحد منهما كان شاعرا، لكن كليهما كانا شاعرين أيضا بشكل ما في عيني، أنا مدينة بكل قصائدي لوالديّ طيلة حياتي...

- ما الذي يقودك لتحاكي مخاض الشعر هل الإيقاع أم موسيقى الشعر أم كلاهما؟

 ما يقود الشاعر للكتابة هو شيء مبهم وغير عادي وغير محسوس، لذلك فإن ما ذكرتموه هو جزء يسير من المشهد الأكبر الذي يدفع بالشاعر إلى القصيدة دفعا، التراكمات المعرفية والفنية، ورؤيته إلى العالم والوجود، قلقه اللغوي والمجازي في داخله، ثم الإيقاع والموسيقى...

-هل تكتب رسالتك أم مشاعرك فقط على قالب شعري؟

 النص مزيج من رسالة وجودية وشعورية معا، لذلك فإن حصر القصيدة في رسالة فقط أو في شعور خالص، هو إجحاف في كل جوانبها الأخرى، أرى أن النص هو هذه الأمزجة المتجانسة بين كل شيء، لذلك لا أفصل أحدهما عن الآخر.

-هل تنتمي لمدرسة شعرية معينة أو ثمت تصنيف لميولك الشعري؟

 لا أنتمي إلى أي مدرسة غير مدرسة النص الصادق والجميل، أحب القصيدة هكذا حرة من أي انتماء قد يقيد جمالها.

-للشاعر ميل نظمي معين أو يسكب على قالب شعري معين هل يقودك الوزن والبحر والقافية أم هي راحلتك الإبداعية تقود الطريق؟

 لا ألزم نفسي بأي وزن أو قافية وأتخلى عنهما عندما أريد، صحيح أنني عادة ما أكتب العمودي والتفعيلة، إلا أنني منفتحة على التجريب في أشكال أخرى عند الحاجة والشعور بذلك في داخلي، النص في حاصل الأمر طاقة كامنة يتحدد شكلها وقالبها بشكل عفوي عند الكتابة...

-ماهو القالب الشعري الأقرب لنفسك الفخر، الحماسة، الغزل، أم أغراض معينة تحب أن تصيغ قصيدتك عليها؟

 النصوص الوجودية التي تعبر عني وعن رؤيتي للكون من حولي هي ما أكتبه عادة، دون أي تقيد بغرض معين من هذه الأغراض.

-كيف ترى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر؟ هل لك طريق لهذا النوع من الكتابة؟

 هي شكل من الأشكال الممكنة للقصيدة، لم أجرب فيها من قبل لكنني أكتب النثر عادة دون تجنيس فني له، وأنا منفتحة على التجريب في قصيدة النثر في أي فترة أشعر فيها بالحاجة إلى ذلك .

- ما الذي يؤثر فيك لتكتب قصيدتك هل هو الموقف أو الهم الذاتي الذي بداخلك؟

 أحيانا يكون مزيجا من الاثنين معا، الموقف وما تشكل في داخلك من شعور تجاه هذا الموقف، من المهم جدا أن نترجم تجاربنا إلى نصوص، وأنا أفعل هذا عندما أتأمل ما أمر به من تجارب...

-إلى أي مدى تقودك القصيدة الفصيحة هل تعبر عنك بشكل جيد أم تجد جمهورك أو الفئة المستهدفة لهذه القصيدة تأخذك لتصنع ما يريدون منك؟

 أنا أكتب القصيدة الفصيحة والنص الشعبي بالدارجة الجزائرية أيضا، لكنني أجد نفسي في الفصيح أكثر شيء لأن للغة العربية للفصحى هذا السحر الذي يتجاوز الحدود والثقافات ويعبر عن الجميع دون اختلاف.

-هل شعراء المعلقات لهم أثر ما عليك؟

 بكل تأكيد لأعظم شعراء التاريخ العربي تأثير كبير علي، فهم أول تواصل لي مع النص العربي في أبهى أشكاله، ونصوصهم حفزت القلق الشعوري الأول لي لدى تلقيها، جميعهم دون استثناء ...

سحر وجمال

-هل تجد وجودك في مثل هذا المهرجان صلة بالرسالة الإنسانية التي حكمت قصيدتك ومفرداتك وتكون بها أثر تفاعلك مع الحدث؟

 هذا المهرجان هو بمثابة الحلم الشعري الذي يتحقق بسحر وجمال فائقين، أهميته تكمن في جمعه نخبة شعرية من أجمل أصوات العالم العربي، وذلك الاحتكاك المعرفي والفني الذي يحدث بين مختلف التجارب ويؤدي إلى ميلاد ماهو أعظم وأجمل، وهنا اسمح لي أن أشيد بدور الشارقة العظيم ممثلة في جهود سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في خدمة الشعر، وجهود دائرة الثقافة والأستاذ عبد الله العويس، والأستاذ الشاعر الإنسان الطيب والرجل الحكيم، محمد البريكي الذي فتح لنا قلبه على مصراعيه صبرا واستقبالا ورعاية في بيت الشعر، مدينون لهم بالمحبة وكرم الضيافة إلى الأبد...

-ماذا تعني لك المقاطع الشعرية لحظة الإلقاء الشعري حين نتحدث عن المطلع للقصيدة المبتكرة بعيدا عن عادة الشعراء في استهلال قصائدهم؟

 لحظة الإلقاء أصبح أنا القصيدة والقصيدة تصبحني أيضا، هذا التماهي هو ما يصنع الإلقاء الصادق للنص دائما

-هل القافية في وقتنا الحالي مجال لدهشة المستمع ولفت لانتباه الشعراء حين يقدم شاعر متمكن قافية نادرة أو ذات إيقاع جديد الحبكة؟

 التجديد جميل طبعا والتجريب في النادر والغريب يثير الدهشة ويصنع الجمال، لكن هذا ليس ضروريا ليكون النص ملفتا وصادقا وجميلا، إذ يمكن للنصوص ذات القافية العادية أن تصنع التفرد بمعانيها وصورها وحالاته الشعورية .

-هل تعتبر القصيدة العمودية الكلاسيكية ذات نمط مستهلك ومجرد قالب يركب عليه الشاعر أم أن الحداثة والتجديد أخذ مأخذ فيها؟

 النص العمودي بالنسبة لي هو نص جديد دائما وسيبقى كذلك لأنه الأصل، لا أظن أن النص العمودي سيتقادم أبدا، وهذا لا ينفي جمالية النصوص الأخرى في التفعيلة والنثر، كما لا يجعل النصوص العمودية تقع في الاستهلاك مهما تعاقبت التجارب، النص العمودي لا يزال يتجدد ويواكب الحالات المختلفة للقصيدة ولا يفقد على ذلك سحره.

-هل توجد قصائد تم كتابتها خاصة بحدث المهرجان خصيصا هذا العام؟

 لم أكتب شيئا خاصا بالمهرجان كما هي عادتي، شاركت في المهرجان بنصوص كتبتها مسبقا، لأنني أحس أنها تعبر عن تجربتي أكثر.

-يقال إن لكل شاعر طقوس للكتابة والإلهام فهل لك طقس خاص يمكن أن تكشفيه لنا لبناء قصيدة؟

 القصيدة لدي هي حالة عفوية يمكن أن تنتابني في أي مكان أو زمان، لا أمارس سوى طقس الصمت لدى كتابة النص، لأنني أحب أن أركز على النص عند كتابته، فأصمت لإتمامه.

-من هم أبرز الشعراء المعاصرين في رأيك وهل توجد قصائد ما تعتبرها معلقة هذا الزمن؟

 لا ألتزم بأسماء معينة ولا أعتبر أن لهذا الزمن قصيدة واحدة تعبر عنه، نحن في زمن التعددية الثقافية والفنية والجمالية، لذلك فإنه لا فائدة من حصر العصر في اتجاه واحد أو نص وحيد.

-الشواهد على العصر كثيرة هل توجد قصيدة فصحى حاليا شاهد على العصر؟

 القصائد التي قرئت في المهرجان كلها شواهد على العصر وموثقة له.

-هل أمير الشعراء في زمننا الحالي يحمل صفة شعراء المعلقات؟

 مثلما قلت هذا زمن التعددية النصية كما هو زمن التعددية الثقافية، لذلك فإن كل نص جميل وعظيم يمكن أن يكون معلقة هذا الزمن ولا ينفي غيره من النصوص.

-هل الشاعر الفصيح مظلوم إعلاميًا وحضوريًا مقارنة بشعراء النبط والشعر الشعبي الأكثر تداول بين الناس؟

 يتلقى الناس النبطي لأنه قريب من الحياة العادية والمتكررة واليومية، بمعانيه ولغته، للفصيح جمهوره ومتابعوه مثلما شاهدنا في مهرجان الشارقة للشعر العربي، لا يزال الفصيح بألف خير، ولا حاجة للمقارنة بينهما، فلكل مجال تلقيه ولا يتعارض تلقي أحدهما مع الآخر.


مشاهدات 659
أضيف 2024/01/19 - 2:54 PM
آخر تحديث 2024/08/30 - 9:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 151 الشهر 151 الكلي 9988773
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير