كلية الشرطة العراقية بين الأمس واليوم

أسلوب تدريب حديث ومناهج تدريس علمية

عدي سمير الحساني

يمتد تاريخ كلية الشرطة العراقية الى الماضي القريب والذي تأسست فيه مؤسسة لصناعة ادوات الدولة الفاعلة لتنفيذ القوانين النافذة وتطبيقها لفرض الإرادة الحكومية في تحقيق الامن والاستقرار.

ومنذ ذلك التاريخ مرت الكلية بمراحل عديدة تدرجت من خلالها عملية اعداد قادة امنيين قادرين على تحمل اعباء المسؤوليات الامنية والمجتمعية والخدمية في اجواء الخطورة المحيطة لعملهم.

وكما نعلم فأن كل بداية تكون صعبة ومتعثرة ولكنها ترسم الاساس الذي تنطلق منه عملية البناء العمودي وتؤسس لأتساع الافق المجانب لهذا البناء، فمُنذ ان انطلق بناء هذه المؤسسة التدريبية حتى رافقتها عمليات تجدد وتحول في مفردات عملها وآليات مناهجها التدريبية والتعليمية.

استمرت عملية تأهيل واعداد الشباب المتقدم لهذه المؤسسة الامنية واستمرت معها عجلة التطور والتي بدأت بمفاهيم تدريبية وتعليمية بدائية وفقاً للأجواء المجتمعية المحيطة ومتطلبات الواقع البسيط والذي يتراوح ما بين المشاجرات البسيطة وجرائم السرقات البدائية ونداره القتول في حينها، وهكذا مضت في عملها المؤسسي وبدأت بالتطور التلقائي وفق مناهج متدرجة الاستحداث وحسب ماتقتضيه الحاجة الآنية في ذلك الوقت.

تسلسلت احداث هذه المؤسسة الاكاديمية وفق انظمة علمية مدروسة حتى استقرت على مستوى اكاديمي وعلمي وتدريبي وامني، ومن ثم انتقلت نحو عالم اخر بانتقاله سريعة بسبب تطور الجريمة في المجتمع وانحراف مسارها عن الجرائم التقليدية الى جرائم معقدة وغير مألوفة ومتجددة ومتطورة، لغاية دخول التكنلوجيا الحديثة في مفردات الجرائم اليومية.

ومع تعقد المشهد الاجتماعي ودخول الجرائم في عمليات التنظيم المبرمج للعمليات الاجرامية العابرة للحدود حتى صار من اللازم على وزارة الداخلية ان تُعنى بشكل دقيق ومباشر بمؤسستها الانتاجية لُحماة الامن والقانون في كلية الشرطة العراقية.

حيث ركز السيد وزير الداخلية الفريق اول الركن عبدالأمير الشمري على اعادة المفاهيم الاكاديمية لمفردات عمل كلية الشرطة، لذا ركز وفي اول خطوة هامة على اعادة تأهيل البنى التحتية للكلية.

بناء وتأهل

انطلقت عملية الاعمار وبشكل سريع ومباشر شملت ما يقارب (26) مشروع بناء وتأهيل واكساء، يجانبها اعادة تنظيم عملها الاداري بالترتيب المباشر لآلية العمل من خلال تحديث وترتيب هيكلها التنظيمي واعادة توظيف الطاقات الشبابية لإدارة اقسامها ودوائرها العلمية والتدريبية، يقابلها تحديث مناهجها العلمية والتدريبية بشقيها العسكري والبدني يُضاف لها العمل التدريبي الميداني.

ووفق اسلوب علمي مدروس تم استحداث اقسام علمية تتناسب مع الواقع الحالي للجريمة الحديثة وفق مناهج تدريسية علمية وعملية حديثة تنتقل بالطالب من العالم الافتراضي الى الواقع العملي، كذلك استحداث اقسام تدريبية وفعاليات عملية تُنمي القابليات الفكرية لدى الطالب وتطور مهاراته الذهنية، اضافة الى اعداد برامج بدنية للبناء الجسماني الصحيح من خلال فعالية الضاحية الصباحية ولمرتين في الاسبوع والتي تعتمد على المطاولة وتحمل المسافات الطويلة من الهرولة الصباحية، كما تم تفعيل عمل قسم الفروسية ورفد الكلية بمجموعة من الخيول الخاصة بالتدريب وجعلها ضمن المناهج التدريبية المهمة لطلاب كلية الشرطة وبطبيعة الحال فأن هذه المجموعة من الخيول تحتاج الى اسطبلات لإيوائها وميادين للتدريب والتي تم انشاؤها وبمواصفات عالمية.

كما اكد السيد الوزير على منامات الطلاب والذي اراد ان تكون وفقاً للمعايير الدولية الخاصة بالمؤسسات التدريبية وذات خصوصية من خلال جعل استقلالية لكل دورة من دورات الكلية بساحة عرضها وميادينها ومناماتها وقاعات دروسها ومطعمها اضافة الى تحديد غرف منام خاصة للطلبة وان تكون لكل غرفة 4 طلاب مؤثثة تأثيث حديث وهي سابقة لم تحدث في اي دورة من دورات كلية الشرطة السابقة.

والاهم من هذا كله فأن الحداثة في الاسلوب التربوي الرامي الى الاعداد النفسي الصحيح والسليم وزرع الثقة بالنفس مع البناء الفكري السليم في تنمية الروح الوطنية لحب العراق وشعبه.

تحية حب وتقدير للسيد وزير الداخلية المحترم والسادة الوكلاء والمستشارين وقادة الوزارة وضباطها ومنتسبيها وموظفيها من ارض العزة والكرامة مصنع الابطال وحماة الامن والقانون بمناسبة عيد الشرطة العراقية.

  استاذ مساعد لواء دكتور عميد كلية الشرطة العراقية