النـص : المثقفون العرب ورابطة القانون الدولي يدينان إغتيال الصحفية الفلسطينية
جثمان أبو عاقلة يوارى الثرى وسط الحشود في القدس الشرقية
بغداد - الزمان
ووري الثرى صباح امس الجمعة، في مقبرة بالقدس الشرقية وسط حشود المشعيين ، جثمان الصحفية الفلسطينية شرين ابو عاقلة ،التي استشهدت بنيران الاحتلال الاسرائيلي خلال تغطية احدث الضفة الغربية المحتلة الاربعاء الماضي،فيما دان المثقفون العرب والرابطة العربية للقانون الدولي ،الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي باغتيال ابو عاقلة. وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (اغتيال أبو عاقلة، ابنة القدس في جنين بالضفة الغربية، وهي تقوم بتغطيتها لاحداث الضفة الغربية من جانب القوات العسكرية الإسرائيلية، عمل إجرامي وفقًا للقانون الإنساني الدولي).
مسلسل جرائم
واضاف ان (هذه الجريمة تذكرنا بجريمة اغتيال الطفل محمد الدرّة ومسلسل الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين)، داعيا الى (تحقيق دولي فوري شامل ومستقل عن هذه الجريمة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية)، وأشار إلى أن (المثقفين العرب، كما كانوا في السابق، يقفون إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة الثابتة وغير القابلة للتصرف،وهم يدينون بشدّة هذه الجريمة النكراء وكلّ جرائم الاحتلال الاسرائيلي، ويعلنون تضامنهم الحار مع زملائهم المثقفين والاعلاميين والحقوقيين الفلسطينيين). كما نددت الرابطة العربية للقانون الدولي بالجريمة الجديدة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، حين أقدمت على اغتيال أبو عاقلة، وهي متوجّهة لإداء عملها المهني لتغطية اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين بالضفة الغربية. وقال الأمين العام للرابطة عبد الحسين شعبان إن (هذه الجريمة مكتملة الأركان المادية والمعنوية يمكن ضمّها إلى ملف الجرائم الضخم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية والتقدّم والتنمية في المنطقة والذي يمكن تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية)، مشددا على أن (جريمة اغتيال أبو عاقلة تؤكد مدى استهتار إسرائيل بالرأي العام العالمي وبالقيم والقوانين والأعراف الدولية، ولاسيّما بالقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقيها لعام 1977? التي تمنح الصحافيين حصانة خاصة، ونطالب الأمم المتحدة القيام بواجبها لحماية الصحافيين والطواقم الصحافية، خصوصاً في مناطق النزاع والحرب). وتأتي هذه الجريمة النكراء بعد أيام على احتفال العالم بعيد الصحافة العالمي ،الذي كان قد تقرّر من قبل اليونيسكو في العام 1993? وهي دليل جديد على أن الإرهاب الصهيوني لن يتوقّف ،وأن إسرائيل منذ تأسيسها فهي أداة مستمرة للعدوان وبؤرة مستديمة للتوتر والحروب والعنف والإرهاب. وطالب شعبان بـ (إجراء تحقيق دولي فوري نزيه ومستقل لمحاسبة المسؤولين وتحقيق العدالة، فضلاً عن مناشدته للمجتمع الدولي وجميع القوى والبلدان المحبة للسلم والحريّة للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني وتمكينه من تقرير مصيره بنفسه وعلى أرض وطنه وعودة اللّاجئين الفلسطينيين وتعوضهم عما لحق بهم من غبن وأضرار طيلة السنوات العجاف، لإقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف). وفتحت السفارة الفلسطينية في بغداد ،سجل عزاء بالشهيدة ابو عاقلة ،في مقرها الكائن بحي السفارات ببغداد . وقالت في بيان تلقته (الزمان) امس انه (على ضوء الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي باغتيال ايقونة الاعلام الفلسطيني ابو عاقلة ،لاسكات صوت الحق ، نود اعلامكم بان السفارة فتحت سجل عزاء بالشهيدة في مقرها، وان حضوركم يبلسم جراحنا ويشد من عضدنا في مواجهة الاحتلال والعدوان الغاشم). ووري الثرى امس الجمعة ،جثمان ابو عاقلة في مقبرة بالقدس الشرقية،حيث اقيمت جنازتها في كنيسة الروم الكاثوليك في باب الخليل داخل المدينة القديمة.وأبو عاقلة مسيحية تبلغ 51 عاما ولدت في القدس الشرقية ودفنت إلى جانب والديها في مقبرة صهيون بالقرب من المدينة القديمة.وشارك آلاف الفلسطينيين في تكريم أبو عاقلة. وحضر مسؤولون فلسطينيون ودبلوماسيون أجانب وحشد من الفلسطينيين في مراسم رسمية في رام الله في مقر السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، حيث نُقل نعش الصحافية ملفوفا بالعلم الفلسطيني.وأصيبت أبو عاقلة برصاصة في رأسها خلال وجودها في جنين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ أكثر من خمسين عاما. وكانت ترتدي خوذة وسترة واقية من الرصاص كتب عليها كلمة صحافة. وأثار إعلان استشهادها استياء شديدا في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي حيث تُتابع تقاريرها منذ أكثر من عقدين وكذلك في أوربا والولايات المتحدة.ونُظمت مسيرات عفوية عدة في الأراضي الفلسطينية احتجاجا على اسشتهادها. وستتم تسمية شارع في رام الله باسمها.
مخيم جنين
بدوره ،صرح أنطون ابو عاقلة شقيق الصحافية ،بصوت تخنقه الدموع أن (شيرين كانت أختا لكل الفلسطينيين)، وأضاف أن (ما حدث لا يمكن تجاهله، ولن تنسى ذلك). وشن الجيش الإسرائيلي عمليات عدة في الأسابيع الأخيرة في مخيم جنين للاجئين ،معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة في شمال الضفة الغربية المحتلة ،ويتحدر منه منفذو عدد من الهجمات التي أدت إلى سقوط قتلى في اسرائيل.ويشكل مصدر الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة محور سجال. فقد اتهمت قناة الجزيرة القطرية القوات الإسرائيلية بقتل الصحافية عمدا وبدم بارد. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أشار إلى أنه (أصيبت برصاص أطلقه مقاتلون فلسطينيون على الأرجح).وبعد ساعات، قال وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس إن (الجيش ليس أكيدا من الطريقة التي قتلت فيها)، وأضاف (قد يكون فلسطيني، هو من أطلق عليها الرصاص ،وقد تكون الطلقة أيضا جاءت من جانبنا. فنحن نحقق). بينما،اكد مصدر امني اسرائيلي ان (اسرائيل طلبت الرصاصة من الفلسطينيين ،لتتمكن من إجراء تحقيق علمي لتعقب مصدر الاطلاقة)، واضاف ان (الدولة العبرية عرضت على مسؤولين فلسطينيين وأمريكيين أن يكونوا حاضرين أثناء الفحص). لكن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ،رفضت فكرة إجراء تحقيق مشترك مع إسرائيل ،متهمة الجيش الإسرائيلي باغتيالها.وقال عباس خلال مراسم الخميس الماضي (نحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن اغتيالها ، ونرفض فتح تحقيق مشترك ، وسنلجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية). وكانت الولايات المتحدة قد دانت بشدة جريمة القتل، ودعت إلى تحقيق شفاف تفضل أن يكون مشتركا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
|