من ذاكرة الإستعمار الفرنسي
جبارعبدالزهرة
على خلفية المرة الأولى التي يصادق فيها مجلس البرلمان الجزائري في جلسة علنية على قانون يجرِّم الإستعمار الفرنسي الذي استمر لأكثر من130 عاما في هذه الأيام الأخيرة من العام 2025م وهذه نبذة مختصرة من تاريخ التعامل الجافي من قبل الإستعمار الفرنسي مع المواطن الجزائري بمنتهى الإزدارء والإقصاء المجحف والتغييب القاسي.نبتدءُ بالقول :- لقد تعامل الاستعمارالفرنسي العنصري المتطرف مع الجزائريين بعد احتلال ارض وطنهم في العام 1830م تعاملا فجاًّ بعيداً كل البعد عن أدنى مقومات النظرة الإنسانية ذات المقاصد الشريفة في احترام الإنسان والإعتراف بكينونته ولكن بنظرة حاقدة ذات توجهات تغييبية لجسم الإنسان ووجوده المادي واستئصال حضوره الإنساني على ارض هو صاحبها الشرعي وفق كل المقاييس والأعراف الإنسانية السائدة والتي لها حضور واضح حتى في العصور القروسطية فلم يترك الإستعمار الفرنسي أي شكل من اشكال الجرائم الوحشية القاسية إلاّ ونفذها ضد الجزائريين من المجازر الفظيعة وعمليات الإغتصاب واعمال العنف الجنسي ناهيك عن عمليات الإعدام والتعذيب والعنف ضد الأسرى والمعتقلين في السجون الفرنسية الرهيبة .لكن ذلك وآخر غيره من اعمال الترهيب والقتل الذريع وشتى الجرائم العنيفة لم تفت في عضد الثائر الجزائري ولم تثن عزميته عن مواصلة الكفاح المسلح والنضال الثقافي والمعرفي في اثبات هوية المواطن الجزائرية والحصول على الإستقلال وامتلاك ناصية حق تقرير المصير بقرار جزائري مستقل عن أي تأثير خارجي على أي مستوى من مستويات الإدارة والسياسة بساتقلالية تامة. لذلك فان ما تسعى إليه الحكومة الجزائرية اليوم في تجريم هذا الإستعمار الظالم الغاشم الذي سعى الى سلب المواطن الجزائري هويته الوطنية وتغييب الشخصية الجزائرية العامة وجعلها كيان هامشي على حافة جانب الشخصية الفرنسية لكن الجزائريون لم يستسلموا لهذه المهانة وهذه المذلة فقاموا بثورة عارمة استمرت سنين طوال قدموا خلالها مليون ونصف المليون شهيداً من اجل أن تبقى الشخصية الوطنية الجزائرية شامخة القامة مهيبة الجناب عزيزة الجانب واليوم الجزائر حرة ومالكة سياسيا واداريا واقتصاديا وعسكريا لقرارها الوطني.