لا تقتلوا الديالكتيك
مصطفى منعثر
في ظل التناقضات الفكرية واندحار العقل الجمعي امام الوثبة العقلية والتغير الاجتماعي والتاريخي يظهر الديالكتيك تلك المادة الجدلية التي تكشف الصورة عن الأمزجة البشرية في كتابة التاريخ فالمؤرخ هو حبيس عصره وبيئته ونتاجاته لاتجتاز امد عصره وبالتالي ليس لها علاقة بواقعنا الجديد . وحتى نقترب من الحقيقة لابد من طرح الاسئلة فالعلم لا يتقدم إلا بالشك وعليه فأن فكرة الديالكتيك الرائجة الان تستند على تحليل الظواهر الاجتماعية والفلسفية والسياسية وتدخلها في مجال الجدل والأفكار المتناقضة للوصول إلى حوار اكثر تعقيداً لكنها مع الأسف في مجتمعنا تصطدم بالضغط الديني و السائد الاجتماعي ويقذف كل من يناقش هذه الأفكار بالالحاد او الخروج عن القيم الاجتماعية - الغيبية المتوارثة متناسين ان العولمة حطمت بمجاذيفها الحصون التي تختفي ورائها هذه الحقائق والروايات التاريخية الهشة ومزقت الأيدلوجيات المغلقة . ونحن هنا لا نتبنى قتل التاريخ او محاكمته بقدر نزع القدسية عن مادته فنحن على اعتاب قرن يحاكي اللامرئيات وان هذا التطور المتسارع الذي يحيط بنا على الصعيد العلمي والتربوي والاختراعات يجب ان يكون محفزاً للأفضل لا لتضيع الوقت في التنكيل والعصبية ومنع النقد تحت ذريعة الموروث والتوارث.
اعجاز وابداع
فالعقل البشري ليس مادة وراثية تنتقل من جيل إلا آخر إنما هو اعجاز في الإبداع والتخليق الذي يجب ان يستثمر بدلاً من قتله بهذه الخرافات المتناقلة فالزمن الجديد ليس له حدود ولا أسوار وكل شيء متمرد ولا توجد موضوعية كاملة .فأطلقو العنان للديالكتيك لا لشيء إنما لحالة وسطية بين الوجود والعدم كما قال هيجل