الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حاشية

بواسطة azzaman

نبض حواء

حاشية

هدى جاسم

 

احيانا وكثيرا ما تحصل تلك الاحيان ان يكون محيطك انعكاس مباشر او غير مباشر لشخصيتك او هكذا يؤخذ عنك حتى لو لم تكن مسؤولا عن هذا المحيط ، لكنك حتما مسؤول عن المحيط في حال اختيارك له ليكون عونا لك في عمل او مشروع او خطوة قادمة لمستقبل تريده ان يكون مزهرا وفق احلامك التي تخطط لها، لكن قد تكون خياراتك مدعومة باراء خارجية غير متكافئة وغير متوازنة مع شخصيتك وانعكاساتها على من يدخل عالمك او مشروعك، يسميها البعض «الحاشية « ويسميها اخرون معاونون او موظفون هم الاقرب لتنفيذ قراراتك او اعطاء استشارة لتنفيذها بشكل قد يبدوا لك انها الاصح في المجمل ، مع الوقت يبدأ احد «الحاشية « بتصور ان القرار الاخير له وان مفاتيح المسؤول عنه باتت بيده وان على الجميع الانصياع لرأي هذا او ذاك من المقربين من راس الهرم الذي يملك المال والنفوذ فيبدأ دون ان يدري او ربما يدري بتسقيطك وفق قرارات يريدها لنفسه وليس لصالح العمل بالمجمل ، فيتهم من لا ينفذ له اجندته الخاصة ليبعده بابعد ما يمكن ان يكون من الخطوات ويتهمه بالخيانة وتسريب المعلومات واعاقة العمل وقد تصل الى الطرد له ولاي شخص على شاكلته ممن تراهم تلك «الحاشية» اعاقة لاهدافهم ومخططاتهم ، فيما يقربون من يقول ال « نعم « دون نقاش او ابداء لأي رأي مخالف لهم وتحت اي ظرف خصوصا اذا كان هؤلاء من الاقارب الذين يعرفون اللعبة ويتوهمون  ان قطع الارزاق  بيدهم لا بيد الله .

كل تلك الامور تحصل ورب العمل قد يكون غافلا عما يحصل بحكم انشغالاته وايمانه ان متسوى الخيانة هي ما ينقل له وليس مثلما يحصل على ارض الواقع من قبل تلك «الحاشية» التي بيدها مقاليد الامر وليس بيده .

ربما يتساءل شخص مالذي قد يحصل ان استمر امثال هؤلاء كحاشية صغرت او كبرت في اي عمل صغر او كبر ، سيحدث ان ظلما سيقع على الكثير وان العمل سيكون وفق ارادة مدروسة لنهب اكثر ما يمكن من مصادر الاموال الخاصة والعامة، وان سمعة رب العمل ستكون وفق ما يتصرف هؤلاء بالقرار سواء كان منه بشكل مباشر او غير مباشر وفي كلتا الحالتين هم من اقنعوه ان ذلك القرار هو الاصح مع ادلة دبروها بين ليلة وضحاها لاي شخص يريدون ابعاده ، وبذلك تبدء صورة ذلك الشخص بالاختزال ثم التشويه ثم التسقيط ثم الاختفاء دون ان يعلم ان حاشيته الظالمة هي وراء كل ذلك بهدف الاستحواذ على كل المقدرات صغرت ام كبرت .

هذا الامر قد يحدث في العمل او دهاليز السياسة وحتى بين الاصدقاء ان كانت تسميتهم اصدقاء صحيحة وفق الذي نعرفه عن صفات الاصدقاء وربما حتى بين الاقارب الذين تجمعهم المصالح وليس صفات القربى ، لذلك علينا في كل خطوة التمعن في خياراتنا بمن حولنا لانهم قد يسقطون صورنا وجمال ارواحنا وحتى تأريخنا بفعل مصالح تجمعهم ولا تجمعنا وقد تفرقهم ان صحى احدهم من غفوته وانتبه الى ان الخيانة هي ان تخون العهد وترى ان مصالحك المشبوهة تتفوق على مصالح الاخرين المشروعة بالحياة والعمل والخطوة النظيفة .


مشاهدات 17
الكاتب هدى جاسم
أضيف 2025/12/20 - 5:34 PM
آخر تحديث 2025/12/21 - 1:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 93 الشهر 15204 الكلي 12999109
الوقت الآن
الأحد 2025/12/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير