الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 صنصال يروي للمرة الاولى ظروف سجنه ويؤكد تأييده المصالحة بين فرنسا والجزائر

بواسطة azzaman

أستعيد رائحة الحياة

 صنصال يروي للمرة الاولى ظروف سجنه ويؤكد تأييده المصالحة بين فرنسا والجزائر

 

باريس-  سعد المسعودي

ظهور أعلامي  ترقبه  الاعلام  الفرنسي  لمعرفة تفاصيل  اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال  بعد  مكوثه  في المعتقل لنحو عام  كامل  ومنذ الإفراج عنه تحدث  بوعلام  قائلا  «  إن سجنه لمدة عام في الجزائر يرتبط جزئيا بموقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية. وقال في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي  إنه «يتحكم في كل كلمة» بسبب الوضع الدبلوماسي بين فرنسا والجزائر، معلنا تأييده «دائما المصالحة» بين البلدين. وأفرج عن صنصال بعفو من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني. ,حيث وصل متعبا وبشعر قصير وابتسامة عريضة وخطوات حثيثة. وهناك كان في انتظاره  رفاق  الدرب  وبعد العناق والدموع   في مكاتب غاليمار اللنشر ، وحمل اللقاء طابعًا سرياليًا. بوعلام صنصال هناك، مستريحًا، متجددًا، كما يبدو عليه ، بفضل الرعاية التي تلقاها في ألمانيا، في السفارة الفرنسية، والآن بفضل رعاية أنطوان غاليمار وكارينا حسين وجميع العاملين في دار النشر، الإمارة التي وجد فيها ملاذًا. صوته لا يزال رقيقًا، وجهه شاحب. نظراته تمزج بين الرصانة والذكاء والمرح. في السجون الجزائرية، لُقّب بـ»الأسطورة»، لكن في فرنسا أيضًا، يتفوق الكاتب، بجمعه بين كلماته وحياته، على أقرانه. إنه كاتب  ، شاهد. لا يحمل أي مرارة، بل يتمتع برؤية ثاقبة عميقة لمعارك الحرية التي لا تزال قائمة على جانبي البحر الأبيض المتوسط. وقد وافق، في  الحديث مطولا للاعلام الفرنسي وبلطف، على سرد حياته كسجين أدبي وسياسي. تجربة أكثر إثارة للإعجاب ,تحدّث الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، البالغ 81 عاماً، إن استعادة حياته كرجل حر «أمر معقّد»، وأضاف: «نستعيد الحياة، الروائح، الهمسات، أشياء لا نفهمها جيداً»، مؤكداً أنه «بصحة جيدة» بعد أن تلقّى «علاجاً ممتازاً» لسرطان البروستات

وأوضح صنصال أنه «يُراقب كل كلمة» يقولها نظراً لحساسية الوضع الدبلوماسي بين باريس والجزائر، ولأنه «يفكّر في الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز»، الذي ما يزال معتقلاً في الجزائر، مؤكداً: «لا أتحدث على سجيتي… فأنا عادةً شخص منطلق، لكنني الآن أحسب كل كلمة».

وأضاف: «أخشى على أسرتي وزوجتي إذا عدت إلى الجزائر أفكر أيضاً في رفاق زنزانتي الذين قد يتعرضون للاستجواب: ماذا يعرفون؟ ماذا قلت لهم؟».

قسوة الاعتقال

تحدث صنصال عن قسوة السجن: «الحياة فيه صعبة، الوقت طويل، نتعب ونُرهق وسريعاً جداً نشعر أننا نموت»، وروى أنه عند اعتقاله في 2024 «وُضِعت كيساً أسود على رأسه فور خروجه من المطار» وأنه بقي ستة أيام «لا يعرف أين هو ولا من يستجوبه»

وقال إنه علم بخبر الإفراج عنه «قبل يوم واحد فقط» بعد زيارة قام بها له «رجل شديد السلطة» بدا له وكأنه «من أجهزة الاستخبارات»، وسأله الرجل مراراً: «إذا خرجت، هل ستواصل انتقاد الجزائر؟»، فرد صنصال: «أنا لا أنتقد الجزائر، بل أنتقد نظاماً وأشخاصاً ودكتاتورية».

وأضاف يُعد جريمة مسّ بالذات الملكية لديهم أنني ذهبت إلى إسرائيل».

وقال الكاتب إن اعتقاله يرتبط أساساً بموقف فرنسا بشأن الصحراء الغربية وأضاف «فهمت سريعاً أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وصداقة السفير الفرنسي السابق كزافييه دريونكور، هما سبب هذه القضية».و أكد: «لطالما كنت مع المصالحة بين فرنسا والجزائر»، مضيفاً: «مرّ أكثر من ستين عاماً وما زلنا نستعمل خطابات حرب التحرير»، صنصال قال: «أؤيد دائما المصالحة بين فرنسا والجزائر»، معتبرا أن البلدين «فوتا الفرصة» بعد استقلال الجزائر عام 1962.

وقال صنصال «أؤيد دائما المصالحة بين فرنسا والجزائر». وأكد أن برونو روتايو   هو «صديقه»، رغم اعترافه بأن وزير الداخلية السابق، المعروف بموقفه المتشدد تجاه الجزائر، ربما شكل «بطريقة ما» عقبة أمام إطلاق سراحه.

كلام مقيد

وأوضح «من ناحية ما، نعم، لأنه منح الجزائر فرصة للرد بالقول: انظروا، هذا عدونا، إنهم يكرهوننا، وما إلى ذلك. لكن مع أو من دون برونو روتايو، كانوا سيتصرفون بالطريقة نفسها مع أي شخص».

وأشار صنصال إلى أنّ كلامه «محدود ومقيّد ومضبوط»، وقال  «أنا لا أتحدث إليكم بطبيعتي.. لكنني هنا أتحكم في كل كلمة».

«عشرات المعتقلين السياسيين»

وذكّر الكاتب بقضية الصحافي الرياضي كريستوف غليز، وقال «أنا أفكر في كريستوف غليز، وهو ليس الوحيد، فهناك العشرات من المعتقلين السياسيين لأسباب كهذه».ويعمل غليز، البالغ من العمر 36 عاما، في مجلتي» سو فوت» و»سوسايتي». وحكم عليه في أواخر حزيران/يونيو بالسجن سبع سنوات في الجزائر بتهمة «تمجيد الإرهاب». وستتم محاكمته أمام الاستئناف في 3 كانون الأول/ديسمبر.

واستعاد صنصال حريته في 12 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد عفا عنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استجابة لطلب السلطات الألمانية، بعدما أمضى عاما في أحد سجون

قال صنصال إن السياسي الفرنسي برونو روتايو هو «صديق له»، لكنه اعترف بأن مواقفه الصارمة تجاه الجزائر ربما «عرقلت بطريقة ما» الإفراج عنه، لأنها كانت تمنح السلطات الجزائرية «حجة للرد».

كان الكاتب قد حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية» بعد تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2024 لوسيلة إعلام فرنسية يمينية متطرفة قال فيها إن مناطق من غرب الجزائر، مثل وهران والمعسكر كانت «منتمية تاريخياً إلى المغرب قبل الاستعمار الفرنسي».

بوعلام صنصال يعدّ من أبرز وجوه الأدب الفرانكوفوني في شمال إفريقيا، ومعروف بانتقاداته الحادة للسلطات الجزائرية وللتيارات الإسلامية، وقد أجّج اعتقاله التوتر الفرنسي الجزائري بعد قرار باريس الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

أوقف الموظف السامي السابق في الإدارة العامة الجزائرية في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 لدى وصوله إلى مطار العاصمة الجزائر، قبل أن يتم سجنه.

 

 


مشاهدات 38
أضيف 2025/12/13 - 1:34 AM
آخر تحديث 2025/12/13 - 5:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 174 الشهر 9217 الكلي 12793122
الوقت الآن
السبت 2025/12/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير