إفتتاح مصنع أدوية السرطان وإطلاق أعمال إنتاج لقاحات الفايروسات
فريق طبي يكشف كواليس نجاح أول عملية زراعة كبد بكربلاء
بغداد – ابتهال العربي
كشف رئيس الفريق الطبي لزراعة الكبد في مستشفى الإمام الحسن المجتبى بكربلاء، عن تفاصيل أول عملية تُجرى داخل مستشفى حكومي في العراق، معلناً طيَّ صفحة انتظارٍ امتدت لعقود، وتتويج تحضيراتٍ شاقة رافقت الفريق لسنوات طويلة. وأوضح مؤيد كاظم محمد النقيب في تصريح أمس إن (جذور فكرة زراعة الكبد في البلاد تعود إلى سبعينيات القرن الماضي مع تأسيس الجمعية العراقية لأمراض الجهاز الهضمي، قبل أن تشهد تطوراً ملحوظاً في ثمانينيات القرن الماضي، بينما انطلقت النواة الأولى لمشروع كربلاء قبل 12 عاماً عبر مبادرات فردية قادت إلى اكتساب خبرات من عدة دول)، مشيراً إلى إن (أمراض الجهاز الهضمي تتوزع بين اختصاصي الباطنية والجراحة، وإن عمليات زراعة الكبد تُعد من أدق وأصعب الجراحات، لارتباطها بتداخلات دوائية وقسطرية حساسة)، مؤكداً إن (وجود طبيب الأشعة التداخلية يمثل شرطاً أساسياً لنجاح العملية وضمان التعامل مع مضاعفات ما بعد الجراحة)، وتابع إن (الفريق واجه تحديات كبيرة تتعلق بتهيئة المستشفى من حيث التعقيم، وصالات العمليات، والعناية المركزة، والأشعة، والقسطرة، والمختبرات، ومصرف الدم)، ولفت إلى إن (العملية الواحدة تتطلب فريقين كاملين يعملان تزامناً على المتبرع والمتلقي، وبمدة قد تمتد إلى 20 ساعة).
بنى تحتية
مضيفاً إن (التحضيرات لم تقتصر على تطوير البنى التحتية، بل شملت زيارة سبعة فرق طبية أجنبية من دول عدة، قبل أن يقع الاختيار على الفريق الهندي من معهد أبولو ليكون الشريك العلمي في العملية الأولى)، مبيناً إن (العامل النفسي كان تحدياً بحد ذاته، إذ عملت الملاكات المحلية طوال الليلة السابقة للجراحة دون توقف استعداداً للحدث)، وأوضح النقيب إن (اختيار مستشفى الإمام الحسن المجتبى جاء بعد توفير بيئة عزل عالية التحصين، تضم فلاتر خاصة وحماية إضافية للمرضى الخاضعين للأدوية المثبطة للمناعة)، واستطرد بالقول إن (الفريق أبرم توأمة مع مركز الدراسات في بغداد لتعزيز قدرات العناية المركزة والسيطرة على العدوى)، ولفت إلى إن (شروط زراعة الكبد تتضمن التأكد من وصول المريض إلى مرحلة التليف النهائي، ومطابقة فصيلة الدم مع المتبرع، وأن يكون المتبرع بصحة جيدة ولا يعاني أمراضاً وراثية أو مزمنة، إضافة إلى توفر رغبة وقناعة ثابتة لديه، مع اعتماد قياسات دقيقة عبر المفراس لتحديد الجزء المناسب من الكبد بما يضمن سلامة المتبرع والمتلقي معاً)، مضيفاً إن (الملاكات الطبية العراقية حققت قفزة نوعية في هذه التجربة الأولى، إذ اكتسبت خبرات واسعة قبل وأثناء وبعد العملية، وإن تكرار هذه الجراحات سيقود إلى تحقيق استقلالية كاملة في إجراء عمليات زراعة الكبد داخل البلاد). من جهة أخرى، افتتح رئيس حكومة تصريف الاعمال محمد شياع السوداني، مصنع الأدوية السرطانية في الشركة الحديثة للصناعات الدوائية بكلفة 45 مليون دولار، فيما اطلق الأعمال التنفيذية لمشروع إنتاج لقاحات فايروسية بكلفة 70 مليون دولار.
وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (المصنع الجديد يُعد واحداً من أحدث المصانع في الشرق الأوسط، ويتميز بالمواصفات العالية والأجهزة الحديثة من أرقى المناشئ العالمية، ما يعزز الأمن الدوائي ويوفر العلاجات الضرورية لمرضى السرطان داخل البلاد)، وأضاف إن (المرحلة الأولى ستنتج الأدوية الفموية لسرطانات الجهاز الهضمي والرئتين والمجاري البولية والدم والغدد، في ما تشمل المرحلة الثانية إنشاء مصنع للعلاجات الوريدية المخطط إتمامه قبل نهاية العام المقبل، مع تسجيل 8 أدوية سرطانية أساسية وإنتاج مواد إضافية بالتعاون مع شركات عالمية رصينة).
اعمال تنفيذية
مشيراً إلى إنه (اطلق الأعمال التنفيذية لمشروع إنتاج لقاحات فايروسية لأمراض الكبد الفيروسي والإنفلونزا واللقاح الثلاثي النكاف، شلل الأطفال، الحصبة الألمانية، بكلفة 70 مليون دولار)، وتابع السوداني إن (العراق حقق نقلة نوعية في الإنتاج الدوائي، حيث تم تسجيل نحو الفي نوعية دواء، وتغطية أكثر من 40 بالمئة من احتياجات كيماديا)، وشدد على القول إن (العمل مستمر لتوسيع الإنتاج وتعزيز توطين الصناعة الدوائية في سامراء واليوسفية ومشاريع أخرى)، ولفت السوداني إلى إن (هناك خططاً مدروسة لبدء مرحلة تصدير الأدوية إلى الخارج، مع دعم القطاع الخاص لتوفير أحدث التقنيات والمواصفات العالمية، وتأمين فرص عمل لخريجي كليات الصيدلة، وحماية حقوق العاملين ضمن قانون التقاعد والضمان الاجتماعي).
في وقت، أعلن صندوق الضمان الصحي، إن هناك توسعاً تدريجياً في أعداد المشمولين بالمحافظات. وقال مدير عام صندوق الضمان الصحي علي احمد عبيد في تصريح أمس إن (عدد المشمولين بالضمان الصحي في العاصمة بغداد وصل إلى مليونين و300 الف مواطن)، وتابع إنه (سيتم تحديد اعداد المشمولين في المحافظات التسعة التي ستشمل بالضمان الصحي كل بحسب الرقم الذي سيحدد من مجلس الإدارية)، مؤكداً إن (العدد التقريبي للذي سيشمل باجراءات الضمان الصحي سيكون ما بين مئة إلى 150 الف مواطن في كل محافظة، وهذه الاعداد ستكون متزايدة بشكل تدريجي).