رجل لا يستوحش طريق الحق

سناء وتوت 

أسهم آراس حبيب، بتحرير العراق، في عمله الى جانب رئيس المؤتمر الوطني العراقي د. أحمد الجلبي، الذي أقنع الولايات المتحدة بإسقاط حُكم صدام حسين 2003 وبَعد وفاة الجلبي المُفاجئة 2015 أُختير زَعيماً للمؤتمر الوطني العراقي.. ولد آراس يوم 6 آب 1967 سياسي ورجل أعمال، من قبيلة الملكشاهية الكردية الأصيلة، التي ورثته رفعة التعاطي مع السياسة على مبدأ الإمام علي.. عليه السلام «لولا التقوى لكنت أدهى العرب» وآراس.. يلتزم مبادئ القيادة المثلى.. الحكمة والعفة والشجاعة، على حساب المغانم التي يتهافتون عليها؛ إذ حرر العراق وربأ بنفسه عن الإستحواذ على قصور وأموال النظام السابق التي ظلت سائبة بين يديه طيلة أمد فراغ السلطة وما تلاها من مراحلة هشة طوال السنوات الأولى من تحرير العراق، فلم يمد يداً الى مال أو عقار، كما فعل وما زال يفعل آخرون!

أما الإنتخابات الأخيرة، التي إنفرط فيها عُقد الكورد الفيلية، فتعيدنا الى حكمة الإمام علي.. عليه السلام «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه» لأن الثورات تأكل أبناءها، وتحرير العراق قفز عليه نهازو فرص جيروا العراق صكاً في حساباتهم الشخصية في نوع سياسي من قسمة الغرماء التجارية..

إلا أن الوطنيين وحدهم يعرفون قيمة آراس حبيب؛ لأنه عنوان فعلي للوطنية.. عراقي أصيل، ما زال يحرس مصالح العراق بتكليف رسمي أوحزبي أو من دونهما؛ إستناداً الى ضمير نابض بنسغ الوطن، معارضاً في الغربة ذاد عن حرية شعبه وهو في الخارج؛ ولما جاء لم يمد يده الى مال سائب.. عف في وقت تهافت الآخرون على البنوك والقصور والـ... مناصب كالصدأ جعلت العراق يتآكل.. هيكل عظمي لدولة آفلة، ربما رمق حياة ينبض فيها إذا تولى شؤونها المخلصون الذين يثبتون حق الشعب ولا يقيمون أود أنفسهم «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً» فلا يعرف قيمة علي إلا الله ومحمد... منذ بواكير شَبابِه إنتقى المُعارضة قدراً شخصياً، وكانت أمامه خيارات رفاه تجنبه الغربة، إلا أنه آثر إنتهاج تغيير حكم حزب البعث في العراق، سبيلاً لحياته، بغية تَطبيق ما يُؤمِن بِه وما يَتبناهُ مِن فِكرٍ ليبرالي.

إنه إبن خير أب؛ فَوالدَهُ حبيب محمد كريم واحِد مِن قِيادات الحِزب الديمُقراطي الكردستاني.. مِن هذهِ البيئة انطلق آراس حبيب، الى تحرير العراق وسيبقى مؤمناً بأن للباطل جولة وللحق جولات وأن غداً لناظره قريب.