و بدأت مرحلة التحالفات
سامي الزبيدي
انتهت الانتخابات وستعلن النتائج النهائية خلال أسبوع وقد أسفرت نتائج هذه الانتخابات عن انتصارات كبيرة لتحالفات جديدة و خسائر كبيرة أيضاً لتحالفات وأحزاب أخرى , والآن وبعد ان انتهت الانتخابات وفرح الفائزون وخاب الخاسرون ستبدأ مرحلة جديدة لا تقل شراسة عن مرحلة الانتخابات إنها مرحلة التحالفات وبدأت الزيارات واللقاءات بين رؤساء الكتل الفائزة للتقارب واستقطاب الحلفاء ولو ان المؤشرات واضحة لأشكال التحالفات التي ستغلب عليها الصبغة الطائفية بلا شك وستستمر مرحلة التحالفات مدة طويلة ربما تتجاوز المدد الدستورية لان نتائج الانتخابات قلبت موازين القوى والصدارة في هذه الانتخابات فتصدرت تحالفات جديدة وانكفأت تحالفات وكتل كانت تتصدر المشهد السياسي طيلة السنين الماضية وحسب المعطيات والعلاقة بين الكيانات والتحالفات الفائزة فان شكل التحالفات المتوقعة سوف لن يختلف عن تحالفات انتخابات عام 2021 كتلة شيعية كبيرة هي الإطار ألتنسيقي مع الفائزين من الأحزاب الكردية والأحزاب السنية التي ستؤكد مطالبها السابقة قبل الموافقة على الاشتراك في التحالفات وربما تضيف لها بعض المطالب الجديدة مستغلة تفوقها الكبير في الانتخابات الأخيرة والمشاكل التي يعاني منها الإطار ألتنسيقي , والذي يختلف في شكل التحالفات هذه المرة هو ان الإطار ألتنسيقي ربما سيذهب بدون كتلة الأعمار والتنمية التي يترأسها محمد شياع السوداني خصوصا بعد ان تمكن الإطار من استقطاب كتل وأحزاب كانت مع السوداني في الانتخابات والآن خرجت منه وأنظمت الى الإطار ألتنسيقي ومنها كتلة فالح الفياض وغيرها وسيتم تقليم كتلة السوداني أكثر ومحاولة تشضيتها وإضعافها بإخراج أحزب وشخصيات أخرى منها بحيث لا يبقى مع السوداني ما يؤهله لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب الجديد ولن يبقى له خيار إلا العودة الى الإطار ألتنسيقي هذا إذا وافق الإطار على عودته وهو الذي تمرد عليهم في أكثر من وموقف , وسيكون للتحالف الكردي إذا اتفق الإخوة الأعداء الكرد بينهم تأثير على شكل التحالفات المنتظرة أما بعض الأحزاب والكيانات والائتلافات الصغيرة الأخرى فستذهب مع الأقوى والأكبر باستثناء تحالف أو تجمع الفاو_ زاخو الذي يتزعمه النائب عامر عبد الجبار وبعض المستقلين فسينحون منحى المعارضة كما في مجلس النواب الماضي , والى أن تنتهي معركة التحالفات فان أموراً عديدة وإرهاصات كبيرة ستحصل منها التشكيك بنزاهة الانتخابات ومشكلة التزوير والتلاعب بالنتائج من قبل بعض أعضاء المفوضية في المحافظات وتقديم الشكاوى من قبل بعض الكيانات حول النتائج لأنها لا تتوافق وثقلها في الشارع وعدم تمكن أعداد كبيرة من المواطنين من المشاركة فيها خصوصاً النازحين وعدم حصول أعداد كبيرة أيضاً على بطاقة الناخب لأسباب تخص المفوضية المستقلة للانتخابات بالإضافة الى بعض الحوادث الأمنية المحدودة لكن كل هذه التداعيات ستنتهي بوعود من قبل مفوضية الانتخابات بحل جميع الإشكالات والاعتراضات وهي وعود لا تقدم ولا تؤخر كما حصل في الانتخابات التشريعية السابقة ودون أن يكون لها أي تأثير على نتائج الانتخابات , وسينتظر الشعب العراقي عما سيتمخض عنه شكل التحالفات الجديدة على أحر من الجمر خوفاً من تدخل أطراف دولية خصوصاً دول الجوار لتؤثر في شكل التحالفات المقبلة وخوفاً من عودة الأحزاب والساسة الفاسدين الفاشلين تحت عباءة التحالفات المنتظرة لتتصدر المواقع المهمة في مجلس النواب وفي الدولة والحكومة وسيشهد العراقيون أربعة سنين عجاف أخرى ربما أسوأ من سابقاتها لا سامح الله إذا سيطرت نفس الأحزاب ونفس الوجوه الكالحة ونفس الفاسدين والفاشلين على المشهد السياسي في العراق وعلى أمور العباد والبلاد .