الحيالي.. والبحث التشكيلي المتواصل
بغداد - علي الدليمي
في معرضه الشخصي السابع الأخير، الذي أقامه مؤخراً على قاعة أكد للفنون تحت عنوان «ذاكرة المدن»، قدم الفنان منعم الحيالي آخر أبحاثه في جمالية اللوحة وأسلوبه الفني المتجدد. يجتهد الحيالي دائماً بتجديد خطابه التشكيلي بلغة الألوان، في محاولة لجعل نصوصه الفنية تتجاوز الجغرافية الضيقة، لتكون للجميع.. وهذا ما يحرص عليه غالباً.
ويظهر الحيالي تواصله الجميل وحضوره المؤثر في المشهد التشكيلي العراقي، من خلال معارضه الشخصية السبعة، ومشاركاته الكثيرة، مما يعكس مخاضاً دائماً ومتوازناً في مسيرته الفنية. بدأ الحيالي مسيرته الفنية مبكراً وهو في مرحلة الدراسة الإعدادية، برسم الواقعية والإنطباعية بأسلوب أكاديمي محكم. حيث يتميز أسلوبه الفني بدمج الرموز والدلالات الفنية المستلهمة من الحضارة السومرية، حيث يخلق عالماً فنياً مميزاً. متأثراً في بداياته بالعديد من فناني محافظته ديالى المتميزين منهم: خضير الشكرجي، وعلي الطائي، وعبد الوهاب الونداوي. يتحدث الحيالي عن تجربته الفنية قائلاً: «عملت في تجربتي الفنية على مزاوجة الواقعية التعبيرية والتجريدية، حيث كان الموروث الشعبي والأسطوري هو الثيمة البصرية الأساسية التي اشتغلت عليها. كما عملت على تفعيل فضاءات حلمية لأصنع منها الخطاب الجمالي، باستخدام تقنيات وألوان حارة وتدرجات لونية، وتفكيك الشكل البصري لمفردات دلالية في الفضاء، بقصد العثور على الفن. في معظم أعمالي، هناك علاقة جدلية بين الروح والجسد، حيث أسعى إلى تأسيس تجربتي الفنية من خلال جعل مساحة اللوحة تحمل دلالات جمالية وخطاباً بصرياً.» ويؤكد الحيالي على أن الفن هو وسيلة مطاوعة للتعبير عن الخيال والروح الإنسانية. فأعماله تعكس رؤيته الثاقبة للحياة والمجتمع، حيث يمزج بين الماضي والحاضر، مستلهماً التراث السومري ليعبر عن قضايا معاصرة. تأثر الحيالي بالحضارة السومرية، وروحيتها التواقة للإبداع المتميز، حيث استلهم رموزها وأساطيرها لإنشاء أعمال فنية تعكس هوية وطنه. كما تأثر فيما بعد بالفن الحديث والمعاصر، مما جعله يبتكر أسلوباً فنياً مميزاً.»
اكمال اللون
لعبت الألوان في لوحات الحيالي دوراً بصرياً رائعاً، حيث حاول وضعها في أماكنها الصحيحة. اللون عنده لغة خاصة، وقد بدأ يستقر على أسلوب فني يجعل اللون مكملاً لإخراج اللوحة الفنية نفسها. بشكل عام، يعد منعم الحيالي واحداً من الفنانين العراقيين البارزين الذين يسعون إلى الحفاظ على التراث الفني العراقي وتطويره.
ولد الفنان منعم الحيالي في ديالى عام 1960، عمل محاضراً في معهد الفنون الجميلة للبنات في بعقوبة ومشرفا فنيا في النشاط المدرسي، حاليا فنان متفرغ. وهو عضو في كل من: نقابة الفنانين العراقيين. وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين. وجمعية الخطاطين العراقيين. وعضو مؤسس لجماعة ديالى للفن التشكيلي.
أقام سبعة معارض شخصية. شارك في عدة معارض مشتركة في: أقليم كردستان العراق. وفي جميع معارض وزارة التربية قسم النشاط المدرسي السنوية، ومعارض وزارة الثقافة المتواصلة. فضلاً عن مشاركته في رسوم سيناريو معرض الأطفال في اليابان. ومعارض الحزب الشيوعي العراقي السنوية في ذكرى التأسيس. حاصل على درع الإبداع لأفضل ديكور مسرحي لمهرجان المسرح التربوي في كركوك. وقلادة الإبداع نقابة الفنانين العراقيين.