الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حين يصبح المسافر رهينة فوضى شركات الطيران

بواسطة azzaman

رحلة بغداد – جدة .. يوم كامل من الإنتظار المهين

حين يصبح المسافر رهينة فوضى شركات الطيران

 

بغداد - اسماعيل الجبوري  

منذ الخامسة فجراً، كان مطار بغداد يعجّ بوجوهٍ مرهقة، بعضها يحمل شوق المعتمر، وبعضها يحمل قلق الأب على أطفاله، وآخرون جاؤوا من الهند والباكستان بعد رحلات طويلة، وكلهم ينتظرون الرحلة المرقمة 15NOV25 على متن خطوط فلاي ناس باتجاه جدة.

الكل كان يترقّب لحظة الإقلاع عند 7:50 صباحاً… لحظة بداية الطواف، بداية العمرة، بداية الفرج بعد انتظار طويل؛ ولكن الفرج لم يأتِ.

 

التأجيل الأول… ثم الثاني… ثم مسلسل العبث

تفاجأ الركاب بتغيير موعد الرحلة إلى 11 صباحاً، ثم تجاوزت الساعة 11… فجاءهم خبرٌ جديد: التأجيل إلى 12 ظهراً.

صعد المسافرون أخيراً إلى الطائرة، جلسوا في مقاعدهم، وأغلقوا الأبواب، وبقوا أكثر من ساعتين داخل الطائرة بلا حركة… أطفال يبكون، مرضى يختنقون، كبار سن منهكون، وعائلات تنتظر الأمل.

ثم جاء الخبر الذي فجّر الصدمة:

لا يمكن للطائرة الإقلاع… الطاقم انتهى وقت طيرانه!”

أُنزِل الركاب من الطائرة مرة أخرى، في مشهد لا يحدث إلا في الدول التي فقدت ثقتها بأنظمتها، أُبلغوا بأن الإقلاع سيكون في 5:10 مساءً.

ثم جاء تأجيل آخر إلى 6:10 مساءً.

ثم لم تُقلع الطائرة، وبقي المسافرون في صالة الانتظار يترقبون، يصرخون، يطالبون بحقوقهم، ويمهلون الشركة حتى 7 مساءً.

ما حدث ليس خطأ… بل إهانة

هذا ليس “تأخيراً عادياً”…

ليس “خطأً فنياً”…

ليس ظرفاً طارئاً.

هذا استهتارٌ بكرامة الناس، هذا عبثٌ من شركة لا تخضع للمحاسبة، وفراغ رقابي يسمح لشركات الطيران بامتهان المسافر كما تشاء.

عندما يصبح المسافر العراقي مواطناً درجة أخيرة

الركاب قضوا أكثر من 14 ساعة بين صالات الانتظار والطائرة نفسها.

لم تُوفّر لهم الشركة تعويضات، ولا وجبات، ولا فندق، ولا حتى اعتذاراً محترماً.

وكأن المسافر العراقي مخلوقٌ لا يستحق سوى الانتظار والصبر.

هذا يحدث ليس في دولة متأخرة

بل في العراق، البلد الذي يفترض أن مطاره بوابة احترام وسيادة وكرامة قبل أن يكون بوابة سفر.

 

المطلوب اليوم… وليس غداً

على هيئة الطيران المدني، ووزارة النقل العراقية، أن تتحمل مسؤوليتها أمام الناس، وأن تفرض:

1. غرامات مالية رادعة على الشركات التي تتلاعب بمواعيد الطيران.

2. تعويض كامل لكل مسافر عن كل ساعة تأخير.

3. توفير فندق ووجبات عند أي تأخير يتجاوز 4 ساعات كما هو معمول به عالمياً.

4. إلزام الشركات بخطط طوارئ تمنع ترك المسافر رهينة مزاج الطاقم أو إخفاق الإدارة.

5. فتح تحقيق رسمي في ما حدث لرحلة بغداد–جدة لحماية سمعة المطار وحقوق المسافرين.

ختاماً

ما حدث في رحلة 15NOV25 ليس حادثاً عابراً

إنه جرس إنذار بأن المواطن العراقي لن يُحترَم ما لم تُحترم قوانينه، وما لم تُحاسَب الشركات التي تعبث بوقته وماله وكرامته.

إن احترام المسافر ليس رفاهية

إنه حق.

وحق المسافر العراقي لن يضيع… إذا وجــــــــــــد من يدافع عنه.

 

 


مشاهدات 52
أضيف 2025/11/17 - 2:40 AM
آخر تحديث 2025/11/17 - 5:36 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 182 الشهر 11943 الكلي 12573446
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير