طليع يبحث عن مأوى في معرضه الثاني : فكرة اللوحات ترتكز على العلاقة الثنائية بين الإنسان والبيئة

بغداد - ياسين ياس

افتتح في قاعة أكد للفنون التشكيلية الجمعة الماضية المعرض الشخصي الثاني للفنان التشكيلي مثنى طليع تحت عنوان (ماوى).وعن المعرض تحدث طليع قائلا (فكرة المعرض ترتكز على العلاقة الثنائية بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها وسعيه المستمر في إيجاد المأوى الإنساني وليس الجغرافي فقط).مشيرا إلى أن (صور المشاهد في ثلاث بيئات مختلفة هي :البدوية والاهوار والبيئة البغدادية) واضاف (أنه تناول في أعماله بعض الموروثات الشعبية. والقصائد الشعرية والاغاني التي تمثل الهوية الحقيقية للمجتمع واصالته فضلا عن استلهام روايات وحكايات قديمة تحمل عبق التاريخ هذه المجتمعات المتنوعة الأصيلة).

وكان المعرض الشخصي الاول لطليع  حمل عنوان(نساء وثور السماء)وتناول فيه موضوع اهوار العراق مستلهما من تفاصيلها الجمالية والإنسانية محورا رئيسيا لاعماله الفنية الأخرى.

وعن المعرض قال الفنان والأكاديمي محمد الكناني (يتموضع الفعل الجمالي في تجربة الفنان مثنى طليع في بيئات وامكنة ابتكرتها ذاكرته الجمالية.عبرسعي حثيث  من حقله الاستعاري المغرق بالمحلية وعاطفة المكان ليختبر إحساسنا إزاء مايقدم من ثناىية الإنسان والبيئة في تنوع مشاهده وتباين موضوعاته الممتدة في البيئة العراقية المؤثرة في سحر وأجواء التراث الشعبي للواسطى).

مشاهد مدهشة

واضاف(في هذا المعرض يقدم لنا طليع صور ومشاهد مدهشة في بساطتها وطرق عرضها وأسلوب تمثيلها.فهو يعود بنا لأصالة ماقدمه الرواد في ستينيات القرن المنصرم في رؤيتهم لإنتاج مشاهد جمالية خالصة مكتفين مع حقولهم  الاستعارية (الأمكنة) والحياة المرتبطة بها.حكايات الحب والعشق والذكريات.ويبقى طليع يتبع هذا الأثروالسعي مرة أخرى في تنشيط الدعوة لبناء هوية لفن اثبت حضوره الفاعل في التشكيل العربي الحديث والمعاصر.والتي مازالت تشغل خيال الفنان العراقي والعربيوتجعله دائم البحث والتنقيب لعله يجد ظالته في المكان والبيئة نسقا جديدا. يؤكد فرادته واختلافه وهيمنة المشهد الفني العالمي على التشكيل الشرق أوسطي،وقبالة هذا الغياب للفرادة والخصوصية يقدم لنا الفنان مشهدا مغايراعما نالفه من مشاهد التحطيم والتشظي إلى منطقة الرسم الممتع والمقاربة للمشهد المعالج بشئ من التعبير والتبسيط.على خطى جماعة بغداد الفن الحديث.ورؤى .جواد سليم والواقعية السحرية لحسن عبد علوان.وكرنفالية فيصل لعيبي، لذلك يحاول طليع ان يحافظ على هذا الإرث الجمالي الكبير  ويطرح قصصه لثنائيات الرجل والمرأة عبر توسطات تقنية أجاد في صناعتها وتقديمها على سطح ملى بالإحساس والمتعة.ويتوافق مع البناء والتكوين.لمشهده الجمالي.ومكنته الأكاديمية.في تشييد معمارية لوحاته ورؤيته للمطابقة. بين صورة الذهنية وحقيقة اللوحة المادية في تمثيلها لتلك الصورة.  أجاد طليع في تقديم البساطة والجمال في التلقي في بيئة هي (ماوى)لرجل وامرأة يبحثان دون هوادة عن أمكنة وفضاءات لتكون لذواتهم وأرواحهم ملاذ للخلاص، كما استطاع طليع أن يصنع هذا المكان الجمالي المؤطر بسحر الشرق وذاتية الحداثة في تجربة تعلن في بقوة أنها حرام في الساكن.واضاءة في التشكيل العراقي الحديث والمعاصر).

وتحدث التشكيلي سعد العاني قائلا (المتفرد بإحساس صادق.والمختلف بكل حيثيات اللوحة من لون وجمال.ادعو الله له بالصحة ودوام الابداع محبتي وتقديري ياصديقي الجميل).وقال -التشكيلي سمير الموزاني (استطاع الفنان التشكيلي مثنى طليع أن يمسك بطرفي العصا .فهو استشف التراث المحلي العراقي بروحية معاصرة .فقد استطاع بهذا القفز نحو العالمية.فكانت أعماله خطوات متقدمة في الفن التشكيلي العراقي)، اما الفنان والأكاديمي يوسف جاسم فيقول (يبدو أننا اليوم أمام واحة من الجمال.ومعبد للاحجار النادرة..يبدو أن الإنسان غير رحلته في هذه الحياة..ويبحث عن الخلود..وعن (ماوى)يلجأ إليه). وقال التشكيلي علي ملا علي ل(أعماله جميلة جدا.وباسلوب مميز . وتداخل في الألوان بطريقة رائعة..نبارك لك افتتاح ماوى ابهرتنا بلوحاتك الجميلة لأعمال وانامل باهرة). وقدمت  الهيئة الإدارية لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين التهاني إلى الفنان مثنّى بمناسبة افتتاح معرضه وعبّر رئيس الهيئة الإدارية للجمعية، سعد طالب رؤوف العاني، خلال زيارته مع عدد من أعضاء الهيئة الإدارية، عن بالغ اعتزازه بهذا المنجز الإبداعي المتميّز، مشيدًا بما يقدّمه الفنان من تجربة فنية تعبّر عن أصالة الفن العراقي وروحه المتجددة.وأكد العاني دعم الجمعية الدائم لكل المبادرات الفنية التي تسهم في إثراء المشهد التشكيلي العراقي والنهوض به نحو آفاق أرحب من الإبداع والتجديد