يوميات غيوم متفرّقة
حامد عبدالصمد البصري
1
خلف حزن المساءْ
جلستْ غيمة
رتّبتْ بعضها
فوق درب الرياحْ
شربتْ جرعة ً
من الوهم
دارت على نفسها
مرة.. مرّتينْ
فارقتها السكينة ...
غاب الهدوء
وكلّ المسافات ، ريّانة بالتساؤل حدّ الجراحْ
نظرتْ
– لن أعيد التفاصيل ...
لن يترك الشوق مجلسهُ
كيف أمضي لوحدي...وأينْ
فجأة
في ثنايا التردّد والانحناءْ
ضجّ فيها البكاءْ.....!
2
غيمة
فرّقتْ بعضها
مثلما تشتهي أنْ تكونْ
لتلامس مهجتها
صفحات الغصونْ
ولها عطش الشمس ..
تصغي
لتبتكر الصبح
بين صبايا الغيوم
قبيل اختناق الذكرياتْ
3
في الصباحْ
غيمةٌ
فزّ فيها المطرْ
نزلتْ
قطرة...
قطراتْ
حلّ فيها الثمرْ
رفعتْ يدها
شكرتْ ربّها
فلقد طاب منها الأثرْ
4
غيمة
تابعتْ نفسها
في الفضاء
غير أنّ الرياحْ
عاكستها كثيراً
فطارتْ بريشاتها
تحمل الجرح
في لغة تتوهّج بالفخر والكبرياءْ
5
غيمة
لونها الياسمينْ
تملك الشوق للراحلينْ
مرّت الآن في بيتنا
سكبتْ دمعها
في حنينْ
فتهادى
علينا ضجيج
من الحلم فوق رموش القلوب
بلون يزفّ إلينا البكاءْ ....!
6
غيمة
ليس فيها مطرْ
حرّكتها الرياحْ
يمينا ..يسارا
على جمرات المسافة
في قلقٍ
جرجرتْ بعضها
بين أجنحة الأفق حاملةً
ألف سرّ يسير إلى أمسهِ
بين قرى النوم كي تستردّ وسائد أحلامها
بين ليل الوداع ... ولقيا الصباحْ
– أيّ دربٍ سأعبر وحدي-
سألتْ نفسها
ومضتْ تمنح الكون أسئلةً
دونما ضجّةٍ لقضاءٍ أو قدرْ....!
7
غيمة
ظهرتْ فجأة
في السماءْ
فاستدارتْ لها الشمس
في بهجةٍ ... وصفاءْ
- لمَ أنتِ هنا .. يتها الغيمة الطائرة..؟
- ههنا جئتُ يا شمسنا
كي نكون معا
في السماوات
نغنّي على مهلٍ
تتوهّج أرواحنا
في دروب المسرّاتِ
أجنحةً... ذهباً
فضةً نادرة
لغة
بها تتألق أنفسنا الشاعرة..!
8
غيمة
وجهها أبيضُ
قلبها أبيضُ
طأطأتْ رأسها
بهدوءٍ على حافة الصمتِ
قد لملمتْ نفسها
كلّ آفاقها تستريح
وتصغي مع الريح
لكلّ التسابيح
فوق شفاه القمرْ
فجأة
صعدتْ روحها
سلّماً
باركتها النجوم
وقالتْ لها :
مرحباً
يا وسائد حلمي الذي يستفيقْ
بين هذا الطريق
وذاك الطريقْ...!
مرحباً بالندى
المتألق فوق غصون الشجرْ
مرحباً
بك ترتفع الأرضُ
يكبر كلّ البشرْ...!
9
غيمة
وجهها الرعدُ
والبرقُ
والدهشة المستفيقة بالعاصفه
مرّت الآن في دربنا
تركتْ زمناً
يستريح على ضفة خائفه
10
غيمة
تبسط الشمس
بوّابة لدخول الأغنية
تمنح الأفقَ
أجنحة الفجر والعافية...!
وتقول إلى الناس :
أهلا بكم
تتهادى النجوم اليكم
وكلّ الثمار لكم دانية ..!