ملحمة رياض أحمد
وليد عبد الحسين
اعتبر ان اغنية الراحل رياض احمد التي أداها في مهرجان بابل عام 1996 ملحمة فنية عراقية خالدة والتي ابتدأها بموال خليط من الشعر الفصيح والدارج وبصوته العذب جاء فيه:
يا اعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام وانت الخصم والحكم
يا من يعز علينا ان نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
عدل ويه الخلك حكمك يخلي. وضميري حكم ما غيرك يخلي
عزيز فراكم عندي يخلي. عدم كلشي بعدكم عالوطية
ثم وسط موسيقى تأخذ القلب والعقل راح يترنم بأغنيته التي هي من كلمات الشاعر البصري طاهر سلمان الذي ولد في البصرة عام 1949، و بدأ الشعر وهو بعمر السادسة عشرة، ومن أشهر الأغاني التي كتبها أغنية (لعيونك انت ياحلو) لقحطان العطار، و(نحبكم يا حبايبنه نحبكم) لحميد منصور، و( لست فاتنتي) لكاظم الساهر، و(لو تحب لو ما تحب) لمحمود انور و(مجرد كلام) لرياض احمد، وكتب عدة اغاني غيرها لأبي رحمة ابرزها الملحمة الفنية الشهيرة (مرة ومرة). كتبها عن قصة حقيقية لفتاة وشاب فرقت بينهما العقائد الدينية، كما ذكر ذلك في إحدى المقابلات، ولحن الاغنية الفنان جعفر الخفاف
من تزعل توحشني الدنيا واتصور غيّرت اضنونك
ومن ترضى ايضل شوك البيه. يذوبني بنظرات اعيونك
من أزعل ترجع تتعذر تتعذر. بعد أيام وهم تتغير تتغير
جم مره التبعد واغفرلك متكلي اليغفر جم مره جم مره
طبعك صاير صاير مره ومره...
حبيتك واني أدري بكلبي مايكدر يكتم أشواكه
حبيتك حبيتك واني أدري بدربي ويه أدروبك ما يتلاكه
بس حبك قدري المكتوب. شوف شكد حملني ذنوب
جم مره التبعد واغفرلك متكلي اليغفر كم مره كم مره
طبعك صاير صاير مره ومره.
من جمال هذه الملحمة وعلو معانيها اصبحت احدى محفوظات جهاز هاتفي المحمول، واستمع لها بين الحين والاخر، لأنها تنقلني الى الفن العراقي الاصيل، والابداع الحقيقي، وسط رتابة الواقع اليومي ومخرجات احداثه السياسية والامنية وما يجري في المنطقة العربية فيلقي بظلاله على اوضاع العراق.