تل أبيب تعلّق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع
الدفاع المدني في غزة يعلن إستشهاد 15 شخصاً في إعتداءات إسرائيلية
غزة - الزمان
قال جهاز الدفاع المدني في غزة إن سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية امس الأحد أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 15 شخصا في أنحاء القطاع، فيما تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
وكان الناطق باسم الجهاز محمود بصل أفاد وكالة فرانس برس باستشهاد 11 شخصا، قبل أن يحدّث الحصيلة إلى 15 شهيدا. وقال بصل إن (ستا من الضحايا استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة مواطنين في بلدة الزوايدة المنطقة الوسطى، وجميعهم من النازحين من شمال قطاع غزة). وأشار إلى (استشهاد امرأة وطفلين في غارة أخرى على خيمة نازحين قرب مدينة أصداء شمال مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة).
وفق بصل، استشهد شخصان في غارة جوية إسرائيلية جديدة غرب بلدة الزوايدة، وسط قطاع غزة، كما استشهد شخصان جراء قصف اسرائيلي استهدف خيمة في منطقة النادي الأهلي بالنصيرات وسط قطاع غزة. كما أشار إلى استشهاد (شخصين جراء غارة جوية إسرائيلية شرق جباليا، شمال قطاع غزة). وقال الجيش الإسرائيلي إنه بصدد التحقّق من هذه المعلومات.
ومساء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات جديدة على أهداف لحركة حماس في جنوب قطاع غزة.
وأوضح الجيش في بيان (ردا على الانتهاك الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في وقت سابق اليوم، بدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على أهداف إرهابية لحركة حماس في جنوب قطاع غزة).
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق دون تمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني في غزة أو الجيش الإسرائيلي.
الى ذلك علقت إسرائيل امس الأحد دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزّة المُحاصر، بحسب ما أعلن مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة فرانس برس، مبررا ذلك بأن حركة حماس خرقت اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه (عُلّق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، عقب انتهاك حماس الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار).
وتبادلت إسرائيل وحماس امس الاتهام بالمسؤولية عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، عقب تجدّد العنف في جنوب قطاع غزّة الأحد، بعد تسعة أيام من الهدوء النسبيّ.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد تعليمات لقوات الأمن (بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة)، متهما حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.
لكن حماس ردت بأنها ملتزمة وقف إطلاق النار وأنها ليس علم علم بوقوع اشتباكات في رفح. واتهم عضو مكتبها السياسي عزت الرشق إسرائيل (بخرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمه).
وبعد ظهر امس، أعلن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جديدة على جنوب القطاع. وقال الجيش في بيان (ردا على الانتهاك الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في وقت سابق اليوم، بدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على أهداف إرهابية لحركة حماس في جنوب قطاع غزة).
وقال الدفاع المدني في غزة إن هذه الغارات أسفرت عن استشهاد 15 شخصا. دخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول ، بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد حرب مدمرة تواصلت لأكثر من سنتين عقب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023. وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلمت حماس في الثالث عشر من الشهر الحالي 20 رهينة على قيد الحياة في مقابل 2000 معتقل فلسطيني أفرجت عنهم الدولة العبرية. لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيان امس (في وقت سابق اليوم، أطلق الإرهابيون صواريخ مضادة للدبابات وفتحوا النار على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي العاملة لتدمير البنية التحتية الإرهابية في منطقة رفح وفقا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار). وأضاف (رد جيش الدفاع الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية باستخدام مقاتلات ونيران مدفعية، مستهدفا منطقة رفح للقضاء على التهديد، وقام بتدمير عدة أنفاق ومنشآت عسكرية تم رصد نشاط إرهابي فيها). عقب ذلك، أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الدولة العبرية قد تشن مزيدا من الغارات في قطاع غزة. وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حماس بأن (تدفع ثمنا باهظا عن كل طلقة وعن كل خرق لوقف إطلاق النار).
من جهة أخرى، أكدت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلح لحركة حماس امس الأحد، التزام الحركة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، نافية علمها بوقوع اشتباكات في رفح.
وقالت في بيان عبر تلغرام (نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة). وأضافت (لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في آذار الفائت). وروى شاهد لوكالة فرانس برس أن (الطيران الحربي نفذ غارتين على رفح، لا توجد تفاصيل حول وجود شهداء أو جرحى، المنطقة خاضعة لسيطرة الجيش الأسرائيلي). وقال شاهد آخر إن (مقاومين من حماس قاموا باستهداف مجموعة تابعة لياسر أبو شباب (المعادي لحماس) في جنوب شرق رفح، وتفاجأوا بوجود دبابات للجيش الإسرائيلي). وأضاف (يبدو أن اشتباكا وقع، لا أعرف بالضبط، الطيران نفذ غارتين من الجو بالمكان، ولا تفاصيل). وبسبب القيود المفروضة على عمل الصحافيين في غزة، لم يتسنّ لوكالة فرانس برس التثبت من المعلومات الواردة من مختلف الأطراف. وجرت هذه التطورات فيما كان بنيامين نتانياهو يعقد اجتماعا مع وزرائه الذين دعا عدد منهم لاستئناف الحرب.
من جهة اخرى أعلن الجناح العسكري لحركة حماس أنه عثر على جثمان أحد الرهائن الإسرائيليين وينوي تسليمه في حال كانت الظروف الميدانية مهيأة» وفي حال تسليمه، سيكون الجثمان الـ13 الذي تسلمه حماس منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل أنها تعرّفت على جثتي رهينتين سلمتهما حماس، يعود الرفات الأول إلى الإسرائيلي رونين إنغل، والثاني للتايلندي سونتايا أوكارسري.
وتشترط إسرائيل استعادة رفات كل الرهائن قبل السماح بفتح معبر رفح الضروري لإدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب. وتقول حماس إن استمرار إقفال المعبر يعيق دخول المعدات اللازمة للبحث عن رفات الرهائن بين الأنقاض. وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في السنتين الماضيتين إلى تدمير أجزاء واسعة من قطاع غزّة المُحاصر، رداً على هجوم حماس في السابع من تشرين الأول. ومن المتوقع أن يصل إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمتابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.