يونس محمود

نعيم حاجم

في السنوات الأخيرة، شهدت الكرة العراقية تراجعاً ملحوظاً على المستويين الإقليمي والدولي، وهو تراجع لا يمكن عزله عن الأداء الإداري الذي يسير شؤون اللعبة في البلاد. وبينما تكثر الأسماء المطروحة لتولي مناصب قيادية داخل الاتحاد العراقي لكرة القدم، يُطرح اسم النجم السابق يونس محمود كمرشح دائم، وهو ما يثير كثيراً من علامات الاستفهام.

لا يختلف اثنان على أن يونس محمود كان من أبرز المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة العراقية، وقد خلّد اسمه في ذاكرة الجماهير بأهدافه الحاسمة وأدائه المتميز، خاصة في كأس آسيا 2007. كما كان وجهاً مشرفاً للعراق في المحافل الدولية، ولا يمكن لأحد أن يزايد على ما قدمه كلاعب.

لكن الانتقال من المستطيل الأخضر إلى كواليس الإدارة الرياضية يتطلب مهارات مختلفة تماماً، قد لا تتوافر بالضرورة في أفضل اللاعبين. فالإدارة الرياضية اليوم علم وفن، تقوم على أسس متينة من التخطيط الاستراتيجي، وصياغة السياسات، والقدرة على اتخاذ قرارات مدروسة تنطلق من مصلحة اللعبة لا من الاعتبارات الشخصية أو الشعبية.

المتابعون للمشهد الرياضي يرون أن يونس محمود، رغم شهرته الواسعة، لا يملك الخلفية الإدارية أو الأكاديمية التي تؤهله لإدارة دفة الكرة العراقية في هذه المرحلة الحرجة. فالإدارة ليست مجرد اسم لامع، بل هي مسؤولية تتطلب عقلية قيادية، وفهما عميقا للمنظومات الرياضية، وقدرة على التواصل مع الأندية واللاعبين وصناع القرار على حد سواء.

ومع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الهيئة العامة، التي ينبغي أن تحكم العقل لا العاطفة، وأن تضع مصلحة الكرة العراقية فوق كل اعتبار. فاختيار المرشح الأنسب يجب أن يستند إلى الكفاءة والرؤية الواضحة، لا إلى الإنجازات الماضية داخل المستطيل الأخضر.

إذا أردنا مستقبلاً مشرقاً لكرة القدم العراقية، فعلينا أن نعيد النظر في آليات الاختيار، وأن ندفع بأصحاب الكفاءة والخبرة العلمية إلى الصفوف الأمامية. فالنجومية وحدها لا تبني اتحاداً قوياً، ولا تعيد أمجاداً تاهت في زحمة القرارات المرتجلة.