سعيدة وساكنة البر لاگنطرة ولامعبر

ياسر الوزني

شيءمايدفع الأنسان الى الأنخراط في عالم السياسة والسلطة وحين أعتقل هارون ثم أعدم ظلماً فقد غادر شقيقه الشيخ أحمد نور الدين حياة الزهد والعزلة ساعياً الى حيث الحقيقة والعدالة وفي سعيه هذا يُجبرعلى مواجهة نفاق السلطة والسياسة ويصطدم بالظلم والفساد وتبدأ رحلة الشك في كل شيء حتى في نفسه الى حين بات بما كان يخشاه فأصبح جزءاً من النظام الذي كان يرفضه بل صار قاضي القضاة في المدينة ومارس ما كان يبغضه،نور الدين هو بطل رواية الأديب اليوغسلافي ميشا سليميت(الدرويش والموت ) وهي تسلط الضوء على فساد السلطة وكيف تُمارس الظلم تحت مسميات عدة وكيف لها أن تُفسد الإنسان حتى لو كانت بداياته نقيّة ، أن مثل الشيخ نور كمثل الملايين من البشر الباحثين عن الحقيقة في عالم مليء بالكذب والنفاق ثم يكتشفون أن العدالة وهم والسلطة لا ترحم، إنهم يريدون الحقيقة حتى لو جاءت موجعة وكأنهم يبحثون عن الراحة تحت ظلها، أن في مواضع تخلف العقول من يمارس رياء العشق والأنتماء لشخص المسوْول فلابد أن تحب مدير السكك الحديد ومثله مدير المجاري والماء والكهرباء وحتى مدير المدرسة بل كل مسوْول وأن تدعو لهم في صلاتك وصيامك وتنثر الورود حين تزورمقامهم وفي هذا أضحوكة حين تجبرعلى حب فلان ومعاداة علان وكأنك لاتدرك أن هؤلاء كيان لست معنياً أن تقيم معه علاقة ودية فما بينهم وبينك أن يؤدي كل منهم واجبه وحينها يستحق أجوراً تسمى راتباً شهرياً فان كان مقصراً صارتحت قانون الدولة وعقابها ،تلك هي الرواية أما لوشأت أن تكون عبداً لله فقط في صلاتك وفي الواقع عبداً لغيرك في مسير حياتك فانت نايم في البر وتحتاج فعلاً الى گنطرة ومعبر .