إنها ليست قصة
حسين الجاف
في كانون الثاني عام 2004 كنت عضوا في الوفد الوفد التربوي العراقي الى البنك الدولي المغادر الى واشنطن برئاسة معالي وزير التربية الاسبق د علاء عبدألصاحب العلوان,( عافاه الله) وعضوية الطبيبة رجاء الخزاعي عضو مجلس الحكم وكان من بين اعضاء ألوفد د.عبدالزهرة الشيباني م.ع المناهج والمهندس نجدت م.ع الأبنية المدرسية والمهندس سعد ابراهيم م.ع. التعليم المهني لاحقا وانا م.ع الدراسة الكوردية والقوميات الاخرى لاحقا والشهيد حيان جابر الشكري مدير مكتب السيد وزير. التريبة في حينه والست مديرة التخطيط التربوي في. وزارة التخطيط وهناك. التقينا بالكثير من خبراء التربية والتعليم والاشراف والتخطيط التربوي والابنية المدرسية وحضرنا العديد من الاجتماعات والندوات المتخصصة المفيدة التي. ادارها كل. حسب اختصاصه مجموعة من الخبراء العالميين الكبار وعندما وصل وفدنا.
اراضي امريكية
الى مطار دلس في واشنطن على متن احدى طائرات لوفت هانزا الالمانية بعد نحو 12 ساعة طيران متواصلة من االعاصمة الاردنية عمان الى العاصمة الامريكية واشنطن. وفي المطار حصلت مفارقة اذ سمح لرئيس الوفد معالي الوزير العلوان والدكتورة رجاء الخزاعي والشهيد حيان بالدخول بينما تم تأخير دخول بقية اعضاء لمدة تقرب من ساعة دون ابداء اية اسباب سوى الايعاز بالجلوس بصمت في اماكننا وبين ملل الانتظار وقلق عدم السماح لنا بدخول الاراضي الامريكية و الخوف من اعادتنا من. حيث اتينا بعد.تلك الرحلة الطويلة. المضنية على الرغم من سلامة اوراقنا الرسمية كموظفين حكوميين موفدين رسميا الى هناك وتحت الحاح بقية زملائي الذين تم تأخير دخولهم معي وباعتباري اتقن اللغة ألانكليزية بحكم تخصصي الجامعي ذهبت الى الموظف البدين المسؤول عن تأشير جوازات سفرنا بالايعاز بالدخول من عدمه وكان يرتدي ملابس الشرطة و كان شخصا قميئا عبوس الوجه وسألته بأمتعاض عن سبب تأخيرنا بعد ان دخل قبلنا منذ مايقارب الساعة رئيس وفدنا وبعض اعضاء الوفد ويبدو اني بسؤالي ذاك عكرت صفو مزاجه لا سيما وكان منشغلا بحديث شائق في انسجام واضح- فيما يظهر - مع زميلته الموظفة الحسناء الشقراء الجالسة بجانبه على كاونتر تأشيرجوازات الوافدين فما كان منه الا ان يعطيني متذمرا كتابا سميكا. اسود الجلد مدون عليه بحبر ذهبي اللون شروط قوانين الهجرة والدخول الى الاراضي الامريكية ,ناولني الشرطي المذكور الكتاب في لا ابالية ملحوظة وهو شبه غاضب وقال لي متهكما وبخشونة ظاهرة [تفضل. خذ هذا الكتاب واقرا مافيه من القوانين لكي تعرف لماذا تم تإخير دخولكم انت وجماعتك] وكان الكتاب- فيما بدا لي- يقع في ما ينوف على الف صفحة من القطع الكبير فما كان مني الا ان اعيده اليه في غضب ملحوظ قائلا: هذا يفيدك انت اكثر في عملك كي تضبط اصول التعامل مع ضيوف بلدكم بشكل اكثر لياقة..ثم عدت ادراجي الى قاعة الانتظار الكبيرة التي كانت تعج بمئات القادمين من النساء والاطفال من طالبي اللجوء- فيما يبدو- كان معظمهم من السوريين والفلسطينيين والافغان وقبل ان اجلس لمحت عن بعد ضابط اسود طويل القامة( وسيما بشوش الوجه كان يجلس في غرفة زجاجية مقابل كاونتر تدقيق وتأشير الجوازات ) وهو يشير لي ان ادخل غرفته وعلى الفور اخذ بلطف مني جوازسفري وختمه بمحموعة من الاختام المختلفة تم طلب مني. انا انادي على زملائي الاخرين فقام بختم جوازاتهم ايضا بعد ان طيب خواطرنا بكلمات طيبة عبر اعتذار قصير رقيق وماكان مني وزملائي بعد هذا الا العبور بانتشاء وانتصار ملحوظين ناظرين شذرا وباحتقار ظاهر الى شرطي الجوازات البدين. القميء. الذي كان ينظر الينا بعدم ارتياح واضح- لا ادري لماذا- ونحن نعبر الحواجز داخلين الى الاراضي الامريكية وهو يكاد يتميز من الغيض.