تمهيداً لإفتتاح مستشفى العقم وأطفال الانابيب وطب النساء والتوليد
الموصل تحتضن المؤتمر العلمي لأحدث تقنيات أطفال الأنابيب وتحديد الجنس
نينوى – أمجاد ناصر
ناقش المؤتمر العلمي السنوي لعلاج العقم وأطفال الأنابيب, الذي احتضنته مدينة الموصل بأشراف المستشفى البريطاني في أربيل والمراكز العراقية البريطانية في بغداد و البصرة, أهم و أحدث التطورات في علاج العقم وتأخر الإنجاب، إضافة إلى تقنيات أطفال الأنابيب وتحديد جنس المولود وعرض بحوث وتجارب علمية متقدمة, فضلا إلى جلسات نقاشية لتبادل الخبرات بين الأطباء العراقيين ونظرائهم من بريطانيا ودول أوروبية أخرى, من أجل الاسهام في تخفيف معاناة المرضى وتقديم أفضل الحلول الطبية لهم, خاصة بعد أشادة الأطباء الاجانب بالمستوى الكبير و المتقدم لهذا الاختصاص و النجاحات الطبية العراقية في علاج العقم وأطفال الأنابيب .
نتائج مجهزة
وقال الدكتور محمد زهير الهادي، أخصائي العقم وأطفال الأنابيب,خريج الكلية الملكية البريطانية لطب النساء والتوليد لـ الزمان: أن التطورات الطبية الحديثة في هذا المجال بدأت تحقق نتائج مبهرة في العراق، بفضل الخبرات المتراكمة والشراكات الطبية بين بريطانيا والعراق, حيث وصلت نسبة نجاحها إلى أكثر من 70% في بعض الحالات المعقدة مثل تكيس المبايض، وهي نتائج تضاهي المراكز العالمية, و من خلال تجربتي لأكثر من 18 عاماً في بريطانيا، جلبنا خبرة مهمة إلى بلدنا، ونعمل باستمرار على تطوير المراكز وتدريب الكوادر العراقية, وهذه النجاحات لم تقتصر على الجانب الطبي فحسب، بل حملت قصص أمل لعائلات عانت لسنوات طويلة من العقم وكانت تعتبر حالاتها ميؤوساً منها: وبهذه التطورات أنجبت سيدة عراقية توأماً ذكوراً بعد 9 سنوات من المعاناة, وعائلة رزقت بطفلة بعد 15 عاماً من العقم وحالات فشل متكررة, نجاح ولادة ثلاثة توائم لسيدة عانت 8 سنوات من محاولات غير ناجحة خارج العراق, و نحن فخورون بما حققناه ونسعى لتوسيع التجربة إلى محافظات عراقية أخرى ومنها نينوى، لنمنح المزيد من الأسر فرصة تحقيق حلم الإنجاب.
وأكد الدكتور أندرو مارك، أخصائي الأجنة والعقم وتحديد جنس الجنين في المستشفى البريطاني للعقم وأطفال الأنابيب: هذه زيارتي الثانية لمدينة الموصل، وكان انطباعي ممتازاً، وأنا سعيد جداً ومُستمتع بزيارتي للعراق, أعمل في المستشفى البريطاني والمراكز العراقية / البريطانية منذ أكثر من 15 عاماً، وخلال هذه الفترة شاهدت تقدماً كبيراً وملحوظاً لدى الأطباء العراقيين في هذا المجال, لقد أصبحوا يستخدمون أحدث التقنيات في مراكزهم في أربيل وبغداد والبصرة، والنتائج التي يحققونها ممتازة جداً وتضاهي ما تقدمه المراكز الأوروبية.
كما وصفت الدكتورة سكينة عبد الجبار التميمي، طبيبة اختصاص من محافظة نينوى: هذه المؤتمرات ذات قيمة علمية عالية ومفيدة جداً ومن الضروري المشاركة بها لاكتسب الخبرات وتعزز من تبادل المعرفة بين الكوادر العراقية والخبرات الدولية, الذي يسهم في تحقيق أحلام العديد من العائلات التي عانت لسنوات طويلة من تأخر الإنجاب، إذ شهدت حالات إنجاب لتوأم بل وحتى ثلاثة توائم بعد محاولات غير ناجحة استمرت لسنوات, وهذه النجاحات الطبية تشكّل بارقة أمل للمرضى في نينوى، وتفتح المجال لتوسيع نطاق الخدمات الطبية المتخصصة بما يواكب التطورات العالمية في علاج العقم والأمراض الوراثية, ومن الحالات الإنسانية المؤثرة,لأسرة لديها ثلاثة أطفال مصابين بمرض الثلاسيميا.
و تمكن الفريق الطبي بقيادة الدكتور العراقي محمد زهير من إجراء عملية أطفال أنابيب ناجحة أثمرت عن ولادة طفل ذكر سليم وخالٍ من المرض الوراثي, وهذا ما يدل على تقدم و تفوق هذا الاختصاص في العراق, ولدينا كفاءات بهذا المستوى في العراق تفوقوا على الخارج.
والأهم من ذلك أننا مطمئنون من الناحية الشرعية والأخلاقية، فلا يتم استبدال الحيامن كما قد يحدث خارج العراق لا يهتمون أحياناً بمسألة النسب أو الشرع.
فإذا كان الرجل لا يُنجب قد يُعطون الزوجة حيامن من رجل آخر ويخصبون البويضة دون تردد، بينما في العراق هناك التزام بالشرع والضمير، ولا يتم هذا الأمر إطلاقاً, ولهذا فإن إجراء طفل الأنابيب في بلدنا أكثر أماناً واطمئناناً، من الناحية الطبية والشرعية معاً.
عودة الموصل لساحة العلمية العالمية
كما اشارالدكتور وسام أمجد كاكا، أستاذ مساعد في جراحة الأطفال بجامعة هولير الطبية:نحن سعداء جداً بإقامة هذا المؤتمر والمشاركة الفعالة من أطباء من بريطانيا إلى جانب زملائنا من العراق, وبصفتي أخصائي جراحة أطفال، فإنني مهتم بشكل خاص بموضوع التشوهات الخلقية لدى الأطفال.
وقد طُرحت في المؤتمر بحوث وموضوعات جديدة قيّمة،وشعوري بالفخر يتضاعف لأن المؤتمر يقام في مدينة الموصل، المدينة التي تخرجت منها، والتي عادت لتأخذ مكانتها كمدينة علمية رائدة في العراق، بل تكاد تكون الرقم واحد من حيث الإبداع والتفاعل العلمي,ولشدة حرصي على حضور هذا الحدث، انطلقت من أربيل منذ السابعة صباحاً كي أكون من أوائل الحاضرين في المؤتمر.
كما بين الدكتور محمد شاكر حمودي، اختصاصي طب الأطفال في أربيل:تضمن المؤتمر عرض مجموعة من التقنيات الحديثة في مجال طب أطفال الأنابيب، وهذا بحد ذاته أمر رائع لأنه يمثل نقل تجربة بريطانيا إلى العراق, نتمنى دائماً إقامة مثل هذه المؤتمرات القيمة التي نستفيد منها كثيراً نحن كأطباء أطفال, ومبارك لمدينة الموصل عودتها للساحة العلمية بأحتضان هذه المؤتمرات القيمة.
كما أوضح نائب رئيس مركز السلام وحقوق الإنسان وعضو العلاقات العامة في اتحاد الصحفيين العراقيين في نينوى ,صلاح العنزي:يحمل هذا المؤتمر أهمية كبيرة، إذ يأتي بالتزامن مع الاستعداد لافتتاح مركز جديد لأمراض العقم وأطفال الأنابيب في مدينة الموصل، و هذا الإنجاز سيخفف كثيراً من معاناة أهالي الموصل الذين كانوا يضطرون للسفر إلى المحافظات الأخرى لتلقي العلاج المتقدم في هذا المجال.
ندوات طبية
من جانبها أكدت مديرة إدارة مستشفى عطاء الإماراتي في أربيل, سهام علي محمد: هذه الندوات الطبية والعلمية ضرورية جداً، لأنها تمثل فرصة للتحديث المستمر ومواكبة كل ما هو جديد في المجال الطبي, ونحن نحضر للأستفادةً منها وكذلك أهل الموصل لأنها تعكس شيئاً إيجابياً وجديداً للمدينة وأهلها وهذا ما يجعلها ذات أهمية كبيرة للجميع.
كما أشادت رئيسة الممرضات, وزيرة سعيد: هذه خطوة مهمة لتبادل الخبرات ومواكبة الطب الحديث في هذا المجال الطبي الانساني, وهو فرصة مميزة للحوار العلمي في مدينة الموصل، بإلقاء محاضرات متخصصة ومناقشات بين الطبيبات والأطباء المشاركين، للدكتور محمد زهير الهادي الدكتور أندرو مارك كما عرض الدكتور (أندري) القادم من بريطانيا، أحدث ما توصلت إليه المراكز الطبية العالمية في هذا المجال, بالاضافة الى الدكتور ليندون مايلز, أستشاري علم الأجنة ,محاضرة ( هل اختبار PGTA غير الجراحي هو المستقبل ) والدكتور أندرو جلازير( كيف يُشكل كل شيء مستقبل علاج الخصوبة ) والدكتورة مها بو زيد، (تحديث المملكة المتحدة في علم الوراثة ) .