عن الحب وما فيه
عباس الحسيني
نقرا بين الحين والآخر آلاء مترجمة ومأخوذة عند الغرب في فهم الحب ودرجاته وتحولاته ، وان سلمنا إلى الحقيقة المطلقه ان الحب واحد أينما وجد ، وحيثما استنبت والدليل ان العشاق لا يعترفون بهوية قومية او قبلية او دينية ، ويتوجون الحب هوية أسمى وحيدة لهم .
والملاحظ الآن خطورة العبث بالحب واستخدامه اداة للهو والغناء وبيع سلع وألوان الحب الفقراء من الفقراء انفسهم ، فلا تخلو علاقة حب من بطاقةدبريد او سلسال او حتى رمز فني .
وفي الشعر تقدم العرب وتفردوا في الحب ووصفه والخوض فيه، فقول
الحلاج :
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَتإِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسيوَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُمإِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسيوَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاًإِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسيوَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍإِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
كيف نتقبل حديثا عن الحب بهكذا وصف متهافت ، ترجمة المشاعر فيزيائيا لا تقدم اي فهم دقيق للحب ، والإلحاح في تقديس الحب جعل منه مادة دعائية وترفاً وهرباً مما هو واقعي . اشد توصيف للحب يمكن ان
وفي مقولة شكسبير: لقد جعلتيني احبك … وهذه هي منتهى القسوة
وقول ديستويفسكي : في الحب نتحول الى التفاهه
اماً الأجمل فهو وصف الشعر الجاهلي وشعر المتصوفة الذي عبر قارات وغناه الغرب قبل الشرق مترجما لما فيه من دفق وحنين أخاذين
كقول الحلاج
وما ذكرتك محزونا ولا فرحا
إلا وأنت بقلبي بين وسواسي
وهمسات النواب:
چانت ثيابي علي غربة
قبل جيتك
ومستاحش من عيوني
وكذلك قول الجواهري :
وقالت: اِنظِمِ الشعر فقلت: وها أنا الشعرُخذيني بين كفيك فداك ” العجز ” والصدر وصوغيني كما تَهْوين سطراً حذوهُ سطر وشطرين سويين وايّ شئته شطر
وقول درويش في ارتباط الحب بالأرض
أنا لا احبك مرتين ولا أهاجر مرتين
ولا ارى في البحر غير البحر