من سطح المنزل إلى عامي الجديد
علي جاسم الفهداوي
في التاسع والعشرين من أيلول، وُلدتُ ولم أكن أعلم أن الطفل الصغير، الهشّ الحالم، الذي كان يرى في سطح منزله مسرحاً، وفي مصباح قديم ميكروفوناً، سيكبر لتغادر طموحاته جدران البيت نحو آفاق أوسع.
كبرتُ عمراً وعقلاً، وحققتُ انتصاراتٍ لم تكن ميسّرة...وكلما عاد هذا التاريخ، تذكّرت وجوهاً كانت يوماً عالمي كله، ثم غدت غريبة، كسائق حافلة عابر، أو كعامل تذوب ملامحه بين الزحام، كان التوكّل على الله هندستي الأولى، وركيزة صبري، مضت السنوات بين ضحكات قليلة وأحزان وصراعات كبيرة، لكنني لم أستسلم، ومن يعرفني يقول إنني حساس، أقرأ الأشياء بعمق، وأشعر أن ما كان يوماً غالياً قد رخص مع الزمن...ومع ذلك ها أنا أعيش عامي الجديد أقوى وأكثر ثباتاً، مؤمناً بأن الحياة لا تُقاس بما مضى، بل بما نصنعه في المقبل.