الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 ابتسام عبدالسادة.. شاعرة بالفطرة تغمرها التجربة في ديوانها ترينمة أحلامي


 ابتسام عبدالسادة.. شاعرة بالفطرة تغمرها التجربة في ديوانها ترينمة أحلامي

قاسم ماضي

 

صدر للشاعرة العراقية المغتربة " ابتسام عبد السادة "والتي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية ديوانها الجديد والمعنون " ترنيمة أحلامي ".

  الصادرعن دار نشر مؤسسة الحسيني الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع ، ويقع الديوان في 119صفحة من القطع المتوسط .

شاعرة تنظر إلى مظاهر الطبيعة وتتفحصها بروح ملؤها الاعجاب والرهبة ، وهي تشعرك بأنها وضعت كل جوارحها في هذا الديوان لتقول كلمة الفصل حيال  ما تراه بلغة واحساس الشاعر ، وقصيدتها تأملية تعتمد خلال على  فلسفتها الكونية والطبيعة والتي اعتمدت  على حاستها في النظر الى ظواهرها المختلفة  بالمظاهر الطبيعية .

وفي قصيدة " قبلة العاشق " تقول

" يالها من قبلة تبعث من لقاء ٍ" ص4

فهي تصوغ فلسفتها في المجال الشعري عبر ارتكانها على العقل ، وحسب رأي الشخصي فهي تسهم في نقل التأثيرالفلسفي الكوني على روحها المعذبة من هذا الواقع المتأزم الذي يشغل بالها في عالمها الإغترابي .

وهي تشعرك امام فلسفة تفهمك وتفهمها عبر غوصها في مفردات الكون الواسع  والانسان .وكذلك عبر منهاج الفكر والاستدلال كي تصل الى الحقائق التي تحقق ذاتها وذات القارئ .

وهنا تقول في قصيدة " العزوف على وتر العمر "

صدودُ الوصلِ أضناني

بكاء ُ العود ِ في شجن ص5

 وهنا يؤكد لنا الناقد المصري الأستاذ " سامي ناصف " أسعدتنا عبر تصفح ديوانها المتنوع في تجاربه المتناغمة ، ورأينا أنها شاعرة بالفطرة ، ولديها مخزون من التجارب الشعرية التي تفيض عليها ، وتداهمها في سكونها وحركتها ، وفي يقظتها ونومها ، ولديها المعجم اللغوي الذي يسعفها لقنص التجربة ورسمها عبر نصٍ شعري .

تقول في احدى قصائدها :

" أحلامنا نامت في المهجر "ص6

يقول بعض من المهتمين في المجال الشعري يتمايز الناس ويختلفون فيكون شاعرا من كان اقدر الناس على الافراغ بواسطة هذه الامكانيات ، والقدرة على الافراغ اذا لم توجد لدى شخص يحس بتجربة شعورية اعتملت في دخيلة نفسه وبدأت تتحرك،

وتقول في قصيدة " صفقة " فالروي ُ الفاعل لدفقات موسيقية وهي اللام ُ وقولها " سلاسل ، السنابل ، البلابل ، القنابل ، بابل " ص7

 نتيجة لقوة التأثير الصادر عن الموضوع المؤثر ولقوة التفاعل المستجيب مع العاطفة ، وهذا ينطبق تماما مع شاعرتنا التي شكلت في معظم قصائد الديوان هذا الكم الهائل من الإبداع الشعري .نتيجة تنوع هذه التجارب بين الوجدان ، والشعر الوطني ، والاجتماعي وغير ذلك إلا أن  الوحدة الفنية تحققت من خلال ِ وحدة الجو  النفسي السائد عبر التيار العام للديوان من أوله ِ إلى آخره .

وفي قصيدة " جنون " تقول

تراتيل ُ العشق ِ تتلو

ترنيمة حلمُ زمن سابق ص3

وجاء الإهداء

" إلى قارئي ، وهو الهدف ُ الأسمى ، إلى ذاتي ، ونجمات دنياي " ص1

وهنا نؤكد للقارئ العربي كي يتواصل مع الشعراء فنقول له ، فالشاعر اذن هو امهر من يستطيع ان يرسم لوحته الشعرية ، واحسن الشعراء أكثرهم تقنية واجملهم رسما لتلك اللوحة ، وهي رسمت في قصيدتها التي من خلالها نقلت الحالات النفسية والشعورية عبر ايقاعه الخاص الذي يضفي على ذات القصيدة حياة حديدة فوق حياتها ، ومن ثم كانت البنية الموسيقية هي إحدى المداخل الطبيعية العربية التقلدية من حيث إنها إحدى تجليات المظهر المادي للنسيج الشعري بشقيه الصوتي والدلالي .

يالتني متوطنة

متصابية

انكرني

وتركني

متأزمة

وممزقة .ص4

وهنا نقول للشاعرة " ابتسام عبد السادة  "عبر ما درسناه وتابعناه من دراسات نقدية ، احسن الشعراء أكثرهم تقنية واجملهم رسما لتلك اللوحة ، والجدير بالذكر كان قد  صدر  للشاعرة العديد من الكتب في المجال الشعري ، وكذلك الرواية والقصة وبعض الكتب العلمية والدراسات ، ونشرت العديد من المقالات والقصائد في الصحف والمجلات الأدبية .

 


مشاهدات 41
الكاتب قاسم ماضي
أضيف 2025/09/15 - 2:49 PM
آخر تحديث 2025/09/16 - 12:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 23 الشهر 10823 الكلي 12028696
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/9/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير