ديالى تعاني من تلوّث مصدر حياة مئات الآلاف
17 قتيلاً و65 مصاباً في طريق الموت خلال 2025
ديالى ــ سلام الشمري
يسمّي العراقيون الطريق الواصل بين العاصمة بغداد وكركوك، والمار بمحافظة ديالى بـطريق الموت، نسبة لخطورته وعدد الحوادث المرورية الواقعة فيه، ويبلغ طوله حوالي 265.7 كيلومترًا ويستغرق السفر عليه حوالي أكثر من 3 ساعات .
وقال مدير ناحية جديدة الشط التابعة لقضاء الخالص في محافظة ديالى طالب حسين الخزرجي لـ (الزمان) ، أن (نسبة الحوادث المرورية في ديالى ارتفعت أكثر من 38 بالمئة مقارنة بالسنوات السابقة، بمعدل يتراوح بين 2 إلى 4 حوادث يومياً ) .
وأضاف الخزرجي ، ان ( أسباب هذه الحوادث إلى قرب المناطق السكنية من الطريق الرئيس الذي يعد ممراً استراتيجياً للقوافل التجارية بين الشمال والجنوب، بالإضافة إلى عدم وجود طريق خدمي لتفادي الحوادث المباغتة).
واكد الخزرجي ، ان ( الطريق شهد في السنوات الماضية تصاعدا بنسبة الحوادث المرورية الى عدة حوادث يومياً ، لأسباب عدة منها مخالفات الانظمة المرورية كالسرعة المفرطة واستخدام الهواتف اثناء السير الذي يؤدي الى عدم الانتباه واليقظة ، اضافة الى اسباب اخرى منها التعب والارهاق لدى الـــــــسائق ) .
من جانبه قال مدير طرق وجسور ديالى علي هيلان لـ (الزمان) ، أن ( جميع الحوادث المرورية تتمثل في تصادم سيارات وليس بحوادث دهس للمشاة، معلناً إعداد كشوفات لإنشاء 10 جسور لعبور المشاة ضمن خطة موازنة 2025، داعيا مديرية المرور إلى نصب رادارات لتحديد سرعة السير والحد من حوادث الاصطدامات ) .
إحصائية ضحايا
فيما قال مدير إعلام صحة ديالى فارس خضير العزاوي لـ (الزمان)، إن (المحافظة تسجل آلاف الحوادث المرورية سنوياً بحصيلة ضحايا ومصابين تتجاوز الآلاف ً، مشيراً إلى أن مستشفيات ديالى تستقبل شهرياً أكثر من 30 ضحية ومئات الجرحى جراء حوادث السير).
واضاف العزاوي ، ان( إحصائية ضحايا ومصابي طريق بغداد - كركوك لفترة الأول من كانون الثاني 2025 لغاية نهاية آب الماضي بلغت 17 ضحية و65 مصاباً ) .
وأشار العزاوي ، الى ان (الطريق يعد الأكثر دموية في حوادث السير بسبب ارتفاع معدلاتها قياسا بالطرق الأخرى وتؤدي الى سقوط عدد ليس قليلا من المدنيين).
وعلى إثر ارتفاع وتيرة الحوادث، أعلنت مديرية مرور ديالى مؤخراً البدء بنصب رادارات على الطرق الخارجية للمحافظة ضمن حملة للحد من الحوادث المرورية ومحاسبة المخالفين، ومن أبرز المخالفات المشمولة تجاوز السرعة أكثر من 100 كم/ساعة واستخدام الهاتف أثناء القيادة، والسير عكس الاتجاه.
من جانبهم قال السائقين علي محمد وسعد عبد اللذين يعملان على نقل المواطنين من بغداد الى كركوك وبالعكس لـ (الزمان) ، ان ( طريق كركوك- بغداد المار عبر محافظة ديالى يعد من أخطر الطرق البرية في العراق بسبب المعدلات العالية لحوادث السير).
واضافوا ، ان (معدل الحوادث على طريق كركوك - بغداد ربما هي الأعلى على مستوى العراق بسبب الزخم الكبير للمركبات ، مطالبين ببناء جسور للمشاة وتحديد سرعة السير ومراقبة الطريق بواسطة الرادار من قبل المرور من أجل تامين عبور الأهالي بين المناطق لتفادي حوادث الدهس التي تؤدي بين فترة وأخرى لسقوط ضحايا).
واوضحوا ، ان (وضع المطبات هي الاخرى احدى الخيارات الاخرى التي من خلالها يتم خفض حجم الحوادث على طريق يصنف على انه طريق الموت بسبب المعدلات العالية للحوادث المؤسفة ).
حوادث مرورية
مؤكدين ، ان (طريق بغداد – كركوك المار عبر ديالى في قضاء الخالص هو واحد من طرق الموت في العراق لكثرة الحوادث المرورية فيه لكثرة الزخم عليه لكونه يربط العاصمة بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الاوسط بإقليم كردستان وما يسببه من وقوع ضحايا وخسائر بشرية فضلاً عن المادية ) .
وخلال السنوات الماضية، عانت محافظة ديالى من ارتفاع معدلات تلوث مياه الأنهار الرئيسية، خاصة نهري ديالى وخريسان، اللذين يشكلان شريان الحياة للمحافظة، إذ تعتمد عليهما الزراعة والمياه الصالحة للشرب والصناعة. رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكروي أعلن ، عن توجيه ثلاث خطوات مباشرة للحفاظ على بيئة الأنهار في المحافظة، مشيراً إلى أهميتها الكبيرة كمصدر حياة لمئات الآلاف من السكان .وقال الكروي لـ (الزمان)، إن (الأنهار الرئيسية في ديالى، مثل نهري ديالى وخريسان، تغذي المدن والقرى والقصبات المترامية، ويجب الحفاظ على نظافتها وعدم تلويثها عبر الصلاحيات المتاحة للمجلس).
وأوضح الكروي ، أن (التوجيهات الثلاثة التي أقرها المجلس تتضمن اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يلوث الأنهار عبر رمي النفايات أو مياه الصرف، إضافة إلى إمكانية بناء أسوار حول بعض الأنهار داخل الأحياء القريبة من القرى لمنع التلوث، وإطلاق ندوات توعوية على مستوى المحافظة لتثقيف الرأي العام بخطورة تلويث المياه وإمكانية تسببها في العديد من الأمراض).
وأشار الكروي إلى أن (هناك قلقاً من تجاوزات كبيرة على الأنهار الرئيسية، وسيُعقد اجتماع مهم مع الجهات التنفيذية لرفع هذه التجاوزات والحفاظ على بيئة الأنهار)، مبيناً أن (المجلس يولي الملف البيئي أهمية خاصة، لأنه يرتبط بشكل مباشر بصحة السكان ومعيشتهم اليومية).فيما يؤكد خبراء أن (حماية الأنهار في ديالى مسؤولية مشتركة بين الحكومة المحلية والمواطنين، إذ لا يمكن لأي إجراءات رسمية أن تنجح من دون التزام مجتمعي بعدم تلويث المياه ) .حيث قال الخبير البيئي ابراهيم الشمري ، أن (تلوث أنهار ديالى وصل إلى مستويات مقلقة للغاية، وهو لا يقتصر فقط على تغير لون المياه أو انبعاث الروائح الكريهة، بل يتعداه إلى تهديد صحة السكان بشكل مباشر).
وأضاف الشمري لـ (الزمان) أن (التقارير الميدانية تشير إلى انتشار أمراض معوية وجلدية بين سكان القرى المطلة على الأنهار، نتيجة استخدام مياه ملوثة في الاستهلاك اليومي، فضلاً عن انعكاس التلوث على القطاع الزراعي الذي يعتمد على الري من هذه الأنهار).
وأوضح الشمري، أن (المشكلة الكبرى تكمن في غياب محطات معالجة مياه الصرف الصحي الفعالة، إذ يتم تصريف كميات كبيرة من المياه الملوثة مباشرة إلى الأنهار دون معالجة، ما يؤدي إلى تراكم الملوثات الكيمياوية والعضوية ، مقترحا جملة حلول عاجلة للحد من تفاقم الأزمة، أبرزها إطلاق مشاريع حكومية عاجلة لإنشاء محطات معالجة حديثة، وتغليظ العقوبات على المخالفين ممن يلقون النفايات في الأنهار، إضافة إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في حملات التوعية البيئية).