الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة في كتاب الكتابة والشفوية   غريغور شولر


قراءة في كتاب الكتابة والشفوية   غريغور شولر

 نجم الجابري

 

صدر الكتاب عام 2016 عن المركز الثقافي للكتاب في المغرب ترجمة رشيد بازي ب 240 صفحة حجم الكتاب متوسط ويتكون الكتاب من سبعة فصول قدم المؤلف خلالها بيانات وأدلة خطيرة كما وصفها الباحث الاسلامي كمال الحيدري الذي يرى أن هذا المؤلف اخطر كتاب قرأه وتمكن الباحث من خلال مراجعة أبحاث المستشرقين والعرب المسلمين من إثبات شفهية نقل القرآن والحديث في بداية الإسلام حتى القرن السابع  الميلادي بالنسبة للشعر والحديث والسيرة اما القران فتم جمعه من الحفاظ في زمن عثمان بن عفان

القرآن أول كتاب

في الفصل الأول من الكتاب يقدم المؤلف بعد مقدمته الطويلة للكتاب البراهين التي تثبت الشفوية والكتابة في الجاهلية والقرون الاولى لبداية للاسلام مذكرا بأن القرآن أول كتاب في الإسلام وان المسلمين أصدروا صحيفة المدنيه تسمى (دستور المدينه) صفحة 35 من الكتاب كما كان تكتب الوثائق والعقود والديون كما ورد في آية 28 في سوره البقره وان النبي محمد ص ارسل رسائل الى الملوك يدعوهم الى الإسلام وفي الشعر أيضا سيما شعر تلك المرحلة حيث يبين كما قال قيس ابن الخطيب المتوفى سنة 620 ميلادية في قصيدته:

 لما بدت غدوة جباههم

 حنت الينا الأرحام والصحف

ويقصد بالصحف المعاهدة التي أبرمت بين قبيلتين

خزن الوثائق

هناك شهادات متعددة تؤكد ان الوثائق تخبئ في الأغماد او تبقى معلقة في السيوف في حين يخبرنا المسعودي ان هارون الرشيد وضع العقد بين ولديه الأمين والمأمون في الكعبة كما في مروج الذهب ويذكر المؤلف أن الرسول كان يضع الوثائق او يودعها عند اسر ذات مكانة خاصة يدون فيها الديات التي يجب تسديدها كفدية في حالة قتل وذلك باغناء الشروط الواردة في القران الكريم متعلقه بهذا الموضوع  (غولدتسيهر)

ويحدد الباحث اسلوب حفظ ونقل الشعر من خلال التداول مشافهه ودور الكتابه في نقل الشعر واخبار العشائر صفحه 41 ويذكر ان شيوخ العشائر وحفظتها والنساء يقومون بهذا الدور ويذكر ان الرواه قديما  تصلح من اشعار القدماء وهناك شهادات متعدده تؤكد وجود هذا المنحى منذ بداية الاسلام ويستشهد بالقول ان الفرزدق وجرير دفعوا رواتهم الى العمل على صقل اشعارهم كما يستشهد بقول ابو فرج الاصفهاني في كتاب الاغاني عن هذا الموضوع صفحه 44 ويستطرد بان هناك ادب مسيحي قبل الاسلام ويذكر ان عمر بن الخطاب عن روايه الخطيب البغدادي نسخ كتابا من اهل الكتاب وعرضه على الرسول ما اثاره غضبه فالامر السائد انذاك لا كتاب سوى القران كما قام عمر  نفسه معاقبه رجل من عبد القيس ضربا لانه نسخ الكتاب دانيال صفحه 58 في الفصل الثاني من الكتاب يخصص الباحث حول القران والقراء مشيرا الى ان القران اول كتاب  ظهر في الاسلام وبعيدا عن قصة جمع القران وتلف  النسخ الاخرى وتوزيع النسخةالرسميه على الامصار يقول ان الروايات تتحدث عن عمليات جمع القران اخرى تكفل بها افراد مباشره غير التي تكفل بها ابو بكر وعمر وربما مزامنة لهاوقد اشارت الايه 51 العنكبوت على مبدا التلاوه تبين ان المبدا القائل بالعرض الشفوي وبتلاوه النصوص لم ينمح تماما حتى بعد ظهور المبدا الاخر والقائل بتدوين الوحي اللجوء الى الكتابه والتلاوه والنشر بالطريقتين وفي غياب مجموعه ذات صبغه رسميه للقران ظهرت اختلافات شديده حول الروايات وبداء النزاع يظهر بين القراء حول الاشكال السليمهللنص القراني وفي الحقيقه يقول هذه يقول هذه الخلافات كانت في حياه الرسول على هذا الموضوع وكان يتدخل لحسمها

اشكاليه تحسين النص  في الشعر كان الرواة يصحون للشعراء اشعارهم وكانت  امرا طبيعيا ويتم قبولها كونها مستحبه اما في النص القراني فتعد مسا بالوحي الالهي وتعد من الامور المشينه والاخطر انها كانت تظهر في صفوف الجيش ولهذا وبناء على ما تقدم اقترح كما يذكر الباحث القائد حذيفهجمع القرآن على عثمان  في صفة رسمية في مصحف واحد وقام به زيد بن ثابت واخرون وبعد ذلك اصبح القرآن يتلى ويكتب في حين بقي الشعر حرا في نقله وشفائيا بالطبع

القراءات السبع

 ص 72 يذكر الباحث في القرن العاشر الميلادي تم الاعتراف من السلطات السياسيه والدينيه بشرعيه سبع قراءات اسسها سبع قراء اشتهروا بتلاوتهم القران في القرن الثامن  الميلادي

وهم نافع في المدينه وابن كثير في مكه وابن عمرو بنالعلاء في البصره وابن عامر في دمشق واخيرا عاصم وحمزه بن حبيب والكسائي في الكوفه وكانت تحدد القراءه بعد ان يسمع الشيخ التلاوه اثناء الدرس ويصحح

السير ه والحديث والتفسير صفحه 78 الفصل الثالث

وفق ماورد في المرويات فأن بعض الصحابةالمعاصرين للنبي محمد ص كانوا يدونون بطريق غير منتظم اقواله كما يذكر الخطيب البغدادي صفحه 64 ولقد روي عن ابن عباس وهو مؤسس مفترض العلم تفسير القران انه كان يتوفر على الواح كان يدون فوقها بعض افعال الرسول  كما روي عن صحابي اخر يدعي اباشاه انه دون بالكامل خطبه النبي في فتح مكه

في حكم الامويين قام مجموعه مكلفه من السلطه بالبحث عن كل المعلومات المتعلقه باقوال النبي وافعاله والروايه المعاصرين الماده السرديه التي قاموا بجمعها وذلك على انه ينبغي العمل على تحديده وقد اعتمد على الذين بقوا على قيد الحياه من الصحابه ويذكر المؤلف عدد كبير من الرواه للسيره مثل عروه من الزبير ابن اخت عائشه زوج الرسول وقد ورد ان عروه احرق ما كتبه وتندم عليه بعد ذلك 175 صفحه 89 وقد نظم عروه ماجمعه من روايات على شكل كتاب  سماه المغازي ويعتبر عروه المدرسة

المدنية للتاريخ كما يقول بعض المستشرقين ولا ننسى مجاهد بن جابر ممثل المدرسه المكيه وتفسير القران وهو لا ينتمي الى مجموعه السبعه اصحاب القراءات وكانت له طريقته الخاصه في القراءه تدعى الاختبار او الاختيار (ابن الجوزي )خامس ط 41 مخطوط تفسير ورقاء والزهري وتدوين المرويات صفحه 96 الفصل الرابع البلاط والادب صفحه 105 الاعتراض على مبدا التدوين اي تدوين المعرفه كان قائما على الخصوص في المدينه في البصره والكوفه خاصه عندما يتعلق الامر بالاراء الفقهية والاخبار المرتبطه بالنبي لان هذا التحفظ ينعدم في المدارس ويقوم التلاميذ بتدوين ما يصدر من الشيخ والتاكيد بان الهدف من الكتابه هو الاستعانه على الحفظ .

رغبات خاصه بالاوساط المقربه من البلاط

سعى الامويون على الحصول علىالمعرفة من اجل ملأ خزاناتهم بكتب الحديث واخبار السيره وايام العرب وكانوا يستدعون العلماء الى قصورهم ولقد امر معاويه بتدوين روايات مزعومه على انها تاريخيه متعلقه بتاريخ العرب القديم والتي دأب عبيد بن شريه اليمني على روايته له كل مساء ورفض ابو هريره طلب مروان ان يدون الحديث قائلا ارو كما روينا اي مشافهه( الخطيب البغدادي )اما زياد بن ابيه حاكم معاويه على العراق والذي عانى من اصوله المتواضعه وغير العربيه او المجهولة امر بتأليف كتاب مثالب العرب وقد سلم الكتاب الى ابناءه  قائلا استظهروا به على ال عرب فانهم يكفون عنكم .

كتاب الاداره ودورهم الادبي قبل سقوط الامويين نشا ت طبقه اجتماعيه تضم افراد على قدر كبير من المعرفه تمكنت من احتلال مكانه  الى جانب العلماء المتعاطين للعلم على الطريقة التقليديه تسمى كتاب  ويعملون في ديوان الرسائل  تتضمن مولفاتهم ترجمات بتصرف لمولفات بهلويه واعمالهم منها رسائل الى اشخاص كاالخلفاء والامراء وكتاب الدوله او غير ذلك منهم ابن المقفع اشهراعماله شاهنامة الفردوس  وكليله ودمنه صفحه 118 يظهرلنا الباحث تاثيرالاوساط المقربه من على الحكم على العلماء التقليديين وحسب أهواء السلطهونستنتج من ذلك بان المؤلفات الاولى التي عرفها الادب ال عربي مثل رسائل عبد الحميد  وابن المقفع تمت بتشجيع السلطه الفصل الخامس روح التنسيق التصنيف

في هذا الفصل يناقش الباحث المصنفات الاولى يقول ابن حجر العسقلاني في مقدمه مؤلفه الضخم فتح الباري يقدم طرحا لتفسير البخاري (ثم حدث في اواخر عصر التابعين تدوين الاثار وتبويب الاخبار لما انتشر العلماء في الامصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الاقدار فاول من جمع ذلك الربيع بن صبيح وسعيد بن ابي عروييه …الى اخره.

التفسير ص 142 تطور تفسير القران حينذاك فهناك تفسير معمر بن راشد الذي نجا من الضياع وتفسير مقاتل بن سليمان وهذيل الدندائي وادم ابن ابي اياس ويعد تفسير مقاتل ومعمرضخمان من حيث الحجم

كما شملت حركه التصنيف تاريخ الامبراطوريه وعلم الكلام وكتب الحديث والصحاح  الفصل السادس نشاة العلوم النحويه صفحه 163 بدايه تلقين علوم اللسان واللغه شهد تلقين علوم اللسان واللغةفي القرن الثامن الميلادي خاصة في البصرة والكوفة رغم ان بداياته احتمالا في القرن السابع الميلادي أما مايخص  النحوانه وحسب الروايات المتعارف عليهااسس من طرف ابي الاسود الدؤلي حاكم الكوفه المتوفى 69هج والذي تكلف بامر من الخليفه علي بن ابي طالب بتشكيل المباديء الاوليه للنحو وذلك قصد الضمان قراءه صحيه للقران واسهب الباحث في خصائص مدرسه الكوفه والبصره بموضوع التلقين بعلوم اللسان وعرج على الخليل بن احمد الفراهيدي وتاليفه كتاب في النحو صفحه 166

كتاب سيبويه صفحة 168

 من بين كل الكتب المتعلقه بالنحو التي نجحت  من الضياع كتاب سيبويه والكتاب  اول كتاب بالمفهوم الحقيقي لهذه الكلمه انه كتاب بامتياز وكون الكتاب ليس للطلاب بل القراء وما احتواه من توبيبوتصنيف وتاريخ النحو والصرف وسمي مؤلفه قران النحو

ومضى الباحث ص176 للتمييز ماده علم المعاجم عن العاده فالعلماء المهتمون بالمعاجم يكرسون جهودهم لدراسه كلام العرب وغريبها وروايه الشعر وحفظ الغريب ويعتبر كتاب العين اقدم مؤلف عربي في عالم المعاجم ويعالج البحث على التصنيف في علم المعاجم ولعل الاقدم كتاب ينتمي لهذا الصنف وهوغريبالمصنف لابي عبيد المتوفى 224 ميلاديه اما كتاب العين والاسئله تطرح حول مؤلفي صفحه 182 فيقول لا يمكن اعتبار كتابه غريب المصنف بقدم كتاب المفهوم الحقيقي لهذه الكلمه ظاهره في علم المعادن العربيه قبل ان يولف سيبويه كتابه ويذكر ان المشكله الاساس الذي يطرحه الكتاب يتعلق بمؤلفه والسجال الذي ظهر في هذا السياق معقد الى حد كبير اي ان اي في المرحلهالتي شهدت نشاط علم اللغه العربيه فمن جهه ينسب هذا المؤلف الى الخليل بن احمد النحوي الكبير ومؤسس العروض العربي من جهة اخرى رفضها فريق اخر

هذه الفرضيه بكل قوه الفصل السابع الكتابه بين القراءه والسماء صفحه 191

يتحدث كاتبه عن بدايه استعمال الورق في الشرق اواخر القرن الثامن الميلادي بعد القرطاس بالاضافه الى الرق ومواد اخرى الجاحظ الكتب المؤلفه قصد القراءه شهدت صفحه واحد 191 شهدت تلك المرحله ظهور كتاب يقومون بتعليم كتب بالمفهوم الحقيقي لهذه الكلمه كما تم ظهور جمهور واسع من القراء واشهر كتاب هذه المرحله الجاحظ  وابن ابي

الدنيا ومايميز ادب الجاحظ هو المجهود الذي كان يبذله  للاستفاده من الارث  من الادبي والدين المحلي 196 باعتباره  من البصره واستمع الى دروس علماء اللغه المعروفين انذاك كالاصمعي وابي عبيده كذلك تناول البحث ابن قتيبه الذي يعده الباحث ند الجاحظ وهو من اصل فارسي. علم التاريخ صفحه 200 يتناول الباحث في هذا المجال المؤرخ ابن هشام الذي قام باعاده الاخبار التي رواها ابن اسحاق حول الرسول  ويعتبر الطبري اكبر مؤرخ  استطاع ان يعطي المصنف شكله النهائي ومؤلفه تاريخ الرسل والملوك يعتبر من اهم المؤلفات التاريخيه الجامعه

التاريخ الادبي والشعر صفحه 202 يعد كتاب ابي فرج الاصفهاني  الاغاني أهم  مولفات القرن التاسع والعاشر الميلاديين  كما قارب المؤلف موضوع الكتيبات وردود الافعال الرافضه لترك الروايه بالسماع كما يقل استعمال الروايه بالصناعه في تلقين الطب مجالا واسعا في بحث المؤلف 

الخلاصة

إذا ما استثنينا الأدبين الصيني والهندي فلا يوجد أي أدب بامكانه الوصول الى مستوى الادب العربي من حيث الانتشار والتنوع في البدء كان كتابا واحدا وهو القران اضافة الى سيرة النبي وأقواله كما تشير الى تأثر الرواة المسلمين بالتلمود ويعد التعليم بالسماع والقراءة مظهران رئيسيان في التعلم وهنا نسجل  على هذا الباحث ان رواه السرد والامثال القصة التراثية كان يتداولها الحكواتي في مجالس العرب كما لم يشير الى الروايات المنقولة عن النبي من خلال أهل بيته الذين هم أقرب الخلق إليه ولم ينتبه لاقوال وادعية صدرت عن الإمام الباقر وقبله السجاد في العصر الأموي الأول مثل الصحيفة السجادية وعدم تصنيفها ضمن مؤلفات الأدب العربي الغني وقد اتلف بسبب الغزوات والحروب والصراع السياسي كما تم التلاعب بالأحاديث وتجييرها للسلطة التي تحكم خاصه الامويين والعباسيين كما اعتمد الباحث على مصادر من جهه واحد ولم يقارب مصادر اخرى في نفس الزمن ودراستها ومعرفة مصداقيتها من غيرها.كانت معاصرة لمصادره ولا يخفى ما روي عن ان النبي كان يملي على علي ابن ابي طالب الآيات التي تنزل ويذكر تفسيرها وسبب نزولها كون القرآن نزل على النبي على شكل آيات احيانا .والله وراء القصد


مشاهدات 461
الكاتب  نجم الجابري
أضيف 2025/08/31 - 3:00 PM
آخر تحديث 2025/09/03 - 12:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 59 الشهر 1507 الكلي 11419380
الوقت الآن
الأربعاء 2025/9/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير