دراسة تحليلية تشخّص خطوات تجاوز أخطاء المدفعجية الموسم المقبل

بغداد - علاء عبدالله

ستة مواسم قضاها ميكيل أرتيتا مدربا لارسنال، دون أن يحقق أحلام إلادارة أو الجماهير، في إحراز بطولة الدوري الإنكليزي التي إحتفل بها للمرة الأخيرة عام 2004 وقد يكون هذا الموسم ,مفترق طرق في علاقة ارسنال  بالمدرب الإسباني الذي أشرف على مشروع النادي منذ أن اشترى الأميركي ستان كرونكي الحصة الأكبر فيه.

  لذلك فقد تحرك  أرتيتا في سوق الانتقالات بطريقة ذكية ومؤثرة، وعمل على سد الثغرات، بل وإضافة أسماء  أخرى  لن تلعب  دور البطولة، لكنها ستعطي الإضافة المنتظرة  متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.

سجل الاصابات

وقد وضع المدرب الإسباني نصب عينيه سجل الاصابات لعدد كبير من لاعبيه خلال الموسم المنصرم حيث تعرض 20 لاعبا من الغانرز  ل38  إصابة خلال الموسم المنقضي، أثرت بشكل كبير على حظوظ الفريق في منافسة ليفربول، حيث قلت عدد التسديدات  في موسم 24/25 عن الموسم الذي سبقه من 657 إلى 546 تسديدة وتراجع عدد اهداف المدفعجية من91 هدف إلى 69 هذه الأرقام جعلت المدرب الاسباني  يفكر في نوعية لاعبين بإمكانها أن تكمل الموسم بأقل عدد  من الإصابات, كما سعى لتعزيز قائمة البدلاء، خصوصا ان الفرق في إنكلترا تلعب في 4 بطولات محلية وهناك 6  فرق إنجليزية بينها ارسنال  ستشارك في بطولة خامسة ,وهي دوري أبطال أوربا . وهذا يحتاج لقائمة لاتقل عن 23 لاعبا بمستويات فنية، وقدرات تكتيكية  متقاربة.

ومع أن ارسنال يملك أقوى خط دفاع، حيث لم يتلقى سوى 34 هدفا، وخرج بشباك نظيفة في في 13 مباراة  ( الأكثر في البريمير ليغ) ورغم وجود اسماء مثل الفرنسي  وليم ساليبا والهولندي جوارين تيمبر والانجليزي بن وايت والبرازيلي جابريل  والايطالي كالافيوري و الأوكراني زنتشنكو   إلا أن أرتيتا عزز دفاعاته بشاب يعتبر من بين افضل، 5 مدافعين في العالم تحت سن 21 سنة وهو الإسباني كرستيان موسكيرا  الذي أكمل الموسم من دون إصابات ولا بطاقات حمراء مع فريقه السابق فالنسيا ,حيث سيكون عنصرا مهما  في تشكيلة أرتيتا خصوصا في ألعاب الهواء إذ يبلغ 191 سم أما بالنسبة لخط الوسط الذي كان مكمن الضعف خلال الموسم المنصرم، حيث ان الفريق يأتي في المركز السابع على مستوى صناعة الفرص في الدوري الإنكليزي، وهو رقم لايمكن قبوله في فريق يسعى للقب.

تعاقدات جديدة

وهذا دفع المدرب للتحرك صوب هدف ريال مدريد، ( ايغور زوبيميندي) 25  سنة، الذي حاول ليفربول كثيرا خطفه من  ريال سوسيداد، لكنه فضل خوض تجربة صعبة مع مدرب، معروف بإعطاء الحرية، للاعبي الوسط، و زوبيميندي  لاعب يميل  للتقدم ومساندة المهاجمين والتسديد من خارج المنطق  كما يملك معدلا ممتازا في دقة التمرير.

أضف إلى ذلك فقد ضم آرسنال لاعب برينتفورد كرستيان نورغارد الذي سيعوض رحيل توماس بارتي و جورجينيو وهو لاعب بمواصفات دفاعية يعتمد عليه الفريق في التصدي للهجومات المرتدة قبل وصولها لمنتصف الملعب,حيث عانى منها الفريق ,وقبل أهدافا ساهمت في تراجع نتائجه.   وعلى مستوى الهجوم فقد وجد أرتيتا أن البرازيلي مارتينيلي لا يقوم بالدخول إلى العمق ولا يجري كثيرا عندما تقطع الكرة من ارسنال، إضافة لغيابه المتكرر نتيجة الإصابة، لذلك استقطب الإنجليزي نوني مادويكي من تشيلسي ورغم ان مادويكي  لايشغل مركز  المهاجم الصريح لكنه سجل 7 أهداف وصنع 3 مع انه لم يشارك  في أغلب مباريات الموسم الماضي, ولدى مادويكي ميزة إضافية، وهي قدرته على  شغل مركز الجناحين الأيمن او الايسر، وممكن أن يعوض مارتينيلي أو بوكايو  ساكا، مايعطي المدرب مرونة تكتيكية ، وعمقا في التشكيلة.

فشل برازيلي

وبما ان أهداف ارسنال في تناقص من موسم لآخر بسبب فشل البرازيلي جيسوس و البلجيكي لياندرو تروسارد والالماني هافرتز، فكان على أرتيتا أن يفكر بهداف من الطراز الرفيع، لا يقل عن هالاند او هاري كين او ليفاندوفسكي، ليجد ضالته في السويدي فيكتور  جيوكيرس الذي سجل مع  سبورتينج لشبونة البرتغالي 66 هدفا في 68 مباراة، وهو لاعب ممكن أن يكون محطة لزملائه القادمين من الخلف او المنطلقين على الاجنحة، وممكن أن يستلم تحت الضغط داخل منطقة الجزاء، و بإمكانه  أن يطلب الكرة خلف المدافعين مستغلا سرعتة وقوته في الإلتحامات، لذلك ينتظر ارتيتا من اللاعب السويدي أن يكون المنافس الأول لمحمد صلاح وهالاند على لقب الهداف.بعد كل هذه التعزيزات، التي كلفت حتى ابرام صفقة السويدي جيوكيرس 229يورو ، فإن أرتيتا مطالب أمام إدارة النادي الأميركية، من جهة، و جماهير ارسنال من جهة أخرى، أن يحقق ماعجز عنه النادي اللندني على مدار اكثر من عقدين من الزمن، وهو الفوز بلقب البريمير ليغ، بالإضافة إلى محاولة تكرار إنجاز الفريق الموسم الماضي بوصوله إلى نصف نهائي اليوفا  تشامبيونز ليغ, بعدما أقصى حامل اللقب ريال مدريد، اما اذا كان الموسم المقبل شبيها بما سبقه من مواسم فسيكون على ارتيتا ان يحزم حقائبه ويترك كرسي قيادة المدفعجية ,لقائد آخر، بعدما اخذ الوقت الكافي لتطبيق أفكاره.