كلمات على ضفاف الحدث
حضارة مجاميع التسوّق وما يأتي أخطر
عبد الـله عباس
يحصل وبحكم العمل ومن دون اختيارنا ‘ نلتقي بأشخاص من النوع يكون قضاء الوقت معهم نوع من العقوبه النفسيه نضطرقبوله رغم مرارته ‘ اقبح نموذج لهكذا بشرهو ان يكون من النوع المصاب بداء (الغرور) ‘ وألأقبح اذا كان المغرور في موقع المسؤولية .
ومنذ العقدين الاخيرين في حياة البشرية ولزيادة ظهور نماذج ( التجاراللذين يمارسون السياسة) ‘ بدء الواعين من البشر يحذرون من تغييرات تحت عنوان عصر التطور والنهضة البشرية في الحياة الجديدة ‘‘ على أساس أكثر تطورا..!!! واتذكر في تلك المرحلة ‘‘ كتب اكثر من اصحاب الاقلام ذات الفكر و القدرة على قراءة الوضع السائد و خطواته تحت وطأت متطلبات العصر .حذر بعض هؤلاء من أن الخراب يبداء عندما يصل (التاجر) بمعناه العملي طامع فقط في الربح عند وصولهم الى مصدر القرار ‘ وأشارو في تحذيراتهم ان هذا الحدث اذا فتح له الباب يبداء ويستند على مرونة اختيارالناس ( الجهلة ) لادارة الامور بحيث يكون وعلى يدهم مواجهة الفسادة في الادارة لاتخاذ الاولوية بسبب عدم الخبره و الوعي لمن يديرورن العمل وهذا الخطر العظيم يبداء بالخطورة من القاعدة .
عمل صحفي
اتذكر انه في اواسط السبعينات القرن الماضي ‘ حصلت الموافقة لفتح مكاتب للصحف والمجلات كانت تصدر من مؤسستنا (دارالثقافة والنشر الكردية)‘ أذ لابد من تأمين العاملين اللذين لهم القدرة على ادارة هكذا مكاتب اولها خبرة في العمل الصحفي والثقافة والامور الادارية ‘ لا اتذكر كيف مرت الامور الادارية كتعيين وضمان مقر المكاتب في مركز المحافظات الثلاثة لاني كنت منشغل في مسؤوليتى كمدير التحرير لصحيفة (هاوكاري) الى ان فاجأني المدير العام للداربتكليفي للذهاب الى مكاتب الثلاثة لتقييم وضعهم العملي الثقافي والاداري ‘ في اول مكتب زرنا ونحن معنا الكتب ولاوامر الادارية الصادرة من دارنا حول العاملين في المكاتب ونشاطاتهم و ....ألخ ‘ عند دخولنا للمكتب تفاجاءنا بوجود عامل الخدمة (فراش) فقط ‘ سألنا عن مسؤول المكتب و العاملين الاخرين ‘ قال لنا ان مسؤول المكتب ذهب ليتغدى و سالت عن الاخرين ‘ فالرجل وببساطة عادية قال : ماكو أخرين ‘ قلنا له : كيف المفروض عدى مسؤول المكتب متعينين محررومحررة وسيدة متعينة للادارة ‘ فاجاءنا الرجل بان السيدات هن ام المسؤول و زوجته و المحررالاخر اخوه ....!!!(واثناء تحقيق كشف ان ثلاثي المكتب لايعرفون القراءة والكتابة ...!!!) هكذا فأن الصعوبة بالنسبة لمن يريد ان يسير على طريق الفساد فقط يحتاج جرأة الخطوة الاولى .
للكاتب المسرحي الفرنسي المعروف مولير مسرحية شهيرة بعـــــــــــنوان ( البخيل ) يربط فيها ظاهرة البخل عند الانسان بشكل مبالغ ‘ بقضية الاقتصاد حيث يظهر أن الذين يخشون من اي اهتزاز في وضعهم الاقتصادي لهم الخوف ‘ ان يؤدى بهم الى الدرك السفلي في الموقع الاجتماعي ‘ فيختارون لمنع حصول هذا الى تشديد الحرص على عدم الأسراف و التمسك لحد المبالغة ببرمجة الصرف يمنع اي تدهور في وضعهم الاقتصادي في السوق والمجتمع ليمنعو بذلك الأضرار بوضعهم الاجتماعي معتمد على الثروة اساساً ‘ وفي بعض الاحيان ‘ وعندما تصل هذه الظاهرة لديهم لحد ان يجوعون انفسهم (كما في الشخصية الرئيسية في مسرحية البخيل ) تحت عنوان خوف من غدرالزمان كما نقول نحن ..!!
مما يؤدي الى ظهور وبوضوح ظاهرة البخل كظاهرة سلبية مضرة لاكثر من جانب من جوانب حياته ‘هكذا يظهر ان البخل في الاغلب دافعه اقتصادي .
اذا ‘ لنساءل : ماذا يدفع الأنسان أن يختار بل يصاب بداء الفساد ؟ ببساطة بعض الخبراء يقولون : مرض الشعور بالنقص …!!!! ويقولون ان هذا الشعور عندما ينفخ (ان صح التعبير)بصاحبه ويحصل في غفلة من الزمن يصل المنفوخ موقع هو نفسه لايصدق بانه يستحقه يتحول الشعوربالنقص الى شعور بداء عظمة كاذبة ‘ وعندما يرى نفسه تحت يديه من موقع المسؤولية اناس لاحول لهم ولا قوة ‘ عندها على هؤلاء الناس المساكين القول : ياساتر يارب …!!
مقالة قصيرة
نشر ريوائي برتغالي حائز على جائزة نوبل (جوزيه ساراماغو) في كتابه (المفكرة) مقالة قصيرة، يصف فيها العصر الحديث الذي نعيشه، فيقول:
في كل يوم تختفي أنواع من النباتات والحيوانات، مع اختفاء لغات ومهن. الأغنياء يزدادون غنى والفقراء دومًا يزدادون فقرًا. في كل يوم على حدة ثمة أقلية تعرف أكثر، وأخرى تعرف أقل. الجهل يتسع بطريقة مخيفة حقًا. في هذه الأيام نمر بأزمة حادة في توزيع الثروة. فاستغلال الفلزات وصل إلى نسب شيطانية، الشركات المتعددة الجنسية تسيطر على العالم. لا أعرف إذا ما كانت الظلال أم الخيالات تحجب الواقع عنا. ربما يمكننا مناقشة الموضوع إلى ما لا نهاية.
ما هو واضح حتى الآن هو أننا فقدنا مقدرتنا النقدية على تحليل ما يحدث في العالم. إذ نبدو محبوسين بداخل كهف أفلاطون. لقد تخلينا عن مسؤوليتنا عن التفكير والفعل.
فقد حولنا أنفسنا إلى كائنات خاملة غير قادرة على الإحساس بالغضب، وعلى رفض الانصياع، والقدرة على الاحتجاج التي كانت سمات قوية لماضينا الحديث – إننا نصل إلى نهاية حضارة ولا أرحب بنفيرها الأخير.
إن مجمع التسوق (المول) هو رمز عصرنا. لكن لا يزال ثمة عالم مصغر ويختفي بسرعة، عالم الصناعات الصغيرة والحِرف. ففي حين أنه من الواضح أن كل شيء سيموت في النهاية، ثمة أشخاص كثيرون لا يزالون يأملون في بناء سعادتهم الخاصة، وهؤلاء آخذون في التقلص.
إنهم يرحلون مثل المهزومين، لكن كرامتهم محفوظة، يعلنون فقط أنهم ينسحبون لأنهم لا يحبون هذا العالم الذي صنعناه لأجلهم.