يوتيوبر
مصطفى عبد الحسين اسمر
أجمل اللحظات عندما تلتقي بممثل محلي او عالمي وخاصة ان كان لقائك به صدفة، اذكر عندما كنت صبيا لم اعلم ان والدي صديق للممثل العراقي الكبير سليم البصري أحد ابطال المسلسل الخالد تحت موس الحلاق. كدت اطير من الفرحة كان في منتصف الثمانينات كان رغم كبر اعماله الا انه بسيط جدا ومتواضع وكيف انه سلم علي وصافحني وانحى كما ينحي لملك و قبل راسي الصغير كنت اساله وهو مشغول في الحديث مع ابي رغم كثرة أسئلتي كان يجيبني كنت اساله عن اخر اعماله و عن الفنانين ،ابي يعمل نجار وسليم البصري كان يريد من ابي اصلاح أبواب الخشب في منزله وابي طلب مني وقال (ع مهلك يا ولدي بالأسئلة مع الأستاذ) لكن البصري كان يحب ان اسأله أكثر وقال لابي (دعه يسال تبدو عليه علامات موهبة التمثيل) وانا عندما سمعت كلامه اخذت اؤدي دور سليم البصري في مسلسل تحت موس الحلاق ب شخصية حجي راضي وطلبت من اخي ان يؤدي شخصية عبوسي لحمودي الحارثي. ومرة أخرى في بداية شبابي التقيت الفنان الراحل راسم الجميلي واخذت منه توقيعا.
حاليا انا أرى كل يوم الاف الممثلين، ولكن دون ان اعرف أحدهم او اخذ معهم سيلفي. معظمهم بدون اعمال تذكر ولا يحتاج منهم شهادة معهد فنون او كلية الفنون الجميلة فقط هاتف او كاميره رقميه. اعمال هابطه نساء بدور رجال.. رجال متبرجين كالنساء أحدهم أدى دور فتاة وكان متبرج وكأنه عروس لحظة زفافها!
البعض يؤدي تمثيل الروماني ممثل واحد لكل الأدوار والبعض فريق عمل وجميعهم بدون هدف. أحد الشباب اضطر لتقديم عرض بهلوني وكسر قدمه فقط من اجل المشاهدات والاخر يلقي نكات والكلام السياسي والتهديدات ودعايات الطائفية و العنصرية كلها من اجل المشاهدات تيك توك و يوتيوب.
انا برائي الشخصي ان الممثل الناجح لا يحتاج ان يجبر الجمهور على متابعة اعماله انما الجمهور يتابعه بسبب نجاح ادواره ونشره للثقافة فالممثل لقاح الثقافي للوعي الشعبي.
لكن بحر اليوتوبر توسع ولم يترك لسيلم البصري ولا راسم الجميلي مكان .مسحوا الضحكة ورسموا مكانها استهزاء هابط بلا معنى من اجل المشاهدات وتقبل النقد لاذع.
المسرح والسينما لليوتوبر والتيكتوكر ..انه الفن المعاصر الهابط.