فرنسا تطلب من الصحفيين دخول غزة لإظهار ما يحدث من مجازر
باريس - سعد المسعودي
دقت «جمعية الصحافيين» في وكالة الأنباء الفرنسية ناقوس الخطر يوم الإثنين 22 تموز، ودعت إلى «تدخّل فوري» من أجل إنقاذ الصحافيين المستقلين المتعاونين مع الوكالة في قطاع غزة
وأشارت الجمعية إلى حالة أحد هؤلاء الصحافيين، ويدعى بشار البالغ من العمر 30 عاما، الذي يعيش مع عائلته في مدينة غزة، والذي أفاد يوم الأحد 20 تموزبأن شقيقه الأكبر «توفى جوعا.»
وقالت الجمعية، في بيانها مؤكدة لقد فقدنا زملاء في النزاعات وسجلنا اصابات واعتقالات في صفوفنا لكن لا أحد منا يتذكر رؤية زميل يموت جوعا
كما ذكرت الجمعية بأن «منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر(2023)، منعت إسرائيل دخول جميع الصحافيين الدوليين إلى قطاع غزة»، ما دفع الوكالة، إلى جانب مؤسسات إعلامية أخرى، إلى الاعتماد على صحافيين محليين مستقلين، أصبحوا اليوم المصدر الوحيد لنقل الأخبار من غزة إلى العالم.
لكن حياة هؤلاء الصحافيين الذين يوصلون صوت غزة للعالم ،باتت في خطر»، بحسب الوكالة، التي دعت السلطات الإسرائيلية إلى «السماح بإجلائهم الفوري مع عائلاتهم
ومنذ أشهر، ونحن نشهد بعجزنا التدهور المأساوي في ظروفهم المعيشية. وذكرت وكالة فرانس برس في بيان صحفي يوم الاثنين أن «وضعهم أصبح الآن غير مقبول، على الرغم من شجاعتهم المثالية والتزامهم المهني ومرونتهم»، في حين حذرت جمعية الصحافيين من خطر «رؤيتهم يموتون.
رؤية زميل
وأكد قسم الصحافة في الوكالة «لقد فقدنا صحافيين في النزاعات، وكان لدينا جرحى وأسرى في صفوفنا، لكن لا أحد منا يتذكر رؤية زميل له يموت من الجوع»».
ويشار إلى أن «فرانس برس» كانت قد أجلت، بين شهري كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل من عام 2024، موظفيها الثمانية وعائلاتهم من القطاع
«مراسلون بلا حدود تطالب بتعليق الشراكة الاوروبية مع اسرائيل»
وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس عن مقتل أكثر من 200 صحفي، بينهم 43 على الأقل أثناء تأدية واجبهم في غزة، وفقاً لإحصاء منظمة مراسلون بلا حدود منذ تشرين الأول 2023، تخشى جمعية الصحفيين الفرنسيين أن «يموت آخر مراسليها على الأرض من الجوع»،
اتفاقية شراكة
كما دعت منظمة «مراسلون بلا حدود الى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ورغم هذه الدعوة التي وجهتها نحو 130 منظمة دولية ونقابة عمالية، الا أن مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، يرفض في دورته الأخيرة التي عقدها في 23 يونيو/حزيران، تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.وأرسلت منظمة مراسلون بلا حدود و59 منظمة دولية رسالة إلى رئيس الدبلوماسية الأوروبية للمطالبة بتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل فورا..
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يوم الثلاثاء 22 تموز/يوليو، إسرائيل إلى السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة، الذي يرزح تحت وطأة حرب إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من عشرين شهرا، وذلك وسط تحذيرات متزايدة من مجاعة وشيكة
وقال بارو للاعلام خلال تواجده في أوكرانيا، يوم الثلاثاء 22 يوليو/تموز «أطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها»، وذلك بعد ساعات قليلة من تحذير وكالة «فرانس برس» من أن حياة الفلسطينين المستقلين الذين تعمل معهم حياتهم في خطر وحضت إسرائيل على السماح لهم ولعائلاتهم بمغادرة القطاع المنكوب.
وعندما سئل بارو عما إذا كانت فرنسا ستساعد في إجلاء هؤلاء الصحافيين، أجاب بأن فرنسا «تعالج هذه القضية»، ثم أضاف «نأمل بأن نتمكن من إجلاء بعض الصحافيين المتعاونين في الأسابيع المقبلة».
العالم يدعو لوقف الحرب.. وإسرائيل توسع عملياتها
عمليات عسكرية
وفي السياق ذاته، دعا بارو إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، بعدما وسعت اسرائيل يوم 21 يوليو /تموز نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ,وقال «لم يعد هناك أي مبرر للعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة».
وجاءت دعوات بارو بعد مطالبة 25 دولة غربية مساء الاثنين 21تموز بأنهاء الحرب في غزة فورا . معتبرة أن معاناة المدنيين الذين تتهددهم المجاعة بلغت «مستويات غير مسبوقة»، معتبرة انه «من المروع أن يكون أكثر من 800 فلسطيني قد قتلوا وهم يحاولون الحصول على مساعدة.».