رحلة عبدالكريم فنية تتجاوز حدود الأسلوب

بغداد – علي إبراهـيم الدليمي

يستعد الفنان علي عبد الكريم، لحدثين فنيين مهمين، حيث سيشارك في ملتقى بصمة المبدعين، الذي تستضيفه موسسة مصر الدولية للفنون بالقاهرة. والمقرر إقامته خلال العام الحالي.وفي الوقت نفسه، يضع عبد الكريم اللمسات الأخيرة لمعرضه الشخصي الثاني عشر في بغداد، الذي سيقام في إحدى القاعات الفنية البارزة بالعاصمة.

وقدم عبدالكريم خلال مسيرته الفنية الطويلة الحافلة، خلاصة تجاربه وبحوثه الفنية المتعددة، مُجسدا بذلك رؤية أسلوبية متميزة، وفكرية متكاملة.

ويرى عبد الكريم أن الإبداع الحقيقي يتجاوز حدود الأسلوب الواحد أو الموضوع المعين، بل يتفاعل مع أحداث وتحولات المجتمع ومتطلباته المتغيرة دائماً. حيث يحرص الفنان على التجديد المستمر لجمالياته الفنية، مواكباً بذلك نبض الحياة المتجدد.

ويتنقل الفنان ببراعة بين مواضيع مختلفة في أعماله: فتارة يرسم الطبيعة ويُبهرنا بأجوائها الخلابة. وتارة أخرى يوثق الفولكلور البغدادي بشناشيله ورموزه الشعبية الجميلة ومساجده المزخرفة. وأحيانًا يغوص في سريالية العشق الإنساني بألوان وتدرجات رومانسية. وفي محطات أخرى يستلهم الخط العربي بأشكاله المميزة ليخلق منه أيقونات جمالية معاصرة على لوحاته.  يُعبر هذا التنوع عن فلسفة الفنان الذي يرفض أن يكون أسيرا لأسلوب واحد، مؤكدا مقولته: «دعوني أحب الحياة كما تشاء إحاسيسي وعواطفي وخيالاتي وألواني». و عبد الكريم عضو فاعل في العديد من الهيئات والمؤسسات الفنية والثقافية المرموقة، منها: نقابة الفنانين العراقيين، وجمعية الخطاطين العراقيين، وملتقى رواد الفن العراقي/ تركيا، وجمعية نجم الدولية للفن التشكيلي، ومجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب – بيت الفنانين العرب. كما شغل منصب الأمين العام لبيت الفنانين التشكيليين العرب «سابقًا». وشارك في العديد من المعارض الجماعية داخل العراق وخارجه، كما أثرى المكتبة الفنية بمؤلفين قيّمين هما: «تجليات لوحة» و»خلف أسوار اللون»، اللذان يضمان مقطوعات نثرية ولوحات فنية.

و نال تقديرا واسعا على أعماله، وحصل على العديد من الدروع والأوسمة وشهادات التقدير. عمل في كلية الفنون التطبيقية، مساهما في إثراء المشهد الفني والأكاديمي.. تفرغ حالياً بشكل كامل للفــن.