الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من التاريخ إلى الجغرافية

بواسطة azzaman

من التاريخ إلى الجغرافية

حسين الصدر

 

-1-

توقِفُك كتب الأدب والتاريخ على مشاهد مهمة في مضمار الكشف عما كان يصنعه بعض الجبارين من الحكّام حيث كانوا يسألون مَنْ لا يعرفهم عن سيرهم وأوضاعهم ويجيب المسؤول الغافل بالحقيقة التي تصدم السائل وتعرفه بحقيقة حاله ..!!

جاء في التاريخ :

انّ الحجاج خرج متصيداً بالمدينة ، فوقف على أعرابي يرعى إبلا فقال له:

يا أعرابي :

كيف رأيتَ سيرة أميرِكُم الحجّاج ؟

فقال :

غشوم ظلوم لا حيّاه الله !

فقال :

فَلِمَ لا تشكوه الى أمير المؤمنين عبد الملك ؟

قال :

فأظلم وأغشم !

فبينا هو كذلك اذ أحاطت به الخيل فأوما الحجاج الى الاعرابي ، فَأُخذ وحُمل ، فلما صار معه قال :

مَنْ هذا ؟

قالوا له :

الحجّاج !

فحرّك دابته حتى صار بالقرب منه ثم ناداه :

يا حجاج

قال :

ما تشاء يا أعرابي ؟

قال :

السر الذي بَيْنِي وبَيْنَك أُحب أنْ يكون مكتوماً .

فضحك الحجاج وأمر بتخليه سبيله .

-2-

والسؤال الآن :

هل يخطر ببال أحد السلطويين المعاصرين انْ يسأل مواطنا لا يعرفه عن رأيه فيه ؟

والجواب :

اننا مع الأسف لا نجد مِنْ السلطويين المعاصرين مَنْ يريد معرفة الحقيقة، ولهذا فهو لا يسأل ولا يلتقي بمن يمكن ان يُسمعه بكل صدق وصراحة  الانطباعات الموجودة عند الناس عنه وعمن معه مِنَ السلطويين الآخرين.

الحجاج على جبروته وقسوته لم يعاقب الاعرابي على صراحته المتناهية وما قاله عنه .

ولكنني لا أستبعد أنْ يقدم السلطوي المعاصر على معاقبة مَنْ يكشف له الحقيقة ويصارحه بها .

-3 -

انّ حفنة مِنَ المتملقين المحيطين بهذا السلطوي أو ذاك يخدعونه بما ينقلون له من أقوال المعجبين والمادحين له وهؤلاء هم المنتفعون منه،

 ولا يُمثلون المواطنين الذين لا تعد مآخذهم على السلطويين ولا تنتهي .

انّ المطلوب مِنَ المسؤول أنْ يكون كبيرَ الاهتمام بخدمة الشعب والوطن بدلاً من ان يكون اهتمامه الكبير بمصالحه ومكاســـبه الشخصية

 

 

 

 


مشاهدات 52
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2025/07/21 - 3:11 PM
آخر تحديث 2025/07/22 - 5:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 183 الشهر 14090 الكلي 11167702
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير