حكومة الإقليم تؤكد حق الأكراد في ميزانية مستقلة

رواتب الإقليم في انتظار تنفيذ الاتفاق المالي وإيرادات النفط

بغداد – قصي منذر

جددت الحكومة الاتحادية، تأكيدها على عدم صرف رواتب موظفي إقليم كردستان ما لم يلتزم الإقليم بشروط الاتفاق المبرم بين الطرفين. وقالت النائبة نرمين معروف إن (اللجنة المالية ضيفت وزيرة المالية طيف سامي، لمناقشة ثلاث قضايا منفصلة لا تتعلق مباشرة برواتب وموازنة الإقليم)، وأضافت إن (الوزيرة أكدت الالتزام بنص الاتفاق، ويتوجب على كردستان تسليم الإيرادات غير النفطية لشهر أيار، والبالغة 120 مليار دينار، والبدء بتصدير النفط عبر ميناء جيهان، وأن تؤكد شركة سومو ووزارة النفط الاتحادية ذلك، لتمويل الرواتب لشهر أيار والأشهر الأخرى).

استئناف تصدير

من جانبها، كشفت نائب رئيس اللجنة المالية النيابية اخلاص الدليمي، عن اجتماع سيعقد بعد بين لجان الاقليم وبغداد، بشأن آلية استئناف تصدير النفط من الإقليم. وقالت الدليمي في تصريح أمس إن (الإنفاق النفطي بين الحكومة الاتحادية والاقليم مستمر، وهناك لجان مشتركة شكلت بين وزارة النفط الاتحادية ووزارة الثروات في الاقليم، وسيعقدون اليوم اجتماعا حاسما)، واستطرد بالقول إن (الاجتماع المشترك بين اللجان سيحدد آلية اعادة استئناف تصدير نفط الاقليم واستلام الإيرادات النفطية وإطلاق رواتب الموظفين للشهر الخامس الماضي)، وأوضحت الدليمي إن (الاجتماع سيحسم آلية تصدير 220 الف برميل وتسليم إيراداته إلى الحكومة الاتحادية، وبعد ذلك ستقوم الحكومة الاتحادية بإطلاق رواتب موظفي الاقليم والتي تبلغ 960 مليار دينار شهريا).

وجدد رئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني، في وقت سابق، تأكيد استعداد حكومته لتسليم النفط المنتج إلى الحكومة الاتحادية، مقابل ضمان صرف الرواتب وتخصيص حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية السنوية، داعيًا بغداد إلى إنهاء ما وصفه بـالعقوبة الجماعية والممارسات غير القانونية والدستورية ضد الأكراد. وجاء تصريح البارزاني خلال تدشينه المرحلة الأولى من مشروع مياه الطوارئ في أربيل، الذي يهدف لمعالجة أزمة الشح المائي في أكثر من 30 حيًا ومنطقة، حيث أكد إن (أزمة المياه جدية ويعاني منها المواطنون جراء التغير المناخي، والجفاف، وتراجع معدلات هطول الأمطار، وانخفاض مناسيب المياه الجوفية، واتساع البناء العمراني لمدينة أربيل ما حدا بنا إلى التفكير بجدية لإيجاد حلول لهذه الأزمة)، داعياً المواطنين في أربيل ومدن الإقليم كافة إلى (عدم الإسراف بالمياه، وإن يتم ترشيد الاستهلاك).

 مشددًا على إن (الأمور التي يجب أن تكون متوفرة لكل المواطنين في عموم كردستان هي أن يحصلوا على المياه، وألا يعانوا من أزمة ماء، وأن يتمتعوا بكهرباء لمدة 24 ساعة يومياً، وهذه أيضاً من المشاريع الأخرى التي نقوم حالياً بتنفيذها)، وتابع إنه (بكل وضوح، نحن كيان اتحادي، يتعين أن تكون لنا ميزانية خاصة بنا، ولهذا ينبغي تخصيص حصة كردستان من الموازنة العامة للعراق، على أن تقرر مؤسسات الإقليم وشعبه كيفية صرف تلك الميزانية).

 منتقداً بعض الأصوات الداخلية التي دعت سابقًا لتسليم إدارة ملف الرواتب إلى الحكومة الاتحادية، قائلاً (لكن للأسف، بعض الأطراف الداخلية طالبت بغداد بأن تتولى بشكل مباشر إدارة ملف الموازنة والرواتب في الإقليم، بل تحدثوا مراراً بأن المشكلة ستحل لو أصبحت الرواتب بيد بغداد، وحينها حمّلوا حكومة الإقليم المسؤولية)، مضيفًا (لا نعلم أين ذهبت تلك الأصوات، ولماذا التزموا الصمت؟، والآن هم أنفسهم يطلبون من الحكومة الاتحادية صرف الرواتب). كما قدّم البارزاني، تعازيه بوفاة المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون، أحد أبرز رموز الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والمطران السابق لأبرشية الموصل وتوابعها.

مواقف الصمود

ونقل البيان عن البارزاني القول (أتقدّم بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلة وذوي الفقيد)، وأضاف (نستذكر مواقف نيافته المشهودة في الصمود، برغم الأهوال والتهجير القسري على يد داعش، وتعاونه الوثيق مع حكومة الاقليم التي احتضنت السريان وسائر أبناء المكوّنات القومية والدينية الأخرى).

 مؤكداً إن (الراحل كان خيرَ سندٍ لزملائه المطارنة في خدمة السريان خلال تلك الأيام العصيبة، وحثَّهم على التشبث بأرضهم، إلى أن تحقق النصر على يد البيشمركة، الذين حطّموا أسطورة داعش إلى الأبد).