هجمة مرتدة وهدف في التسعين
جبار جودي
إشتموا محمد شياع السوداني، بكل قوة وجهد، وبكل الأعين التي تراقب ولا تنام؛ فهذا الرجل يستحق الشتيمة، وشتيمته في مكانها المناسب؛ لأنه إبن الداخل، لم يأتِ من الخارج، وإبن الجنوب ولأنه.. ولأنه.. ولأنه...
إشتموه من دون هوادة، على المنصات كافة.. سراً وعلانية؛ لأنه أزال عنكم غطاءكم كاشفاً عنكم ما كنتم عليه؛ فرئيس الوزراء هذا لا ينفعكم، ولن ينفه عنكم؛ حاصروه ريثما تختنق أنفاس النزاهة وتخلو السلطة للفاسدين؛ فهو رجل نشأ وترعرع وشب فتياً في الداخل «شروكي» منسول من رحم العمارة؛ لن ينفع بالإستمرار رئيس وزراء بلد كالعراق.
ربما يتبادر سؤال في الذهن: لماذا هذا التحامل تطاولاً؟ ألأنه غير منتمٍ للمعارضة العراقية في الخارج؟ ألأنه عاش وعانى معنا سنوات القيض قابضاً جمر الحصار؟
نعم.. هناك هجمة ضد رئيس الوزراء، وأنا هنا لست بصدد الدفاع عنه، بقدر ما أود أن أكشف وأكتشف الحقيقة.. عشرات.. بل مئات المشاريع العاجلة خلال سنتين وبضعة أشهر.. مجسرات غطت العاصمة والمحافظات بجمالها.. مستوصفات صحية.. مستشفيات.. مدارس.. طرق حديثة.. مشاريع صناعية، وبنى تحتية، مصافي تكرير النفط وفائض بالحنطة على الرغم من شحة المياه و... و... الشرح يطول والتعداد يعجز.. نهضة فنية وثقافية وإدامة تدفق زخم المهرجانات، وكثير كثير من منجزات لا يستطيع هذا المقال الإحاطة بها؛ لإنها أوسع من إشتمالات الرؤيا.
لقد فضح السوداني إهمال الحكومات السابقة التي تنصلت عن مسؤولياتها؛ كي تتفرغ لفساد مسترخ.. مستريح.
فـ... أي من الحكومات السابقة المتعاقبة على السلطة، فكرت بإعادة العافية لمداخل بغداد.. مثلاً.. وفق التنظيم السياحي الذي هي عليه الآن في عهد محمد شياع السوداني؟
فقط حكومة السيد نوري المالكي، إعتنت بمشاريع إعمار حقيقية، بدرجة ما، لم تبلغ هذا الكم من التطوير الحضاري، الذي نشره السوداني في ربوع العراق.. بغداد والمحافظات.
ومشاريع المالكي، كانت نية وليست فعلاً؛ لأن الفاسدين ترصدوها متصدين لها بالإحباط و... أفلحوا بتبديدها؛ فلم يكتمل أغلبها، وظل ثواب «الأعمال بالنيات» قائماً والبلد عاطل، حتى حل السوداني على رأس السلطة التنفيذية؛ فإستقام العراق على سوقه، كزرع أخرج شطأه.. يعجب النزيه من العراقيين ويقلق الفاسدين شتماً، لكن القافلة تسير والسراق يتلظون... لقد سجل السوداني هدفا ً في التسعين، لم يسبقه إليه أحد.
نقيب الفنانين العراقيين