الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ميلاتونين بلا رقابة

بواسطة azzaman

ميلاتونين بلا رقابة

دعاء يوسف

 

في وقت صار فيه النوم رفاهية، لم تعد رحلة الوصول إلى الوسادة والنوم الهادئ أمرًا طبيعيًا وسلسًا. ومع تصاعد شكاوى الأرق والتوتر النفسي، توجه كثيرون، كبارًا وصغارًا، إلى الحل الأسهل: حبوب الميلاتونين أو الجلاتين المنومة، تلك التي لا تتطلب وصفة طبية، وتُباع في الصيدليات بشكل حر، بل وحتى في رفوف المتاجر الكبرى أحيانًا.

لكن وراء هذه “السهولة” تكمن مخاطرة بدأت تأخذ طابعًا صامتًا، وتغزو الأجساد والعقول دون مقاومة تُذكر.

الميلاتونين: من هرمون طبيعي إلى حبة سحرية

الميلاتونين هو هرمون يفرزه الجسم طبيعيًا عند حلول الظلام، يساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. لكن وجوده الطبيعي لا يعني أن استخدامه الخارجي آمن دائمًا، خصوصًا حين يتحوّل إلى اعتماد مستمر.

فالكثير من الأشخاص، وبعد أول تجربة ناجحة مع حبوب الميلاتونين، يجدون أنفسهم لاحقًا غير قادرين على النوم من دونها. وهنا يبدأ الارتباط النفسي، ثم الجسدي، وصولًا إلى اضطراب في إنتاج الجسم الطبيعي لهذا الهرمون.

جيلاتين منومة للأطفال: “الحل اللطيف” الذي قد ينقلب

الأسواق اليوم تمتلئ بأصناف الجلاتين المنوم المخصص للأطفال، بنكهات محببة وأشكال مغرية. يبدو شكلها مألوفًا كالحلوى، لكنها تحتوي على جرعات محددة من الميلاتونين، تقدم للطفل على أنها علاج للأرق، بينما في الحقيقة قد تكون بابًا نحو اضطراب بيولوجي طويل الأمد.

تقول والدة “ل. ن.” (5 أعوام): “أعطيه الجلاتين قبل النوم لأنه يرفض أن ينام باكرًا. لاحظت أنه بدأ يطلبه كل ليلة، ويصعب نومه بدونه”. هذه الشهادة تلخص مخاوف أكبر، حين يتحول سلوك النوم الطبيعي إلى معادلة كيميائية تعتمد على مُدخل خارجي.

غياب الوصفة = فتح الباب للإفراط

خلافًا لأدوية مهدئة مثل فاليوم أو زاناكس التي كانت تُصرف بوصفة طبية صارمة، الميلاتونين لا يخضع لذات الرقابة الصارمة، باعتباره مكمّل غذائي لا دواء. لكن هذه الفجوة التنظيمية دفعت كثيرين لاستخدامه بلا وعي، وتكراره حتى

 

 


مشاهدات 59
الكاتب دعاء يوسف
أضيف 2025/07/12 - 2:10 AM
آخر تحديث 2025/07/12 - 4:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 518 الشهر 7335 الكلي 11160947
الوقت الآن
السبت 2025/7/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير