الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تشكيلية سورية لـ (الزمان): أرسم المرأة لأنها أنا

بواسطة azzaman

تشكيلية سورية  لـ(الزمان): أرسم المرأة لأنها أنا

 

بغداد - كاظم بهية

تميّزت الفنانة السورية مجد فارس مكارم بأسلوبها في تصوير الحياة والبيئة والمحيط الذي تنتمي إليه، مجسدةً تفاصيله بكثافة لونية واضحة، وبفرشاة لا تعرف السكون على القماش، مستندة إلى تعبيرية تنحاز للروح، وانطباعية تنطق بالحس.

ورغم أنها خريجة قسم النحت في جامعة دمشق، وتحمل دبلوم التأهيل التربوي من الجامعة الافتراضية عام 2008، إلا أنّ ميولها المبكر للرسم هو ما قاد خطاها منذ الطفولة، ليكون الأقرب إلى وجدانها، والأكثر التصاقاً بروحها، كما تقول في حديثها لصحيفة (الزمان). وأوضحت مكارم: “لكل إنسان ميول تشده، وأنا منذ صغري كنت مأخوذة بعالم الرسم، فتابعته ودرسته أكاديميًا، مشيرة إلى أن تجارب النضج أضافت على ذائقتها الفنية أبعاداً جديدة، لكنها حافظت على رابط وحيد يجمع تلك المؤثرات المتغيرة: “هو التمرد والاختلاف”. وأكدت: “يشدني الاختلاف والتمرد على معطيات الواقع، ولهذا أجد نفسي أميل للتعبيرية، وفي بعض الأحيان إلى الانطباعية، لأنّ كلا الأسلوبين يناسبان رغبتي في تصوير حالات روحية عميقة، خصوصًا في تجسيد الشخوص الإنسانية”.

وعند سؤالها عن الحضور الطاغي للمرأة في لوحاتها، أجابت: “المرأة هي أنا، وعبرها أستطيع أن أكون أكثر صدقًا. أجد في الأنثى آلاف المعاني؛ في الاحتواء، المحبة، العطاء، الجمال، وغيرها من المفردات التي لا تنضب، ولهذا لا أملّ من رسمها”.

وبيّنت مكارم أن الفنان السوري، مقارنةً بالعربي، يحمل خصوصية نابعة من معاناة أرضه، حيث قالت: “

الفنان السوري معجون بتجربة وطنه. هو من أكثر الفنانين الذين منحوا القيم الجمالية والإنسانية والفنية مساحة صادقة، مجبولًا بتأثيرات الواقع الذي عاشه، وراسماً عبرها آمالًا في غدٍ أكثر رحابة”. وأضافت في حديثها عن رؤيتها الخاصة كإنسانة وفنانة: “أفكر دائمًا بغد أجمل، وبأن أرسل من خلال أعمالي رسالة محبة، تُسهم في تعميق الوعي الإنساني”.

 وختمت حديثها بابتسامة متفائلة، قائلة: “لقد تحققت أمنيات كثيرة، وهناك أخرى لا تزال في الطريق.. وطالما نحن على قيد الحياة، فالأمل بالأفضل لا يزال قائمًا”.

 وهكذا تمضي مجد مكارم في مسيرتها بين الألوان، تحمل في يدها فرشاة، وفي قلبها رسالة. وتتشكل لوحاتها كأغنيات بصرية للمرأة، وللحياة، وللأمل الذي لا ينطفئ. وترى في الفن وسيلة للتمرد على القبح، ونافذة للبوح الإنساني العميق. ولا تزال تؤمن أن الغد أجمل، طالما هناك من يرسمه بشغف ومحبة. وبين الواقع والحلم، تختار مجد أن تكون صادقة.. وملوّنة كأمنياتها.


مشاهدات 111
أضيف 2025/07/09 - 3:56 PM
آخر تحديث 2025/07/11 - 11:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 386 الشهر 6615 الكلي 11160227
الوقت الآن
الجمعة 2025/7/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير