المغتربون وحقهم المغبون
خليل ابراهيم العبيدي
لا يمكن للوهلة الاولى تحديد عدد العراقيين المغتربين ، وهم من يطلق عليهم بالمهجرين تارة او المهاجرين تارة اخرى وثالثة بالعراقيين المنفيين ، وفي حقيقة الأمر انهم حاصل جمع كل هذه الصفات ، ويناهز عددم حسب التخمينات بين 4 الى 5 ملايين ، وهم مشتتين بين كافة دول العالم سيما المتمدنة منها ، ان ذاك المواطن المبعد لاسباب عديدة ، منها الخوف من سطوة النظام السابق ، التحق به اليوم مواطن جراء الخوف من النظام الحالي ، وان مواطنا آخر قسى عليه الزمان في بلاده جراء الفقر والحرمان ، قرر الهرب وترك وطنه املا بالرزق والامان ، ومواطنا ثالثا ربما لجأ لدول الغير لعله يحصل على الكرامة ، بعد ان قست عليه بظلمها من تدعي القيادة والزعامة ، او رابعا كفر بالوطن إذ لا يملك فيه دارا او قطعة أرض للسكن ، وخامسا لحقته الطائفية بكل ما فيها من جور وعفن ، واجتمعت جموع العراقيين باكية امام مراكز الهجرة تندب حظها العاثر تنتظر منة او لقمة حرمها منها اغنى وطن ، والغريب ، ان كل الحكومات تتجاهل رعاياها وهم في المنافي وعلى قارعات الطرق او في اطراف المدن ، واليوم تتنكر حكوماتنا لهم ، وهي ، تستبعدهم من الاحصاء وكانهم في العدم ، والادهى ابعادهم عن الانتخاب وكانهم ارقام مجردة أو وهم ، وربما أستبدل بغيره من الغرباء لأغراض انتخابية او لأسباب طائفية أو عنصرية ، كل الحكومات تحرص على متابعة مواطنيها الا العراقيين فهم في خانة الأهمال ، وحقهم في أموال بلدهم صار من المحال ، لكنهم مجبولين أينما كانوا على حب الوطن.