جمان
علي جاسم الفهداوي
استيقظت ابنتي جُمان ذات الاربعة أعوام، آخر العنقود، ففتحت لها ذراعي كما أفتح قلبي، مرددًا بفرح: (هلا هلا)، لكنها جاءت في لحظة دافئة واستقرت في حضن والدتها، وتجاهلت كم أحتاج إليها، في تلك اللحظة عادت إلى ذهني رواية غسان كنفاني (عائد إلى حيفا)، حيث فقد والدان طفلهما الرضيع أثناء النزوح في نكبة 1948، ليكتشفا بعد عشرين عاماً أن من انتظراه طويلاً، كبر ليصبح جندياً في صفوف الاحتلال؛ خذلان يفوق القدرة على الاحتمال، ووجع لا يشفى... لا ينكر أن فكرة الخذلان تخيفني… بل تؤلمني كثيراً، ولا سيما أنّ تخذل بلدك، وأهلك وإخوانك.