سرقة الوقت جرم بلا عقاب
كمال جاسم العزاوي
عمر الانسان هو الزمن المحدد لحياته باليوم والساعة والثانية وهو أعز وأثمن من كل ثروات الأرض لأنه يمضي دون ابطاء أو توقف أوعودة للوراء ويعاني الانسان في البلدان (النامية) من سرقة وقته (اللاثمين) باقحامه في متاهة الروتين وفرض الاجراءات وحين يغفل المجتمع عن سرقة الزمن فذلك خلل في منظومة الوعي وشرخ في جدار العدالة والانسانية لا يمكن للانسان التحكم بالزمن المخصص لحياته بالدقة المطلقة مالم يتمتع بالحرية المطلقة التي يخترقها نمط الحياة أو الايقاع الذي يمضي عليه مسارها وأهم أوجه تلك الحرية هو (المال) الذي يمنحك حرية اختيار الأماكن التي ترغب المكوث فيها وكذلك الوجوه التي تطيب نفسك لمرافقتها من يسرق وقتك :
مبدئياً ان سراق الزمن هم كثر وقد تكون أنت أول من يسرق من زمنك حين تفرط في الانشغال بما لايستحق الانشغال به دون جدوى أو اضافة لمسيرتك الحياتية لكن هناك سرقات من نوع آخر أشد وطأة وأكثر ضرراً قد تظهر في المواقف التالية :
- الطابور الطويل الذي تجده أمامك في كل صغيرة وكبيرة وحتى في المستشفيات هو المتهم الأول في هدر الوقت
- الزخم وعدم انسيابية المرور في الشارع يقتص من وقتك الكثير ودون هوادة
- التجمع أو الحفل الذي تحضره مرغماً أو باختيارك قد يسرق منك الكثير من الوقت باسلوبه الرتيب وخطابه الممل
- انقطاع التيار الكهربائي لوقت طويل يشل الخدمات الاخرى ويحولك الى كائن مستكن يعيش خارج الزمن
ليس صعباً أن يكون النظام واحترام الوقت أول اهتمامنا كمجتمع أو كأفراد وقد يكون للدولة المسؤولية الأكبر والفعل الأهم في هذه المسألة بما تمتلكه من أدوات وصلاحيات واحترام الوقت له نتائج ايجابية تختصر الزمن في التقدم والتطور وتؤسس لعهد جديد وانسان جديد يسارع الخطى لمواكبة العصر وردم الهوة التي تفصلنا عن العالم المتحضر بمسافات بعيدة والعالم الذي نقصده هنا هو الذي احترم الانسان أولاً والوقت ثانياً لما له من أهمية كبرى في مسار التطور