الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حديث الغدير في ضمير الامة

بواسطة azzaman

حديث الغدير في ضمير الامة

حسين الزيادي

 

لقد تركت واقعة الغدير بصمات جلية على وجه التاريخ لأنها لم تكن هامشية أو طارئة، تظهر حيناً وتختفي حيناً آخر، فهي حدث خالد بخلود الزمن، واحاديث تلك الواقعة التي أجهدت العلماء على كثرتها مازالت تحفر في ذاكرة الزمن خلودها الابدي ، فلا يمكن لاحد انكار واقعة الغدير او يشكك بها بأدنى مراتب التشكيك، لانها من الحوادث المؤكدة التي تواترت الاخبار بذكرها وتناولها الباحثون على اختلاف تخصصاتهم واتجاهاتهم، فقد بلغ رواة حديث الغدير من الصحابة مائة وعشرة صحابياً، أما رواته من التابعين فهم أربعة وثمانون تابعياً، بينما بلغ عدد من نقلوا الحديث من أئمة الحديث وحفّاظه والأساتذة ثلثمائة وستون، فضلاً عمّن ألّفوا من الفريقين في الغدير، والذين بلغوا حسب إحصاء العلامة الأميني وما بلغ بيده ستة وعشرون؛ منهم الطبري صاحب التأريخ، وابن عقدة والجعابي والشيباني والغضايري والسجستاني والكراجكي وغيرهم.

كما تناولها بالذكر جملة من  المؤرخين نذكر منهم :  جلال الدين السيوطي، وابن حجر العسقلاني ، والخطيب البغدادي ، والبلاذري، وابن كثير ، وابن قتيبة، وابن عبد البر، وياقوت الحموي، وابن عساكر، وابن الاثير، وابن ابي الحديد ، والطبري ، وابن خلّكان، واليافعي،  وابن خلدون، والذهبي ، وابن الصباغ  والمالكي، والمقريزي،   ونور الدين الحلبي وغيرهم كثير . 

 لم تحظى حادثة تاريخية في التاريخ الإسلامي بمثل ما حظيت به واقعة الغدير، وقلّما استقطبت اهتمام الفئات المختلفة من المحدّثين والمفسّرين والكلاميين والفلاسفة والأُدباء والكتّاب والخطباء وأرباب السير والمؤرخين كما استقطبت هذه الحادثة، وقلّما اعتنوا بشيء مثلما اعتنوا بها، وحتى الذين حالوا دحض الواقعة او التشكيك فيها لم يستطيعوا لذلك سبيلاً ، فذهبوا الى التلاعب في معاني الالفاظ والالتفاف على حقيقتها على الرغم من وضوحها وبيانها ونقاوتها وسطوعها، فحديث الغدير ليس مجرد ذكرى تاريخية عابرة، بل هو تجسيد حفيفي لاستمرارية الرسالة الإسلامية ، وتأكيد على مبدأ القيادة الربانية.

 جغرافية المكان

امتازت بيعة الغدير بالأسلوب الخاص في البيان والتعبير اللفظي والجسدي، وهي تعابير اكثر تأثيرا وثباتاً، فقد ابتدأت خطبة النبي بسؤال استفهامي مفادة: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ إدن علي فدنا فرفع يده ورفع النبي (ص) يده حتى بان بياض إبطيه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه، ورفع اليدين توثيق وتأكيد ودلالة على اهمية القول وثباته وهو من الوسائل  الاكثر قوة في تثبيت القول.

اقترن الحديث بظروف ومميزات خاصة، مثل الاجتماع الكبير، والأسلوب الخاص في البيان، والمنبر الخاص الذي تفرَّدت به هذه الواقعة التاريخية، وأنها تزامنت مع وداع النبي (صلى الله عليه وآله) لأمته، وتميَّز إعلان الغدير بظرفه الجغرافى المهم في ملتقى الطرق في الجحفة قبل أن يتفرق المسلمون في طريق عودتهم إلى أوطانهم، وبالصيف دالملتهب.

 


مشاهدات 76
الكاتب حسين الزيادي
أضيف 2025/06/04 - 2:54 PM
آخر تحديث 2025/06/06 - 3:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 398 الشهر 5282 الكلي 11139936
الوقت الآن
الجمعة 2025/6/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير