لا لعجائز السياسة
عبدالهادي البابي
لقد آن لنا الأوان أن نشرك جيل الشباب في صنع القرارالإجتماعي والسياسي والفكري ، وأن نختار منهم النخبة الواعية المدركة وأصحاب الدرجات الرفيعة الذين أثبتوا وجودهم من خلال الدراسة وتحصيل العلم والمجالات الأخرى التي أبدعوا فيها ، وأول شيء يجب أن نغرس فيهم هو الأعتماد على أنفسهم وثقة المجتمع بهم ، فأذا فعلنا مع شبابنا ذلك فانهم بلاشك سيبدعون وينتجون ويثبتون لنا أنهم على مستوى من الدراية والحنكة والتدبير ..
فلايصح أن ننظر إلى الشباب على أنهم لاينفعون ، أو من الذين لايقدمون ولايؤخرون ، أو نعتبرهم من المتميعين (والمخنثين) ، أو من أصحاب الأفكار الوافدة ، وننعتهم – بقسوة - بأنهم [تربية المسلسلات المدبلجة] أو (أولاد حليب القواطي) أو غيرها من نبرات الأستهزاء والتسقيط النفسي لهم !! ولكن علينا أن نغرس فيهم حب التراث العظيم ، وأحترام التقاليد ، والموروثات الإجتماعية الخّلاقة ، ولاشك بأن هذه المكارم والفضائل ستنمو وتكبر معهم وتصبح جزءاً من أخلاقهم وسلوكياتهم ، وهم بدورهم - إضافة للتفوق العلمي الذي سيثبتونه من خلال الدراسة - يمكن أن تكون الأجيال الحاضرة - جيل الشباب- هي التي تقود البلد في المستقبل القريب إلى التطور والبناء والتجديد ..فنحن قد شبعنا من (عجائز السياسة) ونفسهم الطويل وخمولهم الممل في تحقيق أحلامنا وطموحاتنا التي صارت بعهدهم سراباً يحسبه الظمآن ماءاً ..!....
فما علينا إلاّ الأعتماد على شبابنا المتوقد بالحركة والعطاء والبذل والتفوق ..هؤلاء الذين أثبتوا أنهم رأس الحربة في كل المجالات اليوم ، في تحرير الأرض من الطغاة والإرهاب ، وفي الدراسة والنبوغ وتحصيل الشهادات رغم كل المحن والمعوقات ، وهم اليوم يبدعون في الفن والثقافة والعلم والأختراع والسياسة وكل مجالات الحياة ، فهم قادرون على قيادة البلد إلى بر الأمان ....