الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كربلاء تفجّر ثورة العشرين 1920

بواسطة azzaman

لا شفن .. طبيخ ولا بطيخ

كربلاء تفجّر ثورة العشرين 1920

عادل الياسري

ان الثورة العراقيـــــــــة الكبرى 1920؛ هي ثورة العراقيين الاحرار وليست كل العراقيين.. وهي ثورة شعبية وطنية ذاتية القدرات ويمكن وصفها بالثورة “الطاهرة” في تاريخ العراق الحديث؛ ذات اهداف تحررية. لقد استمرت ستة أشهر في قتال مع المحتل البريطاني بالرغم من التفاوت في السلاح. وقدم الاحرار أكثر من ثمانية ألف شهيد لشعب لم يتجاوز الثلاثة ملايين نسمة فداء للحرية والاستقلال.

 وكانت لمدينة كربلاء الدور الريادي بقيادة اية الله المرجع الشيخ محمد تقي الشيرازي.. حيث عقدت الاجتماعات في النجف والشامية والمشخاب وبغداد وكربلاء وكان آخرها في بيت السيد نور السيد عزيز الياسري في محلة السلالمة (كربلاء) وحضرها الشيخ محمد تقي الشيرازي ولفيف من اركان الحركة الوطنية في كربلاء اثناء عيد الفطر المبارك في  18 حزيران 1920 وكانت من اهم مقرراته اعلان الثورة . وقد سبق هذا الاجتماع ثلاثة اجتماعات في منتصف شعبان.

نفي الزعماء

وتعتبر مدينة كربلاء هي اول مدينة تعرض زعمائها الى النفي في مرحلة الاعداد للثورة والملفت للنظر بينهم شخصية مهمة للغاية ومرموقة في الحركة الوطنية .... هو “ محمد رضا نجل الشيخ محمد تقي الشيرازي “ وكانت عملية النفي اثارت الاستياء العام لجميع الاحرار العراقيين. وقد اعتبر المؤرخون المنفيين ابطالا وطنيين؛ وهم (محمد رضا الشيرازي ؛ عمر بن حجي علوان ؛عثمان بن حجي علوان ؛ مهدي ال قنبر ؛ احمد القنبر ؛ سيد محمد علي الطباطبائي ؛عبد الكريم العواد ؛ إبراهيم أبو ولده؛ الشيخ كاظم أبو آذان ؛ الشيخ هادي كمونه ؛ محمد شاه الهندي ). وبالوقت نفسه تعرض اخرين للنفي في مدن العراق.

وقد اطلعت على تقرير سري للغاية في الوثائق البريطانية انشره لاول مرة ؛ كتبه مساعد الضابط السياسي في كربلاء وهو من عشرة صفحات كبيرة وكانت من بين الفقرات التقرير مذكرة الأدلة ضد الأشخاص المنفيين الى جزيرة هنجام  - تقع في الخليج العربي - وهذا جزء منه(نبذة مختصرة عن نشاط المعارضة في كربلاء).

ان الدعاية المناهضة للحكومة في هذه المدينة ترجع الى ما يقارب العامين الماضيين عندما جاء المجتهد الحالي الشيخ ميرزا محمد تقي الشيرازي الى كربلاء من سامراء برفقة ابنه محمد رضا وقد انضم الى القوات التركية في عامي ( 1914-1915) كممثل عن والده مع العديد من رجال الدين الذين انتقلوا الى المعسكر التركي لتحريض الناس على الجهاد المقدس ... وكانت وفاة المجتهد الأسبق السيد كاظم اليزدي  الذي ترك المجال مفتوحا امام الميرزا محمد تقي الشيرازي وشجعتْ نجله على مواصلة الدعاية ضد البريطانيين .. كانت مواقفه دائما غير ودية وعدائية وكلما قدمت الإدارة المحلية ( إدارة الاحتلال ) له الود او أي اجراء اخر فكانت مواقفه ضدها ...وباختصار اصبح بيت محمد تقي الشيرازي وكرا للشخصيات السئية السمعة لم يكن هدفها سوى الصيد في الماء العكر ..الخ. تجدر الإشارة قامت احدى الجامعات العراقية دراسة عن الشيرازي ولم اطلع على أي وثيقة سرية تكشف خفايا الامور وهذا شيء مؤسف عند دراسة التاريخ بعد مئة عام.

ولابد من القول ان كربلاء قاست من العقوبات الكثيرة

اثناء حدوث الثورة ولعل من بينها الحصار وارتفاع الأسعار للمواد الغذائية كالحنطة كما يقول أحد التقارير الاستخبارات البريطانية ارتفعت مئة بالمئة وان الجوع بدأ على فقراء كربلاء.. ولا  يخفى ان ولسن (الحاكم المدني في العراق )   فرض حصاره على مدينة كربلاء بعد وفاة الشيخ الشيرازي ( وكانت وفاته في 1718 من اب ) وهذا نص بيانه ( المواصلات مع كربلاء ممنوعة والبضائع مصادرة) .

احتفالية تنصيب

ومن الطريف حين تم تنصيب السيد محسن أبو طبيخ محافظا على كربلاء اثناء الثورة في 6 تشرين الاول 1920 وأقيمت له الاحتفالات في المدينة ورفع علم الثورة ذو الألوان الأربعة وأطلقت النيران احتفاء بتنصيبه وان جريدة الاستقلال النجفية نشرت ذلك الاحتفال بعنوان يوم تاريخي وقالت بشراك كربلاء قومي وانظري العلما على ربوعك خفاقا مبتسما .

وفي اليوم الاخر جاء فهد البطيخ الى المدينة واحتفلت المدينة ولكن كان أحد الزوار من الايرانيين؛ قال أمس سمعنا طبيخ واليوم بطيخ ولكن لا شفن لا طبيخ ولا بطيخ.

 

 

 

 


مشاهدات 121
أضيف 2025/05/30 - 11:52 PM
آخر تحديث 2025/06/01 - 5:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 308 الشهر 308 الكلي 11134962
الوقت الآن
الأحد 2025/6/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير