الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زائر مؤقت في فندق الحنين

بواسطة azzaman

زائر مؤقت في فندق الحنين

ثامر محمود مراد

 

في دهاليز القلوب، لا تسكن الأرواح كما تسكن البيوت، بل تنبض، تتنفس، وتحتفظ بالذاكرة كما تحتفظ الزهور بأثر العطر. فالقلب ليس فراغًا يُملأ، بل حديقة لا تُزهر إلا لمن اعتنى بها، سقاها بصدق، وحماها من العابرين.«احذر أن تسكن قلبًا فيه أثر من عطرٍ آخر»... ليست مجرد نصيحة، بل حكمة موجعة نُسجت من تجارب أولئك الذين ظنوا أن الحب يبدأ من لحظة اللقاء، فغفلوا عن ظلال الأمس العالقة في الزوايا.فالعطر القديم قد لا يُرى، لكنه يُشمّ... وقد لا يُقال، لكنه يُشعر. هو ذكرى لا تزال تتسلل مع كل نبضة، مع كل حرف، وربما مع كل صمت. إنك إن أحببت قلباً لا يزال يشتاق لعطرٍ راحل، فقد تجد نفسك تقف دومًا في الخلف، تقارن دون أن تدري، وتخسر دون أن تُلام.فالحب ليس مساحة تُتقاسم، بل هو ملكية كاملة، تضحية مطلقة، وصدق لا يقبل القسمة. لا تستجدي مكاناً في قلب لا يزال يُحدّق في مرآة الماضي، ولا تزرع زهرك في تربة لم تنسَ بعد عبق الراحلين.احذر، لا لأنك ضعيف، بل لأن قلبك يستحق وطناً لا تطغى عليه رائحة غريب. احذر، لأنك إن سكنت قلباً مشغولاً بذكرى غيرك، ستبقى مجرد زائر مؤقت في فندق الحنين.فإمّا أن تسكن قلباً خالياً إلّا منك، أو ترحل بكبريائك قبل أن تُنسى وأنت حاضر، قبل أن تكون مجرد اسمٍ يُذكر في غفلة اشتياق.

 

 


مشاهدات 103
الكاتب ثامر محمود مراد
أضيف 2025/05/24 - 12:30 AM
آخر تحديث 2025/05/29 - 1:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 102 الشهر 38047 الكلي 11032051
الوقت الآن
الخميس 2025/5/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير