الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مدارس لذوي الإعاقة

بواسطة azzaman

مدارس لذوي الإعاقة

لينا ياقو يوخنا

 

توجد في بلدنا نسبة كبيرة من ذوي الإعاقة والذين يطلق عليهم احياناً «ذوي الاحتياجات الخاصة» او «ذوي الهمم» الذين يعانون منذ سنوات من الاهمال من كل النواحي, خاصة في الجانب التربوي والعلمي, فلم اجد مدارس معنية بحالاتهم وان وجدت فهي ليست مدارس بالمعنى الحرفي وانما مراكز حكومية محدودة العدد. وبعضها تابعة لمنظمات وجمعيات ممولة ذاتياً, وبشكل عام لا تغطي هذه المؤسسات جميع المناطق في العراق التي تتواجد فيها اعداد كبيرة من هذه الشريحة والتي عادة ما يدفع ذويهم رسوم مقابل تسجيلهم في بعضها اما بعضها الآخر فتكون مجاناً.

 

هذه الشريحة مظلومة في مجتمعنا, فلا حقوق لهم كبقية اقرانهم في البلدان الاخرى التي شرَعت قوانين لضمان حقوقهم كاملة أسوة ببقية المواطنين وربما اكثر لخصوصية حالاتهم التي تتطلب تظافر جهود كبيرة. اما في العراق فالوضع مختلف جداً وقد شاهدت حالات كثيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة غير متعلمين وانا اقصد التعليم الخاص بحالاتهم وادراكهم مع الأخذ بعين الاعتبار قدرتهم العقلية والجسدية والتي من المفترض ان توفرها المدرسة فمن الممكن ان يصبحوا هؤلاء مبدعين كما الحال في البلدان المتقدمة التي تحتضن هذه الشريحة وتقدم لهم التنشئة الصحيحة والتعليم الملائم ليكونوا افراد منتجين بحدود امكانيتهم وقدرتهم لهذا السبب الكثيرين من هؤلاء حققوا نجاح كبير في الميادين المختلفة مثل البطولات الرياضية والمسابقات الثقافية والفنية وبعضهم نالوا جوائز محلية وعالمية لمشاركتهم فيها فضلاً عن اختراعاتهم في العلوم المتنوعة.

 

وما جعلهم افراد منتجين هو اعتبارهم شريحة لا يقلون اهمية عن بقية شرائح المجتمع لهم قيمتهم الانسانية وحاجاتهم الاساسية التي يجب ان تقدم لهم دون قيد او شرط, فضلاً عن امكانياتهم وطاقتهم التي يجب ان توجه بصورة صحيحة.

ولكن في العراق ينظر لذوي الهمم -وهذه ثقافة سائدة في مجتمعنا- بأنهم غير قادرين على فعل شيء بسبب اعاقتهم التي تلازمهم منذ صغرهم لذا يتم التعامل معهم كمرضى فقط تعطى لهم العقاقير او ربما يتم استغلالهم في التسول, والشواهد اليومية في الشوارع خير امثلة, دون الاهتمام بتأهيلهم وتنمية قدراتهم العقلية والبدنية كي يترجموا مهاراتهم في المجال والميدان الاقرب لقلبهم والمناسب لامكانياتهم. ان انشاء المدارس لهذه الشريحة امر بالغ الاهمية مع مراعاة تصميم البناء ونوعية الاثاث والمستلزمات بحيث تتلائم مع حالاتهم الخاصة, كما تخصص لهم كوادر مختصة من إداريين وتربويين ومعينين, مع الحرص على ان تقدم لهم برامج تعليمية وتدريبية متقدمة, مع تقييم حالاتهم باستمرار لمعرفة مدى استيعابهم وتطور قدراتهم. ويجب ان يراعى في هذه المدارس ان تكون مجانية لضمان التحاق اكبر نسبة ممكنة.

 


مشاهدات 44
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2025/05/13 - 2:46 PM
آخر تحديث 2025/05/14 - 5:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 324 الشهر 16937 الكلي 11010941
الوقت الآن
الأربعاء 2025/5/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير