ضرورة قصوى

عبد الحكيم مصطفى

أقيمت مؤخراً في قاعة اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية محاضرة تثقيفية وتوضيحية لاستخدام التقنيات الحديثة في اعداد الرياضيين وتطويرهم .. امين عام  اللجنة الاولمبية هيثم عبد الحميد ، أكد على ضرورة دراسة التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل معها في المجال الرياضي ، والاستفادة منها في عمل الاتحادات الرياضية المستقبلية ، من خلال اعداد برامج علمية شاملة ، وأشار الى ان استخدام التقنيات الحديثة سيكون اجبارياً في المستقبل القريب ، للحاق بركب التطور العالمي ..وتناول الخبير الرياضي وعضو الفريق الأولمبي لمتابعة المشاركات الأولمبية الدكتور صريح عبد الكريم في المحاضرة ، ملامح خطة استراتيجية لعمل الاتحادات الرياضية بالاعتماد على التقنيات العلمية الحديثة ، ومنها الذكاء الاصطناعي، من أجل أعداد رياضيين موهوبين يمتلكون طموح المنافسة ، والحصول على اوسمة التفوق، قبل دخول المنتخبات الوطنية في المنافسات الرسمية .

لا جدال ان استخدام التقنيات الحديثة في اعداد الرياضيين ، ضرورة قصوى ، ولكن هل ان من واجبات رئيس الاتحاد الرياضي ، اعداد الرياضيين وتطويرهم عبر استخدام التقنيات الحديثة .. الاجابة هي كلا .. إعداد الرياضيين مسألة فنية بحتة من اختصاص مدربي المنتخبات الوطنية .. وكان يفترض ان يكون المتلقي في المحاضرة التثقيفية والتوضيحية لاستخدام التقنيات الحديثة ، المدرب الوطني، وليس إداراياً كما حصل ، رغم ان اللجنة الاولمبية ليس لها علاقة فنية مباشرة بمدربي المنتخبات الوطنية ، وان اجراء مسح يشمل كل الاتحادات لمعرفة عدد المدربين الذين بوسعهم استخدام التقنيات الحديثة بشكل صحيح ، والمدربين الذين ليس بمقدورهم ذلك ، كان أمراً ضرورياً ، لتقديم المساعدة  لمن يحتاجها ، لان اعداد الرياضي اليوم  يكون اكثر دقة وفاعلية باستخدام التقنيات الحديثة في تفاصيل العملية التدريبية .

دورة تقنية سقفها الزمن شهر او اكثر ، تؤهل المدرب الوطني الذي يشرف على تدريب احد المنتخبات الوطنية للتمكن من استخدام التقنية الحديثة ، (إذا) امتلك الكفاءة العلمية والخبرة العملية والمعلومات الكافية لاستخدام التقنية الحديثة ، وبخلافه فان أي دورة تتعلق باستخدام التقنية الحديثة لا تضيف شيئاً الى خبرات المدرب الوطني .. اما ان يكون استخدام  التقنية الحديثة اجبارياً في المستقبل القريب كما أشار الى ذلك ، أمين عام اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية هيثم عبدالحميد ، بذريعة اللحاق بركب التطور العالمي ، فان هذه الخطوة لن تحقق هدفها الا بتوفير الاجهزة التقنية الكافية التي تساعد المدرب للوصول الى النتائج التي يبحث عنها على مستوى الالعاب الرياضية الفردية والجماعية ، و تحليل النتائج ومناقشتها من قبل الكادر التدريبي ثم تقويم النتائج.

ومن المهم ان يكون الرياضي على إحاطة كاملة بنتائج التحليل التقني لادائه ومردوده في مرحلتي الاعداد و المنافسة  ليعرف واقعه الفني ، وكيف يجب ان يتجه الى المستقبل .

يُحسب للجنة الأولمبية الوطنية العراقية حثّها الاتحادات الرياضية على استخدام التقنية الحديثة في عملية إعداد الرياضيين ، ولكن مهمة الأولمبية الوطنية لن تنتهي عند هذا الحد ، لان متابعتها لاداء الاتحادات يجب ان تكون يوماً بيوم .. الاداء الاداري غير الصحيح  لعدد من الاتحادات الرياضية ، تسبب في اخفاقات مؤلمة وهدر كبير جداً للمال العام ، ويجب متابعة آلية إعداد المنتخبات المنتخبات الوطنية للمنافسات الرسمية العربية والاسيوية والدولية ، عبر فريق تقني مختص مؤهل لتقويم البرنامج التدريبي