الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قمه بغداد .. مقاطعة أم تطبيع ؟

بواسطة azzaman

قمه بغداد .. مقاطعة أم تطبيع ؟

محسن القزويني

 

لم يات توقيت زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى كل من السعودية وقطر والامارات العربية قبل انعقاد القمة العربية في بغداد عبثا فهناك اكثر من رسالة يريد ان يوجهها ترامب للدول العربية من خلال القمة التي ستنعقد في بغداد في 17/5/2025 بعد يوم من اختتام زيارته للمنطقة.

 اولى هذه الرسائل: التطبيع مع اسرائيل وهي القضية الاولى التي تتصدر اهداف السياسة الامريكية منذ 2016 في عهدي ترامب الاول والثاني لذا نجده يسعى هذه الايام الى انهاء حرب غزة قبل انعقاد القمة, وقبل زيارته الى الدول الخليجية.

الرسالة الثانية التي يريد ان يبعثها ترامب الى الدول العربية هي : مصير اهل غزة وخيارات تهجيرهم الى احدى الدول العربية وسبب هذا التهجير ليس البحث عن مكان آمن لاهل غزة كما هو المصرح به, فلو كان العامل الانساني وراء فكرة التهجير لمارست الولايات المتحدة  الضغوط الرادعة للمذابح اليومية التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

حركة حماس

فهناك اكثر من سبب وراء فكرة التهجير اهمها وجود الارتباط العضوي الوثيق بين اهالي غزة وحركة حماس، فوجودهم في غزة يعني وجود حركة حماس وحضور قياداتها المستمر في القطاع ،وهذا ما لا تريده اسرائيل والولايات المتحدة فعدم الانفكاك بين اهل غزة وقيادة حماس يجعل من غير ممكن البحث عن بديل عن سلطة حماس لادارة غزة الا بالالتجاء الى سياسة الابادة الجماعية التي تمارسها اسرائيل كل يوم بالقتل بالجملة بدون تمييز بين الشيخ الكبير والطفل الصغير وبين المراة والرجل ،لان الهدف الذي تسعى اليه اسرائيل هو تفريغ غزة من اهلها . وقد طرحت الادارة الامريكية بديلا عن الابادة هو التهجير وهو نمط آخر من انماط الابادة الجماعية المحرمة دوليا بل اكثر من ذلك لانها ستكون ابادة للقضية الفلسطينية.

الرسالة الثالثة التي تبعثها الولايات المتحدة الى قمة بغداد هي تحّول منطقة الشرق الاوسط الى منطقة اقتصادية والى استثمارات كبرى تدور في الفلك الامريكي وابعادها كليا عن الفلك الصيني الذي ينمو اقتصاديا بسرعة مرعبة للادارة الامريكية، فعين الصين على منطقة الشرق الاوسط يحفز الولايات المتحدة  للاسراع  للتوقيع على استثمارات طويلة الامد و ذلك  لابعاد الصين عن المنطقة.

 وازاء هذه الرسائل الثلاث ماذا سيكون موقف الدول العربية؟ وبالاخص موقف العراق ؟ الذي يستضيف القمة وله التاثير الفعلي على مسار التحرك العربي اثناء انعقاد القمة وما بعدها .

المطلوب من العراق ان يقف موقفا مبدئيا وتاريخيا في هذه القمة لتتحول الى قمة للتحدي والصمود وليس قمة لتحقيق المآرب الصهيونية.

قمة عربية

ففي مواجهة التطبيع الذي سيغطي سماء القمة العربية لابد من دعوة الدول العربية المطبعة الى المقاطعة كرد فعل للجرائم التي ترتكبها الماكنة الاسرائيلية المدمرة، فاقل ما يجب على الدول العربية القيام به ازاء قتل الاطفال والنساء هو اعلان  المقاطعة وسحب السفراء واغلاق السفارات الاسرائيلية في العواصم العربية، ويجب ان لا ينسى وفد العراق في القمة ان عليه التزاما وطنيا وعربيا بحرمة التطبيع وان عليه التزام قانوني ازاء قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي صوّت عليه مجلس النواب في جلسته التاسعة في 26/5/2022 والذي يردع فيه كل من يعمل على التطبيع واقامة العلاقات مع اسرائيل.

 وحول تهجير اهل غزة فموقف الجامعة العربية واضح في رفضه لاية محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني في غزة والذي اثير مرات عديدة على لسان الرئيس الامريكي وربما يثار مجددا فكرة استقبال الفلسطينيين في  الانبار غرب العراق ،وهو مشروع قديم قدم القضية الفلسطينية تم رفضه من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة وبضمن ذلك  مقترح منح الفلسطيني المقيم في العراق لعشر سنوات حقوق المواطن العراقي وهو شكل من اشكال القبول بفكرة التهجير لانه سيشجع على توطين الفلسطينيين في  العراق.  واما على الجانب الاقتصادي كان لابد من موقف عربي يرعى مصالح الشعب العربي قبل كل شيء ويرفض اية تبعية لاية قوة اقتصادية شرقية كانت او غربية، فالدول العربية بمواردها المتنوعة و الوفيرة لا تحتاج الى احد بل الاخرين بحاجة اليها فكان لابد من موقف عربي محايد وحكيم ازاء الاستقطابات الدولية .

وياتي الدور الريادي للعراق باعتباره المضِّيف للقمة العربية في تبني المشروع العربي للمرحلة القادمة القائم على اللاءات الثلاثة: لا للتطبيع.. لا للتهجير.. لا للاستقطاب الاقتصادي.


مشاهدات 40
الكاتب محسن القزويني
أضيف 2025/05/10 - 4:16 PM
آخر تحديث 2025/05/11 - 5:36 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 289 الشهر 12916 الكلي 11006920
الوقت الآن
الأحد 2025/5/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير