حصة الموسيقى غذاء لروح التلاميذ

لينا ياقو يوخنا

تعد الموسيقى والأناشيد من الحصص الضرورية لتلاميذ وطلبة المدارس فيما لو كانت ضمن المنهاج الدراسي, وتبرز اهميتها في كونها غذاء لروح الإنسان وعدا عن كونها جانب ترفيهي فهي تساعد ايضاً في تقليل الضغط النفسي الذي تسببه الدروس النظرية كما تساهم- اي حصة النشيد والموسيقى- في اكتشاف مواهب التلاميذ من ناحية الصوت والاداء وحبهم لآلة موسيقية معينة وتميزهم بهذا المجال دون بقية العلوم المعتمدة في الدروس الاخرى كاللغة والحساب وغيرها, كما للموسيقى والاناشيد اهمية على المستويين النفسي والاجتماعي فهي تصقل شخصية الفرد من حيث تعزيز ثقته بنفسه من جهة وعلاقته بالآخرين من جهة اخرى.

ان وجود حصة الموسيقى ضمن المنهاج الدراسي ستكون إضافة مهمة وخطوة ايجابية لتطور المؤسسة التربوية التي تعتمد المنهاج التقليدي- النظري منذ عقود فلم نواكب التطور الحاصل في العالم بمجال التربية والتعليم اذ نعد متأخرين وأميين بميادين مختلفة فالعقلية المعاصرة التي تسهم في تطور التعليم والتفكّر بمجالات وعلوم جديدة لغرض استحداثها في الدراسة هي عقلية نادرة وتواجه عقبات كثيرة ان رغبت في صنع التغيير وان كان محدوداً, بالمقابل نعاني من كثرة الاشخاص الذين لا يدركون ما هو الجيد والمفيد للعملية التربوية, ومن مؤشرات هذا التأخر هو عدم الإهتمام بالجانب الفني كالموسيقى الذي يعد من مظاهر التقدم الحضاري في البلاد والسلام السائد فيه, فسماع عزف الآلات الموسيقية والأصوات الجميلة لها وقع جميل وحقيقي في نفوس المتقنين لها والمتلقين خاصة وان اجيال نشأت في بيئة غير صحية حيث مظاهر العنف باشكاله كالتهديد والترويع ووقع اصوات الانفجارات, ولهذا الاحظ ان كثير من الصغار يعانون من سلوكيات سلبية كالغضب المفرط بسبب الاحداث من حولهم سواء داخل الاسرة او المجتمع بشكل عام لذا يجب ان تكون المدرسة عامل مساعد في معالجة وتنشئة الافراد ليكونوا أصحاء أسوة بالصغار في البلدان المتقدمة التي تعطي اولوية لقضية تربيتهم وتعليمهم. ويمكن ان تتضمن المناهج الدراسية حصة للموسيقى والاناشيد اذا ما كانت هناك رغبة حقيقية وعمل دؤوب من قبل المعنيين في سبيل تحقيق ذلك.