الدراسات العُليا .. حرب نفسية يعيشها الباحث
لينا ياقو يوخنا
يعاني الكثير من طلبة الدراسات العليا في العراق من ضغط نفسي طوال فترة دراستهم وقد يؤدي ذلك لأصابتهم بامراض اخرى, وبعضهم يشعروا بالندم لاقدامهم على هذه الخطوة فينسحبوا في اول ايام الدراسة وهم في بداية الطريق بعد اجتيازهم مرحلة صعبة وهي الامتحان التنافسي وحصولهم على مقعد دراسي بعد منافسة العشرات من الطلبة وقد يتجاوز العدد اكثر من ذلك في بعض التخصصات. ويعتقد بعض الطلبة بأن فترة الدراسات العليا هي اشبه بحرب نفسية يعيشها الباحث. وقد تكون الأسباب من وجهة نظرهم مرتبطة بصعوبة الدراسة من حيث الحصول على المصادر الخاصة بالمفردات الدراسية والواجبات المطلوبة منهم من تقارير اسبوعية وبحوث فصلية بالإضافة الى صعوبة اسئلة الامتحانات, كما قد تكون الأسباب متعلقة بالأسلوب غير المرن لبعض الاساتذة مع طلبة الدراسات العليا عند تقصيرهم اي الطلبة في أداء واجبهم نتيجة لظروف صادفتهم خلال السنة التحضيرية سواء كانت الأسباب اجتماعية مرتبطة بالافراد انفسهم او اسرهم او ربما عارض صحي يحوُل دون قدرتهم على مواصلة الدراسة على وتيرة واحدة فيخفقوا في بعض الاحيان ويتفوقوا في احيان اخرى. ومن وجهة نظري الشخصية ان الضغط النفسي الذي يصيب الطلبة أسبابه متعلقة بالاساتذة والطلبة على حد سواء فمن جهة تقصير بعض الاساتذة في اظهار الجانب الإنساني من شخصيتهم لاعتقادهم بأنه يضعف مكانتهم فيلتزموا الجدية المفرطة ويقدموا المادة العلمية دون تخصيص دقائق قليلة لإجراء احاديث مع طلبتهم وسؤالهم عن احوالهم والعقبات التي تواجههم. ومع ذلك لا يمكن نكران حقيقة إخلاص اغلبية الاساتذة في مهنتهم كونهم يحثون طلبتهم ببذل مجهودات كبيرة ليصبحوا باحثين ويتحقق الهدف المنشود من الدراسة, اما بالنسبة للطلبة فالبعض منهم يشعرون بالكسل لانعدام شغفهم في الدراسة لأسباب شخصية مثل مشاكل عائلية يمرون بها او عدم رغبتهم وحبهم للتخصص اوقد الأسباب عامة متعلقة بأوضاع البلد ومستقبلهم المجهول بعد حصولهم على الشهادة وعدم قدرتهم على تحقيق حلمهم بالعمل بمجال تخصصهم العلمي, وهذا ما يبرر شعورهم بالتعب من الناحية النفسية. لذا يجب تطوير نظام الدراسات العليا من جميع النواحي من اجل تذليل العقبات التي تواجه الطلبة.